وول ستريت: هذا هو حجم الترسانة الصاروخية الإيرانية
كلكامش برس/ متابعة
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا، أعده سون إنجل راسموسين من بيروت، يقول فيه إن تطوير إيران ترسانتها الصاروخية يعد تحديا للولايات المتحدة والسعودية.
ويشير التقرير، إلى إعلان الولايات المتحدة، ، عن إرسال منظومات دفاعية صاروخية جديدة، ونشر قوات في السعودية لمواجهة إيران، التي حذرت من أن أي هجوم عليها سيكون بمثابة حرب شاملة.
ويقول راسموسين: “ستكون الجمهورية الإسلامية عدوا مختلفا عن ذلك الذي استهدفته الولايات المتحدة مباشرة عام 1988، فلديها الآن الآلاف من الصواريخ، التي يستطيع الكثير منها الوصول إلى إسرائيل والبحر المتوسط، وفي بعض الآحيان تجنب الدفاعات السعودية على حد قول الولايات المتحدة”.
وتلفت الصحيفة إلى أن إيران لديها قوات ومليشيات موالية لها، قادرة على ضرب الصواريخ من اليمن والعراق وسوريا ولبنان، مشيرة إلى أن عدد قواتها النظامية والخاصة، من المليشيات والاحتياط، يبلغ مليوني جندي، وهو ما يضع عددا من المواقع الأمريكية تحت تهديد إيران.
وينقل التقرير عن قائد القوات الإيرانية الجنرال أمير علي حاج زادة، قوله: “يعتقدون أنهم سيكونون في مأمن لو كانوا بعيدين عنا 400 كيلومترا.. لكن أينما وجدوا سنقوم أولا بحرق سفنهم في حال اندلعت الحرب”.
وينوه الكاتب إلى أن “إيران نفت أي دور لها في الهجمات على المنشآت النفطية السعودية في 14 أيلول/ سبتمبر، وفي وقت أعلن حلفاؤها الحوثيون في اليمن عن المسؤولية عن الهجوم، فإن الولايات المتحدة والسعودية كانتا محقتين في تحميل إيران المسؤولية، التي أظهرت رغم العقوبات الاقتصادية استعدادها للرد وتوجيه ضربات عسكرية”.
وتفيد الصحيفة بأن الترسانة الصاروخية أصبحت حجر الأساس في استراتيجية إيران الدفاعية، مشيرة إلى أن الحرس الثوري، الذي يتحمل مسؤولية الدفاع عن البلد ضد التهديدات الخارجية، يقود معظم ذلك النظام الصاروخي.
ويورد التقرير نقلا عن بعض الخبراء، قولهم إن الهجمات على المنشآت السعودية استخدمت فيها صواريخ إيرانية متقدمة من نوع “سومار”، وهو من جيل كروز، كشفت عنه إيران عام 2015، وهو من أكثر الصواريخ مدى وبقدرة افتراضية على إصابة أهداف على مدى 1.200- 1.800 ميل.
ويذكر راسموسين أن سومار يعد واحدا من الطرق التي طورت فيها إيران قدراتها العسكرية منذ عام 1988، وهو العام الذي قامت فيه البحرية الأمريكية بإغراق بارجتين حربيتين إيرانيتين في الخليج، لافتا إلى أن إيران استطاعت منذ ذلك الوقت إعادة بناء قواتها، وأصبح لديها نصف مليون جندي، بينهم 125 ألفا من عناصر الحرس الثوري، الذي يدير قوات برية وبحرية.
وبحسب الصحيفة، فإنه يمكن لإيران استدعاء 350 ألفا من قوات الاحتياط وتعبئة مليشيات يقدر عددها بـ1.5 مليون مقاتل، مشيرة إلى أن هذه تقديرات خبراء أمريكيين، مثل الخبير البارز في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أنتوني كوردسمان.
ويشير التقرير إلى أنه بالإضافة إلى هذا فإن تجربة 8 أعوام من القتال دفاعا عن نظام بشار الأسد منحت خبرة في المعارك وتدريبا للقوات الإيرانية، التي عززت من علاقات التعاون بين الجيش النظامي والحرس الثوري.
وينقل الكاتب عن المحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” ستيف وورد، قوله: “ليست لدى إيران القدرات اللوجستية للقتال خارج إيران.. لو كانوا في داخلها وقلت إنك ستواجههم فإنهم بكامل الاستعداد”.
وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة لن تجد صعوبة في هزيمة إيران عبر حرب تقليدية، إلا أن الجمهورية الإسلامية أصبحت خبيرة في مجال حرب العصابات والحروب غير التقليدية، مشيرة إلى أنها واصلت التهديد لأعدائها، في الوقت الذي يعد فيه النظام الصاروخي دورا مهما في استراتيجيتها الدفاعية.
