اخبار العراق الان

أذرع إيران تتهاوى أمام العقوبات الأميركية

أذرع إيران تتهاوى أمام العقوبات الأميركية
أذرع إيران تتهاوى أمام العقوبات الأميركية

2019-10-16 00:00:00 - المصدر: الحرة


بدأت القيود الاقتصادية المشددة التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران تظهر جليا من خلال تقليص الدعم الذي تقدمه طهران لأذرعها بالمنطقة، واتساع دائرة تلك المجموعات المتأثرة.

وتدعم إيران عشرات المليشيات بالمنطقة أبرزها حزب الله اللبناني، والحوثيون في اليمن، ومنظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب الحق في العراق.

وبدأت الضغوط الأميركية على إيران، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع من قبل القوى الكبرى مع إيران في عام 2015.

يقول المحلل السياسي عبد الأمير المجر إن الضغوط الأميركية أثرت "دون شك على قدرة إيران على المناورة خارج حدودها، وعلى فعالياتها السياسية والحياتية الداخلية".

وتزايد الخناق على إيران في ظل تمسك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسياساتها الهادفة لتجفيف منابع تمويل إيران وحلفائها.

والمجموعات المتأثرة بالعقوبات الأميركية لم تقتصر على حلفاء إيران الرئيسيين فحسب، بل امتدت لتطال، حسب تقارير حديثة،​ اللواء 110" التابع للكرد الفيليين والزركوش في محافظة ديالى العراقية، و "لواء أبو الفضل" في سوريا.

ومؤخرا، أقر حزب الله بتقلص ميزانيته بسبب عدم قدرة إيران على الوفاء بالتزاماتها السابقة تجاه ميليشياته، نتيجة للعقوبات الأميركية المفروضة على طهران، وفقا لما ذكره المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك.

ودعا الحزب إلى حملة تبرعات لسد العجز، وفقا لهوك، فيما تحدثت عدة تقارير عن تقليصه لعدد مقاتليه في سوريا بسبب نقص التمويل.

وحسب التقارير، فإن إيران تخلت مؤخرا عن اللواء 110 الكردي المنتشر في ديالى، بسبب اشتداد ضائقتها المالية.

ونقلت التقارير عن مصدر باللواء قوله: "نحن محرومون من الرواتب. قدمنا عدة طلبات لهيئة الحشد الشعبي بغرض صرف الأجور، إلا أننا لم نحصل على أي نتيجة حتى الآن".

علما بأن المنطقة التي تقوم هذه المجموعة بحمايتها تصنف مهمة جدا بحكم أنها طريق للزوار الإيرانيين.

ويقول المحلل عبد الأمير المجر إن إيران وفي ظل هذه الضغوط لجأت إلى "أساليب ملتوية" للحصول على المال وتمويل أذرعها بالمنطقة، "خاصة في العراق حيث استغلت وضعه الهش. من خلال تهريب النفط والمضاربة في العملة".

واستبعد المجر أن تحقق السياسات الإيرانية أهدافها "في ظل الهبة الشعبية العراقية الحالية، والأعين الدولية المسلطة على العراق".

ومن المجموعات التي تأثرت بالضغوط الأميركية على إيران، لواء "أبو الفضل" الموجود في سوريا، وقد بدأ في الظهور في عام 2012، كما يقول الخبير بجامعة ميريلاند الأميركية فيليب سميث.

ويتكون الفصيل من بعض المقاتلين السوريين، لكن أغلبيته من الأجانب.

وتنسق طهران الدعم والمساعدة لوكلائها بالمنطقة من خلال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ومن خلال هؤلاء الوكلاء، تمكنت إيران من السيطرة المباشرة على مناطق بعينها، كما حدث في ديالى غربي العراق.

إلا أن العقوبات الأميركية وتعاون حلفاء واشنطن في تنفيذها، أسهم في الحد من نفوذ إيران بالمنطقة، حيث استهدفت العقوبات في الاساس القطاع النفطي الذي يعتبر مصدر دخل رئيسي لطهران.

وجراء السياسات الحكومية تعيش إيران أزمة اقتصادية أثارت احتجاجات داخلية قمعها النظام الاسلامي بشدة.

يشار إلى أن المليشيات الموالية لإيران، خصوصا في العراق، لا تتعرض لضغوط مالية فحسب، بل أيضا لسلسلة ضربات مجهولة أسفرت عن سقوط قتلى في صفوفها.

وخطر هذه المجموعات الموالية لإيران لا يقتصر على المنطقة فحسب بل يطال العالم بأسره.

فعداء هذه المجموعات للغرب ليس أيديولوجيا فحسب، بل تجلى في شكل هجمات إرهابية دموية تمت في الأغلب بتكليف من إيران، كما ترجح بعض التقارير.

وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتشديد العقوبات على إيران إلى أن "تتخلى عن منطق الثورة وتتصرف بمنطق الدولة"، كما يقول بعض الخبراء في الشأن الإيراني.

وأعرب عبد الأمير المجر عن ثقته بأن تؤدي هذه الضغوط إلى تغيير ملموس في سياسات طهران الخارجية. وقال: "هناك مسؤولون في إيران أدركوا أن مشروعهم الإسلامي أصبح غير قابل للتحقيق لأنه مدمر للشعب، وأن كثيرا من الشيعة في العراق ولبنان والبحرين واليمن لا يتفقون معه".

وأضاف المجر أن استمرار طهران في مشروعها فيه خطر كبير عليها، قائلا: "هناك هجوم معاكس على إيران بقيادة الولايات المتحدة لن تستطيع طهران دفع استحقاقاته إن هي استمرت فيه، لقد أصبح مهددا حقيقيا لبقائها".

وقال المجر إن حديث طهران عن إمكانية التقارب مع السعودية "مؤشر واضح" على أن الضغوط الأميركية تحقق نتائج ملموسة.