اخبار العراق الان

شقشقة “الصدر” تقلب الطاولة على “الاحزاب الفاسدة” وتحصن تظاهرات 25 اكتوبر من القمع

شقشقة “الصدر” تقلب الطاولة على “الاحزاب الفاسدة” وتحصن تظاهرات 25 اكتوبر  من القمع
شقشقة “الصدر” تقلب الطاولة على “الاحزاب الفاسدة” وتحصن تظاهرات 25 اكتوبر من القمع

2019-10-21 00:00:00 - المصدر: كلكامش برس


 كلكامش برس / بغداد

رأى مراقبون عراقيون، أن دخول زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على خط الاحتجاجات الشعبية المقرر انطلاقها الجمعة المقبلة، يمثل حصانة لها من استهداف القوات الأمنية، والقناصين المجهولين.وقال اخرون انها قلبت حسابات الاحزاب “الفاسدة” التي وجدت في نظام المحاصصة مشروعا للكسب ونهب الثروات.

وقرر الصدر أمس السبت، المشاركة في الاحتجاجات الشعبية وقال في بيان إنّ ”كل السياسيين والحكوميين يعيشون في حال رعب وهيستيريا من المد الشعبي، وكلهم يحاولون تدارك أمرهم لكن لم ولن يستطيعوا فقد فات الأوان“.

وخلال الاحتجاجات الشعبية، التي شهدها العراق مطلع الشهر الجاري، وراح ضحيتها أكثر من مئة قتيل وآلاف الجرحى والمعتقلين، التزم الصدر موقف الحياد، دون النزول بأتباعه إلى الشارع، لكنه دخل لاحقًا على خط الأزمة، بسلسلة تغريدات ومطالبات بالإصلاح واستقالة الحكومة، ليعود ويتمكن من الحصول على وزارة الصحة، في الحكومة أثناء التعديل الوزاري الذي جرى، في خطوة أثارت تساؤلات.

اراء متباينة 

وقال الناشط والمدون، ذو الفقار حسين، إنّه ”بعد يقين الصدر بأن الشارع بإمكانه التحرك بدونه، وبل أقوى منه بدأ بمرحلة مغازلة الشارع، لأنه أصبح يشاهد تفككًا في قاعدته الشعبية الفقيرة“.

وأضاف أنّ ”نزول أتباع الصدر في التظاهرات كأفراد سيزيد من الزخم البشري، وكذلك سيكسر حاجز التخندق الذي يعيشه التيار، والشعور بالرفض لهم من باقي أفراد الشعب وبالإمكان اندماجهم بالساحة الشعبية الوطنية وسيكون نزولهم كعراقيين وليس كصدريين، لأن التظاهرات شعبية، وليست صدرية وأن معاناتهم تشابه معاناة باقي أفراد الشعب وهذا سيكسب مد جماهيري جديد وقوي يدعم الشارع“.

ويواجه الصدر اتهامات بالتواطؤ مع الحكومة الحالية، بحصوله على  وزارات عدة فيها، وإغفال ملفات الفساد والبطء الحاصل في تقديم الخدمات للمواطنين، وانتشار الفساد والمالي والإداري في مفاصيل الدولة، دون اتخاذ

تنظيم وحماية

من ناحيته، قال المحلل السياسي أحمد العبيدي إنّ ”مشاركة الصدر ستمنح التظاهرات مزيدًا من التنظيم، والحماية من قبل القوات الأمنية، التي لا تجرؤ على فتح النار، ضد أتباع الصدر، ما ينذر بمخاطر حرب أهلية، لذلك من المتوقع أن يكون هناك مزيد من التنظيم، والتأطير للاحتجاجات“.

وبشأن قدرة المحتجين، على تحقيق أهدافهم، مثل تغيير النظام، أشار العبيدي   إلى أنّه ”بدخول الصدر، فإنه من غير المتوقع حصول أي تغيير أو أحداث كبرى، وسيكون دخوله بمثابة، الحماية للنظام الحالي، من أية مخاطر محتملة، خاصة وأنه مشارك في البرلمان عبر تحالف سائرون، ومشارك في الحكومة كذلك عبر عدد من الوزراء“.

لكن آخرين يرون أن الصدر ليس قائد الاحتجاج هذه المرة، كما كان 2016، وليس التيار الصدري، من ينظم تلك التظاهرة، بل هو مشارك طبيعي، ولا يمكن توجيه حركة الاحتجاج وتسييرها، فضلًا عن أن جمهور الصدر سيشارك بشكل باعتبارهم مواطنين عراقيين، وليسوا أعضاءً أو تابعين للسيد الصدر.

مراقب اخر قال لـ “كلكامش برس “، ان الصدر كان يريد تحقيق ما دعا اليه الشعب في خروجه اوائل اكتوبر ، وانه تلقى الدعم الشعبي الخاص بتغيير النظام الى رئاسي باعتبار النظام البرلماني الحالي استمرار للفساد وانهيار مسبق للدولة “.زانه”راة اصلاح العراق الذي يريده يبدأ من تغيير نظامه الى رئاسي”.

تامين التظاهرات 

وينظر الخبير الاستراتيجي، هشام الهاشمي، إلى مشاركة الصدر من زاوية أخرى، وهي تعامل القوات الأمنية مع المحتجين، إذ من المتوقع انخفاض نسبة العنف في هذه التظاهرة، مع إعلان الصدر مشاركته.

وقال الهاشمي في تدوينة عبر ”تويتر“، إنّه ”بعد (شقشقة) الصدر؛ فالقناص الملثم سوف يهرب، والوعود المخدرة سوف تفضح، والبلطجية سوف يرجعون إلى جحورهم، وعادل عبد المهدي أصبح وحيدًا، وعليه أن يأخذ قراره سريعًا، هل هو في خدمة الشعب أم في خدمة سلطة المحاصصة؟“.

ويزيد الهاشمي بذلك أن ”القوات الأمنية لن تجرؤ هذه المرة على تصويب أسلحتها إلى صدور المحتجين، فوراءهم (ميليشيات) سرايا السلام، والتيار الصدري يحميهم، وهذا مع حدث أثناء اقتحام الخضراء قبل أعوام، عندما دخل المحتجون إلى المدينة بسلام، دون طلقة واحدة.

ودعا مدونون وناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تظاهرات حاشدة في العاصمة بغداد وباقي المحافظات يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، من أجل المطالبة بإقالة الحكومة العراقية الحالية برئاسة عادل عبدالمهدي، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

وأكد النشطاء أن التظاهرات المعنية ستشهد مشاركة قوية وفاعلة من جميع العراقيين، من أجل نيل الحقوق المسلوبة من قبل الكتل والأحزاب السياسية، التي تسيطر على الدولة العراقية منذ سنين طويلة، والتي ساهمت بنشر القتل والفساد في العراق.