ويلفت التقرير إلى أنه بعد قرار الرئيس دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، فإنه قام بفرض عقوبات شديدة على الجمهورية الإسلامية؛ بهدف دفعها للدخول في مفاوضات جديدة على اتفاقية تتعلق بالبرنامج النووي والصواريخ الباليستية، وكذلك دورها في المنطقة.
ويفيد راسموسين بأن التعزيزات الأمريكية في السعودية جاءت من خلال منظومة باتريوت المصممة لتدافع عن منطقة معنية، أو ما يطلق عليها المحطة العالية للدفاع الجوي (ثاد)، التي تقدم دفاعات جوية ضد الصواريخ الباليستية وعلى مناطق واسعة، مستدركا بأن صواريخ باتريوت فشلت في اعتراض أي من الصواريخ والطائرات المسيرة في هجوم أيلول/ سبتمبر؛ لأن هذه الأنظمة مصممة لاعتراض صواريخ تحلق على ارتفاع عال، وليست تلك التي تسير على مستويات متدنية، مثل صواريخ كروز التي استخدمت في الهجوم.
وتقول الصحيفة إنه من غير المعلوم إن كان نظام “ثاد”، الذي لا تملكه السعودية، قادرا الآن على توفير الحماية ضد هجمات مشابهة، فهذا النظام مصمم لاعتراض الصواريخ التي تحلق في الجو قبل أن تضرب أهدافها، وليس منع صواريخ كروز التي تحلق على مستويات متدنية.
وينوه التقرير إلى أن مشروع الصواريخ الإيراني بدأ في عهد الشاه قبل الثورة عام 1979، وتسارع في عام 1985، بعدما حصلت إيران على صواريخ سكود- بي من ليبيا، لافتا إلى أنه في مواجهة الحرب مع العراق حصلت إيران على مزيد من صواريخ سكود- بي من كوريا الشمالية، وصواريخ كروز مضادة للقوارب الحربية التي استخدمتها لتطوير ترسانتها العسكرية.
ويذكر الكاتب أن إيران استخدمت معظم الصواريخ في أثناء الحرب مع العراق، ووقعت في عام 1990 اتفاقية دفاع مع الصين لنقل التكنولوجيا في برنامج مدته عشرة أعوام، مشيرا إلى أن لدى إيران اليوم صواريخ متوسطة من نوع شهاب-3، التي تم تصميمها على شكل دونغ-1 من إنتاج كوريا الشمالية، التي يصل مداها إلى 600 ميل.
وتبين الصحيفة أنه منذ عرضه عام 1998، تم إنتاج أجيال جديدة من شهاب-3، مثل سجيل وعمار وقادر، بمدى 1.200 ميل، بحسب خدمة البحث في الكونغرس، لافتة إلى أن صاروخ كروز سومار قد يكون طور على شاكلة صاروخ كي أتش- 55 الروسي.
ويورد التقرير نقلا عن وزارة الخزانة الأمريكية، قولها إن الصين ربما ساعدت إيران على تطوير صواريخ باليستية، مشيرا إلى أن لدى إيران صواريخ كروز وباليستية قصيرة المدى.
وينقل راسموسين عن الولايات المتحدة، قولها إن إيران حولت عددا من هذه الصواريخ إلى حزب الله في سوريا ولبنان، والمليشيات الشيعية في العراق، وإلى الحوثيين في اليمن، مشيرا إلى أن الحوثيين أظهروا تحديدا قدرة على استخدام الصواريخ، وسببوا قلقا للسعودية من خلال ضرب منشآت وقواعد عسكرية ومحطات تحلية المياه.
وتجد الصحيفة أنه بموجب ذلك فإن التطور الصاروخي الإيراني يزيد من الرهانات في حال اندلعت حرب شاملة، فمن الأهداف التي قد تضرب مراكز تحميل النفط في الناقلات، والموانئ المدنية، والمنشآت الحيوية النفطية والغاز الطبيعي وأنظمة الرادار التي تديرها الولايات المتحدة والقوارب الحربية.
وتختم “وول ستريت جورنال” تقريرها بالإشارة إلى قول إريك برور من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “تهدف إيران لإظهار أنه لا يمكن هزيمتها.. لا أعلم إن كانت إيران قد قررت مدى اللعبة التي تريد لعبها، وسيحاول الإيرانيون تحديد أثناء ذلك الخط الذي عليهم ألا يتجاوزوه”.