اخبار العراق الان

تقرير: 3 آلاف متظاهر “أصيب” بإعاقة دائمة بسبب قنابل القوات الامنية

تقرير: 3 آلاف متظاهر “أصيب” بإعاقة دائمة بسبب قنابل القوات الامنية
تقرير: 3 آلاف متظاهر “أصيب” بإعاقة دائمة بسبب قنابل القوات الامنية

2019-11-20 00:00:00 - المصدر: كلكامش برس


كلكامش برس/ بغداد
سلطت تقرير لوكالة فرانس برس، الاربعاء، الاضواء حول الاصابات الخطيرة التي تعرض لها المتظاهرين جراء استهدافهم.
ويكشف التقرير، الذي تابعته “كلكامش برس”، عن “حالة حمزة الذي خرج في تشرين الأول الماضي إلى شوارع بغداد للمطالة بحياة كريمة، لكنه عاد بفجوة في ظهره وكسر في عموده الفقري، وساق مشلولة”.

توفي حمزة والصدمة اعادت حياته
ويقول الشاب البالغ من العمر 16 عاماً بصوت بالكاد يمكن سماعه “هذه تضحية من أجل العراق، ولو أستطيع أن أمشي، أعود الآن إلى التظاهرات”.
ووفقاً للتقرير، فإن “تظاهرات تشرين الاول شهدت إصابة ثلاثة آلاف شخص على الأقل بإعاقات دائمة”، بحسب إحصاءات منظمة “تجمع المعوقين في العراق” غير الحكومية.
وتابع، أن “ذلك يعود عبئا على كاهل بلد تشير الأمم المتحدة إلى أنه بين الدول التي فيها أكبر معدلات الإعاقة في العالم”.
ووجهت منظمات حقوقية انتقادات للقوات الأمنية العراقية لإطلاقها قنابل الغاز المسيل للدموع من مسافة قريبة، ما أدى إلى وفيات وإصابات “مروعة”، إذ تخترق تلك القنابل الجماجم والصدور، في الرابع من تشرين الثاني، أصيب نحو 20 متظاهراً بينهم حمزة، بالرصاص الحي في بغداد.
وبين، التقرير، أن “الرصاصة اخترقت معدة حمزة، وخرجت من ظهره مخلفة فجوة كبيرة، فيما أصابت رصاصتان أخريان ساقيه”، فيما افاد وال حمزة والذي يكنى بأبو ليث، بأن “حمزة وصل إلى مستشفى قريب وكان دمه سال بغزارة وقلبه يكاد يتوقف”.
واكمل، الوالد، أن “الأطباء استخدموا جهاز الصدمات الكهربائية وأربع وحدات دم وأدخلوا حمزة إلى غرفة العمليات”، ماضياً بالقول، “كان ميتاً، والأطباء أعادوه إلى الحياة”، وكشفت الأشعة المقطعية والتقارير الطبية التي أظهرتها عائلة حمزة، عن “كسور متعددة في أسفل العمود الفقري”، ما أدى إلى حدوث شلل في الساق اليمنى.

مسكنات الم
ويشير الوالد إلى أن حمزة عاد الآن إلى المنزل حيث يعيش على جرعات ثابتة من المخدر ومسكنات الألم، و (في بعض الأحيان يصرخ من الألم ليلاً”، وللعراق تاريخ طويل من النزاعات الدامية، من حرب مع إيران بين عامي 1980 و1988 مروراً بالغزو الأميركي للبلاد في 2003 لإطاحة نظام صدام حسين، ومعارك طائفية، وصولاً إلى المعارك ضد تنظيم داعش.
كان لكل نزاع ضحاياه، وبين الضحايا في كل مرة الجرحى وهم الآلاف من الذين أصيبوا بإعاقة دائمة.
وبحسب تعداد لـ”تجمع المعوقين في العراق”، يبلغ عدد المعوقين في البلاد أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وهو ما يتقارب مع إحصاءات أخرى لمنظمات دولية وحقوقية، وتشير وزارة التخطيط إلى وجود أكثر من مليوني معوق في 13 محافظة من أصل 18.
ويقول رئيس التجمع موفق الخفاجي “هناك تزايد مستمر لحالات العوق نخرج من أزمة وندخل في أخرى”.وفي ظل غياب الأرقام الرسمية، يشير الخفاجي إلى أن فريقه يضطر إلى الاتصال بالمستشفيات والتواصل مع العائلات في بغداد والمدن الجنوبية، لتحديد عدد الأشخاص الذين تعرضوا لتشوهات أو عمليات بتر في الشهر الماضي.
ويعتبر أن رقم ثلاثة آلاف شخص، ليس إلا إحصاء تقديرياً، إذ إن الرقم قد يكون أعلى بكثير.
وعلى الرغم من أن العراق طرف في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن المعوقين يعانون من ضعف الخدمات الصحية، ونقص في فرص العمل، وتهميش اجتماعي.
لذلك، نظموا مسيراتهم الخاصة في بغداد كجزء من حركة الاحتجاج الكبرى، مطالبين بتحسين الرعاية الحكومية لهم.ويقول الخفاجي “البنى التحتية في العراق غير ميسرة أصلاً للأشخاص غير المعوقين. نحتاج أكثر من حبر على ورق”.
وقتل أكثر من 330 شخصاً، وأصيب 15 ألفاً على الأقل بجروح، منذ بدء الاحتجاجات في الأول من تشرين الأول ، مع إحجام كثيرين عن الذهاب إلى المستشفيات خوفاً من الاعتقالات.وأدى ذلك إلى التهاب بعض الإصابات، ما أرغم في بعض الحالات الممرضين والأطباء على بتر أعضاء من الجسم، بحسب ما تقول فرح، وهي طالبة طب تبلغ من العمر 19 عاماً وتعمل بشكل تطوعي في ساحة التحرير، المركز الرئيسي للتظاهرات في وسط بغداد.

عيادة علاجية
ويتذكر علي عمشة، وهو يجلس في عيادة علاجية ميدانية في ساحة التحرير وتغطي خده الأيمن ضمادة، ليلة الرابع والعشرين من تشرين الأول، مشيرا الى أنه في تلك الليلة، سمع طلقات نارية على جسر في بغداد، وشاهد مئات المحتجين يفرون مذعورين.ويقول عمشة (30 عاماً)، وهو أب لأربعة أطفال وعاطل عن العمل، إنه بعد ذلك، شعر بدوار ووقع أرضا بعد انفجار قنبلة صوتية الى جانبه. واستعاد وعيه في مستشفى قريب بعد ساعة واحدة، لكنه لم يستطع سوى فتح عينه اليسرى، بعدما فقد الأخرى بشظية.
ويقول لفرانس برس (إنهم يحاولون ردع المتظاهرين، ولكن الناس يزدادون حماسةً، الشعب العراقي تحمّل كل شيء. نحن ولدنا لنموت).