المطعم التركي.. "جبل أحد" للمحتجين في العراق
أربيل (كوردستان 24)- نجح متظاهرون في تحويل مبنى المطعم التركي المهجور في ساحة التحرير وسط بغداد إلى غرفة عمليات وبرج مراقبة لدعم المحتجين على الأرض والذين يتظاهرون ضد النخبة السياسية في البلاد.
ففي الطابق الأرضي، تتولى مجموعة من الشباب يطلقون على أنفسهم اسم لجنة الدعم اللوجستي تنظيم تبرعات منها ملابس وأغذية وأغطية وبطاريات لتلبية احتياجات شاغلي المبني.
أسماء عدة أطلقها المتظاهرون على المبنى، أبرزها "جبل أحد" الذي كان موقع المسلمين في المعركة التاريخية للدلالة على أهمية المبنى لتحذير المتظاهرين من تحركات رجال الأمن.
وشُيّد المبنى في ثمانينيات القرن الماضي وتعرض لقصف أمريكي عام 1991 وترك مهجورا من حينها.
وقال متظاهر يدعى أبو باقر لوكالة رويترز إن المبنى اصبح يجمع شبابا لا نعرف عنهم شيئا لكن ما يجمعنا هو "عراق واحد".
وملأت مجموعات من الشباب طوابق المبنى الثمانية عشرة. وداخل المبنى حيث يخلو الدرج من الإضاءة يرقص المحتجون ويدخنون النرجيلة (الشيشة) ويلعبون الطاولة وينشدون أغاني عن سقوط النخب الحاكمة.
وبدأ المحتجون في شغل المبنى مع انطلاق الموجة الثانية من الاحتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يوم 24 تشرين الأول أكتوبر.
ويرفع المتظاهرون شعارات تطالب بإنهاء النظام السياسي القائم منذ عام 2003 بسبب اتهامات بالفساد وفشل في توفير الخدمات الأساسية.
ووعد عبد المهدي بإجراء إصلاحات وتغيير وزاري موسع لكن وعوده فشلت في تهدئة المحتجين مع ترجيحات بتقديم استقالته.
وأطلق على المبنى اسم المطعم التركي نسبة للمطعم الذي شغل الطابق الأخير في ثمانينيات القرن الماضي.
ويقول حيدر جعفر (28 عاما) لوكالة فرانس برس "نجلس هنا ونوافي المتظاهرين بالمعلومات، إذا تقدمت القوات أو وصلت الآليات والعتاد علينا أن نراقبها، وإلا التفت علينا".
المبنى الذي يتخذ موقعا إستراتيجيا حيث يطل على ساحة التحرير هو مركز لتجمع المحتجين، كما أنه يطل على جسر الجمهورية الذي يربط الساحة بالمنطقة الخضراء مركز المؤسسات الحكومية.
ويقول محتجون إنهم احتلوا المبنى لمنع قوات الأمن من استهدافهم منه مثلما فعلوا خلال الموجة الأولى لاحتجاجاتهم في اوائل الشهر المنصرم.
وقُتل ما يزيد على 250 شخصا منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء البلاد.
وتنتشر الفرش والأغطية في معظم طوابق المبنى، حيث تتخذ كل مجموعة زاوية لها للاستراحة بتدخين الأرجيلة بعد إشعال الفحم بإضرام النار بالخشب، في حين يلهو آخرون بالدومينو أو بالورق أو بمجرد الاستلقاء رغم الضجيج.
وعلى حافة شرفة الطابق التاسع جلست مجموعات من الشبان تلف أجسادها بعلم العراق وبدا المحتجون أسفلهم على مسافة بعيدة في حين اكتظ الشارع بمركبات التوك توك.
وتابع المحتجون من المبنى أقرانهم الذين تحصنوا بأدوات معدنية وصناديق القمامة في مواجهة قوات الأمن التي كانت تطلق عليهم الغاز المسيل للدموع.
وفي الطوابق السفلى وزع شبان مطويات تحمل طلباتهم. وجاء مسعفون متطوعون لفحص المصابين وتوزيع المحاليل الملحية وأجهزة الاستنشاق والأقنعة لمن هم بحاجة إليها.
وقال أحمد صلاح، الذي يواصل احتجاجه منذ تسعة أيام، "أقول لهم نحن هنا اليوم، وغداً بالخضراء".