المنتج السينمائي التركي مهمت أكتاش: علينا أن ننتج أفلاما من نظرة الأطفال
(المستقلة)/منصور جهانی/.. دعا المنتج السينمائي الدولي (مهمت أكتاش) الى انتاج أفلام من رؤية الأطفال تصور ما يلاحظونه من حولهم في هذا العالم.
وبحسب المكتب الإعلامي الخاص بمهرجان أفلام الأطفال واليافعين الدولي بنسخته الـ32، تمّ الاتفاق في اجتماع عقد بالمكتبة المركزية لاصفهان على فتح خط لـلإنتاج السينمائي المشترك بين إيران وتركيا ودول أوروبية أخرى.
المنتج التركي «مهمت أكتاش» استهل كلامه في بداية هذا الاجتماع قائلاً: غالبا أعمل في ألمانيا ولدي مكتب في هذا البلد، حيث أن لدينا أعمال مشتركة مع دول مثل إيران، ألمانيا، مصر، تركيا ودول أوروبية أخرى. وأعتقد أن هناك فكرة خاطئة مفادها أنه من الصحيح قد أتيت من المجتمع التركي، ولكن معظم إنتاجنا المشترك يركز على الدول الأوروبية.
واضاف: لا يتعلق الإنتاج المشترك بالأرقام والميزانيات الخاصة بالأفلام فقط، و إنما الإنتاج المشترك يصب في سرد الأفلام، السمات الفنية له و المسؤولية التي على عاتق الإنتاج.
واوضح: عندما نريد أن نساهم في إنتاج مشترك في منطقة ما، فإن أول سؤال سيطرح نفسه هو أنه لماذا نريد أن نفعل هذا، ما هو الشيء المشترك بين الطرفين في هذه المنطقة، كما أنه من المهم جدا للمنتجين أن يكونوا أصليين و بعدها أخذ مسألة البيع و العرض العالمي بعين الإعتبار.
وتابع اكتاش قائلا: السؤال الثاني الذي يجب أن نطرحه أنه من هو المخرج وما مدا خبرته؟ ما موقعية الشركة التي سترعى إنتاج الفيلم؟ لا يثق المنتجون الأوروبيون بالمخرجين للفيلم الأول لهم، و يبحثون عن المخرجين ذوي الأعمال الكبيرة، و بالطبع كانت هناك أوقات تم فيها دعم المخرجين للفيلم الأول من قبل المنتجين، لكن تم اختيارهم بعناية فائقة ودقة.
وتابع بالقول: في أوروبا ، يبحث المنتجون عن لغة سينمائية جديدة ، وإذا لم يكن لدى المخرجين الشباب هذه اللغة الجديدة، فلن يتم اختيارهم بالتأكيد. كما إنهم يكرهون القصة المتكررة والمتشابكة ويبحثون عن عمل جديد ومختلف ومبتكر.
وتطرق هذا السينمائي التركي إلى ما يخص إنتاج الأفلام في ألمانيا، موضحاً: هناك أولويات لصناعة الأفلام في أوروبا، وخاصة في ألمانيا. فعلى سبيل المثال، إذا أراد منتج إيراني المساهمة في إنتاج مشترك وكسب مليون يورو، فسيحصل تلقائيًا على 20 إلى 30 في المائة من تكلفة الإنتاج، كما أنهم يساهمون في تهيئة موقع التصوير. حتى المخرجين الأمريكيين يأتون إلى ألمانيا و یستغلون هذه الفرص لإنتاج الأفلام.
ونوه الى ان هناك طريقتين لصانعي الأفلام المستقلين، الأولى هي أنه بإمكانهم العثور على شريك للإنتاج المشترك في الغرب، والثانية هي أن السوق الآسيوية قد تكون حلا مناسبا للمضي قدما.
ووفيما يخص أعماله المشتركة مع الدول الآسيوية قال اكتاش: خلال العام الماضي كان لدي عملان مشتركان في السوق الآسيوية، كما أن هناك دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا و فرنسا تعمل في الإنتاج المشترك مع السوق الآسيوية. كما إن هناك طريق يعد غاية في الأهمية و يعود بالنفع على منتجي ومخرجي المنطقة في الخليج العربي ، طريق حافل بالجوائز السينمائية من ضمنها جائزة الأوسكار الآسيوية.
وتابع: لا يعد الحصول على 20 ألف يورو هو الخطوة الأولى للقيام بمشروع، و إنما عليك أن تعرض نفسك و تشارك في عدة مهرجانات.
كما عرّج على أهمية المهرجانات، الشركات والمؤسسات التي تساعد المخرجين في إنتاج الأفلام السينمائية، حيث أشار في هذا الصدد الى مهرجان كان، مهرجان أفلام برلين، مهرجان لوكارنو، مهرجان البندقية، ومهرجانات دول النرويج و سويسرا و… .
وبين ان في مهرجان برلين السينمائي، هناك منافسة شديدة على الدعم المالي وغير المالي لإنتاج الأفلام، لأن المخرجين لهم تواجد ومن الصعب على مخرج شاب الحصول على تسهيلات. وبالطبع فعليهم أن يؤمّنوا 50 بالمائة من الدعم المالي الخاص ببلدهم.
كما أشار إلى الإنتاج السينمائي المشترك لتركيا وإيران، وأعاد إحياء ذكرى «بايرام فضلي» مخرج (الجنية الجميلة) الفيلم المشترك مع تركيا.
كما أكد أكتاش فيما يخص مقولة أن الإنتاج المشترك يشبه الزواج، مضيفاً: ثقافتان مختلفتان منذ زمن طويل، يتزوجان من بعضهما البعض للتعرف على خصائص بعضهما البعض. يعد هذا إنسجاما لتقليدين قديمين في الإنتاج السينمائي، التقاليد التي وبكامل إختلافاتها تنجح في إندماجها مع بعض وتعلم الكثير من المسائل من بعضهما.
وأكمل: مسألة الإنتاج المشترك یمکن ان تقدم ثقافة جديدة في إنتاج الأفلام في المنطقة والعالم. كما يمكن أن تتحد لغتين سينمائيتين مختلفتين وتصبح جسدا واحدا لتقدم إلى العالم.
أوضح هذا المنتج ما يخص المشاكل التي تحدث للإنتاج المشترك، قائلأ: تكون مشاكل الإنتاج المشترك محلية في الغالب، هذه النقطة تعد في غاية الأهمية أنه عندما يكون الجميع سعداء أثناء إنتاج الفيلم فسيعد هذا مشكلة، لأنه بأي حال من الأحوال لا يوجد من يكون سعيدا أثناء إنتاج الفيلم.
وفيما يتعلق بنظرة العالم لسينما الأطفال أوضح أكتاش: يمكننا التحدث فيما يخص سينما الأطفال من خلال جملتين أساسيتين، أن الفيلم للأطفال أم حول الأطفال؟ أعتقد أن كلتا الجملتين صحيحتين، لدي ابن عمره 10 سنوات يشاهد باستمرار الرسوم المتحركة، وأردت أن أريه فيلما إيرانيا (كرديا)، لكن لأنه لم يكن مناسبًا لعمره، فقد رفض.
وأكمل حديثه في هذا الصدد: في ألمانيا ، هناك العديد من القواعد حول كيفية عرض الأفلام للأطفال، فيما أعتقد أننا بحاجة إلى خلق انسجام بين الواقع والعالم الطفولي، كما أننا بحاجة إلى إنتاج أفلام للأطفال من خلال تصور ما يرونه من العالم من حولهم.