المتظاهرون العراقيون: عبد المهدي رئيس "حكومة القناصين"
تتحدث قوى سياسية في بغداد عن نجاح رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي في اجتياز أزمة التظاهرات التي تشهدها البلاد، من دون إقالة، على الرغم من إصرار المتظاهرين على الإطاحة به.
تطمينات ودعم
وكشف مسؤول بارز في مكتب رئيس الوزراء العراقي، لـ "اندبندنت عربية" أن "عبد المهدي تلقى تطمينات من زعماء وقادة القوى السياسية الرئيسية في البلاد، خلال الأيام القليلة الماضية"، موضحاً أن "الجميع اتفق على دعم حكومة عبد المهدي لإجراء الإصلاح المنشود". لا يلتقي هذا الإجماع مع طلبات المحتجين في أي جانب، على الرغم من أن مختلف القوى السياسية أعلنت أنها تدعم التظاهرات، وتشدد على ضرورة تحقيق مطالبها.
الرد بمليونية
رداً على ذلك، دعا محتجو ساحة التحرير في بغداد، سكان العاصمة والمحافظات، إلى الخروج في تظاهرة مليونية يوم الجمعة 15 أكتوبر(تشرين الثاني) 2019، ومواصلة الاحتجاجات الشعبية حتى إسقاط حكومة القناصين، نصرةً لضحايا القمع، وكرامةً لذويهم.
حكومة القناصين، هو مصطلح يطلقه المتظاهرون على حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، المتهمة باستخدام قناصين لقتل المحتجين في بغداد.
يعتقد المتظاهرون أن "الحكومة، ومن خلال إجراءاتها القمعية التي استخدمتها بحق المتظاهرين في الأيام الماضية، قرب جسر السنك وشارع الرشيد وساحة الخلاني، وذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات المصابين، تؤكد أنها مصرّة على خيار العنف والإجرام في قمع المحتجين وإسكات صوت الشعب".
حكومة القناصين
بالنسبة إلى المحتجين المعتصمين في ساحة التحرير، أثبتت الحكومة منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى يومنا هذا، أنها ليست جديرة بالثقة، مثلما هي ليست جديرة بقيادة العراق وشعبه، فيكفي عجزها عن كشف هويات القناصين والقتلة، كما هي عاجزة الآن عن إيقاف الترويع والخطف الممنهج للناشطين من قبل جهات مجهولة، على الرغم من المناشدات الدولية.
وخاطب المحتجون الشعب العراقي بالقول، إن "التظاهرات التي ساندتموها، والمطالب التي رفعتموها، قد وصل صوتها إلى العالم بأسره، وشغل مراكز القرار الدولية والإقليمية، ونعاهدكم بأنها لن تنتهي بوعود غير مضمونة، وإجراءات إصلاحية شكلية، لا ترتقي إلى الدماء التي قدمها الشهداء قرباناً لهذا الوطن، لذا، ندعوكم باسم العراق، ووفاءً لدماء الشباب، إلى تظاهرات مليونية يوم الجمعة المقبل 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، رفضاً للحلول التي تَطرحها الحكومة، وتأكيداً على المطالب التي قدم المتظاهرون في سبيلها كل هذه التضحيات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اختبار حاسم
ويقول مراقبون إن تظاهرة يوم الجمعة، ربما تكون حاسمة في تحديد مصير الموجة الحالية من حركة الاحتجاج العراقية، وقدرة الشارع على إدامتها، بعدما مضى عليها 44 يوماً.
في حال تمكنت ساحة التحرير من حشد عدد كبير من الناس، سيكون ذلك إيذاناً باستقلالية الشارع عن تأثيرات القوى السياسة، في ظل التردد الذي يعتري موقف مقتدى الصدر، الزعيم الشيعي الذي يحظى بعدد كبير من الأتباع، بشأن التظاهرات، وعدم وضوح الرؤية بشأن مدى استعدادها لدعم مطالبتها بإسقاط النظام السياسي برمته.
افتتاحية "تكتك"
يتبلور اتجاه واضح في ساحة التحرير، إزاء حكومة عبد المهدي وسياساتها، التي باتت تشبه بسياسات رئيس النظام السابق صدام حسين، لجهة القمع والملاحقة.
كان هذا الاتجاه واضحاً، في افتتاحية العدد الأخير من صحفية "تكتك"، التي يحررها محتجون من داخل ساحة التحرير، ويطبعونها في مطبعة قريبة، ويوزعونها على رواد الساحة.
تقارن الافتتاحية، بين الجنرال عبد الكريم خلف، وهو المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، وبين محمد سعيد الصحاف، المتحدث باسم الحكومة العراقية، قبيل سقوط نظام صدام.
كان الصحاف يقول إن القوات العراقية في طريقها للقضاء على القوات الأميركية، ولكن الحقيقة أن الجيش الأميركي لم يكن يبعد عن الموقع الذي يتحدث منه في بغداد، سوى عشرات الأمتار.
اتهمت افتتاحية "تكتك"، الجنرال خلف بالكذب بشأن عدد الضحايا والمخربين الذين اندسوا في التظاهرات، وغيرها من الاتهامات الحكومية لحركة الاحتجاج، مشيرةً إلى أن المتحدث باسم القائد العام يقول أشياء "لا يصدقها حتى هو وأفراد عائلته".