اخبار العراق الان

وثائق مسربة من الاستخبارات الإيرانية.. العراقيون قاتلوا داعش وطهران كانت تتجسس

وثائق مسربة من الاستخبارات الإيرانية.. العراقيون قاتلوا داعش وطهران كانت تتجسس
وثائق مسربة من الاستخبارات الإيرانية.. العراقيون قاتلوا داعش وطهران كانت تتجسس

2019-11-18 00:00:00 - المصدر: الحرة


في الوقت الذي كان العراق في أوج حربه ضد تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد قبل طرده، كانت تخوض حروبها السرية في هذا البلد.

ويكشف تحقيق نشره موقع "إنترسبت" يستند إلى وثائق مسربة من الاستخبارات الإيرانية، أن أميركا كانت تقود التحالف ضد داعش، ولكن إيران كانت تعمل بشكل سري على للتجسس على التنظيم، وتقدم مساعدات لفصائل مسلحة لكسر التحالفات ما بين المتمردين.

ويشير التحقيق إلى أن إيران كانت تدعم الفصائل والميليشيات الشيعية والجيش العراقي، ولكنها كانت تدعم بالسر شركاء أخرين من الأكراد والسنة.

وكانت طهران، بحسب الوثائق، تمارس دور السيء والجيد في الداخل العراقي، إذ يمكن إلقاء اللائمة على الحرس الثوري لكل ما يتم خارج نطاق القانون من تطهير عرقي، فيما كانت أطراف أخرى داخل أجهزة الدولة تمارس عملا "براغماتيا" يصب في مصلحة الدولة.

وتقول وثائق المخابرات الإيرانية إنهم كانوا محبطين من عدم التعاون مع الولايات المتحدة في الجهود المسلحة ضد داعش، وكانوا يريدون تعاونا أكبر خاصة فيما يتعلق بالضربات الأميركية ضد التنظيم الإرهابي.

وتضيف الوثائق "أن المواقف المتشددة تجاه إيران كان لها تأثير سلبي" خاصة "إصرار الأميركيين على عدم التعاون مع إيران في الحرب ضد داعش وعدم إشراكها في اجتماعات المنطقة التي تحضرها دول عربية وأجنبية".

وتعترف إيران أن مساهمتها كانت أكثر تواضعا من الولايات المتحدة في محاربة داعش، وعلى سبيل المثال كان للضربات الجوية الأميركية دور أساسي في مساعدة قوات البيشمركة في معركة مخمور في الموصل، التي كانت بداية انهزام التنظيم وتراجعه.

وذهب التحقيق إلى أن إيران كانت مهتمة بزرع جواسيس لمعرفة أكبر كم من المعلومات عن داعش، وفي ديسمبر 2014 تكشف وثيقة أن مسؤولا كبيرا في المخابرات العراقية زود الإيرانيين ببطاقة ذاكرة "فلاش ميموري" تضم معلومات حول داعش، كما أصدر المسؤول تعليماته بإرسال تقارير يومية إلى نظرائه الإيرانيين.

واستطاعت المخابرات الإيرانية اختراق داعش على أعلى المستويات، إذ تضمن تقرير تفاصيل لاجتماع ما كان يسمى "المجلس المركزي للخلافة" برئاسة أبو بكر البغدادي والذي عقد في ديسمبر من عام 2014، إذ كان التنظيم يعتزم الهجوم على الجيش العراقي والميليشيات الشيعية في الأشهر الأولى من 2015، ولكن قادة التنظيم كانوا يخشون من أن مثل هذا الهجوم ربما سيوجد تحالفا بين الولايات المتحدة وإيران.

وراقب الإيرانيون ما يحدث في العراق عن كثب وأكثر ما كان يشغلهم هو أن تستطيع الطائفة السنية تنظيم نفسها، إذ حضر جاسوس إيراني اجتماعات في فندق الشيراتون في سبتمبر 2014، ضمت عضوا سابقا في حزب البعث وهو يعيش في الولايات المتحدة، وكان يحمل رسالة مفادها أن واشنطن ستدعم الاستقلال السياسي للمنطقة السنية بعد انتهاء القتال، وهو ما رأت إيران فيه تهديدا لها.

ويشير التحقيق إلى أن العديد من العوامل دفعت الولايات المتحدة إلى إنهاء التقارب القصير مع إيران، لتجد طهران نفسها في عزلة مرة أخرى، ولكن إذا ما كان تدمير تنظيم داعش نصرا عابرا، فإنه سيعيد ديناميكيات العمل لتلك الفترة، بحيث ستجد الولايات المتحدة وإيران أنهما يعملان لهدف واحد ولكن بشكل منفصل ومختلف.