اخبار العراق الان

قائد "مقر رمضان".. مسجدي "أكثر من مجرد سفير" لإيران في العراق

قائد
قائد "مقر رمضان".. مسجدي "أكثر من مجرد سفير" لإيران في العراق

2019-11-20 00:00:00 - المصدر: الحرة


تحدثت التسريبات التي حصل عليها موقع The Intercept و تشارك في نشرها مع صحيفة نيويورك تايمز عن دور غير خفي للحرس الثوري الإيراني في العراق، من ضمنه الاشراف على تعيين السفراء وتحديد سياسات طهران في هذا البلد.

وفضحت الوثائق الإيرانية السرية المسربة، وهي جزء من أرشيف الاستخبارات الإيرانية، دور طهران الخفي في التدخل بشؤون جارتها العراق، والدور الفريد للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس ومساعديه في القرارات التي تتخذ في بغداد ومن بينهم السفير الإيراني إيرج مسجدي.

وخلال الاحتجاجات التي اندلعت في العراق منذ الأول من أكتوبر الماضي اتهم متظاهرون ونشطاء ميليشيات عراقية مدعومة من طهران بقنص وقتل المحتجين في بغداد ومدن جنوبية.

وشهدت العديد من المدن العراقية إحراق صور لخامنئي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، فيما ردد المحتجون شعارات مناهضة لإيران وتم احراق القنصلية الإيرانية في كربلاء، وحاول عراقيون عبور جسري الجمهورية والسنك باتجاه السفارة الإيرانية في بغداد لكن قوات الأمن العراقية منعتهم وفتحت النار باتجاههم مما تسبب بسقوط ضحايا.

واللافت في تسريبات نيويورك تايمز أن سفراء إيران في العراق ولبنان وسوريا يتم تعيينهم من الرتب العليا للحرس الثوري، وليس من وزارة الخارجية، بحسب ما قاله مستشارون للإدارات الإيرانية الحالية والسابقة.

من هو مسجدي؟

بدأ إيرج مسجدي عمله سفيرا في بغداد في أبريل 2017، خلفا لحسن دانائي فر الذي خدم أيضا في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ووفقا لموقع تسنيم الإخباري فإن مسجدي عمل مستشارا لقاسم سليماني في العراق، فيما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن لدى مسجدي خبرة تزيد عن 35 عاما في الحرس الثوري ومعرفة عميقة بالعراق.

ووفقا لموقع ميزان الإخباري الإلكتروني التابع للقضاء الإيراني فإن مسجدي كان أثناء الحرب الإيرانية-العراقية في عقد الثمانينات قائدا لقاعدة للحرس الثوري في غرب إيران كانت مركزا لجماعات المعارضة العراقية لتخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات صدام حسين على أراضي العراق.

كما أشار الموقع الإيراني إلى أن قادة بعض تلك الجماعات المسلحة هم الآن مسؤولون كبار في العراق.

وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فقد تولى مسجدي منصب رئيس الأركان لمقر "رمضان" في "الحرس الثوري"، وزعمت بعض التقارير أنه تولى إدارة مكتب الشؤون العراقية.

وأنشأت إيران في عام 1983 مقر "رمضان" ومهمته الأساسية تنفيذ عمليات بأسلوب العصابات في جبال شمال العراق خلال فترة الحرب مع العراق، فضلا عن القيام بعمليات جمع المعلومات الاستخباراتية. ومن بين قواته "فيلق بدر التاسع" (منظمة بدر حاليا بزعامة هادي العامري) الذي يضم منشقين عراقيين وسجناء حرب سابقين.

وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية تم دمج "مقر رمضان" بقوات الحرس الثوري تحت اسم "الفيلق الأول لقوة القدس"، وكانت مهمته التدخل في العراق، وكان إيرج مسجدي قائد الفيلق الأول في هذه القوات.

وحسب معهد واشنطن، تورط مسجدي في أنشطة "فيلق القدس" في العراق بعد عام 2003، والتي أسفرت الكثير منها عن مقتل أو جرح أو اختطاف عدد من جنود القوات الأميركية وقوات التحالف فضلا عن اغتيال عدد من مسؤولي المحافظات في العراق الذين اختلفوا في الرأي مع طهران.

ويقول الكاتب في معهد واشنطن فرزين نديمي في مقال نشره قبل نحو ثلاثة أشهر من تعيين مسجدي رسميا سفيرا لإيران في العراق إن لدى إيرج مسجدي خبرة في مجال العمليات والاستخبارات، وعمله في العراق سيزيد من وتيرة تحول المنظمات شبه العسكرية الشيعية في هذا البلد إلى عناصر أكثر قوة من جهاز أمن الدولة، مع قدرة أكبر للتأثير على الانتخابات المقبلة والسياسة العراقية إلى حد بعيد، وهو ما تحقق بالفعل على الأرض بعد أقل من ثلاث سنوات من تسلمه منصبه.

وخلال فترة عمله في العراق أثار مسجدي الجدل في مناسبات عدة من بينها قيامه بمغادرة حفل تأبين أقيم في بغداد في ديسمبر 2018 لضحايا العراق في الحرب على داعش، أثناء اللحظة التي وقف الجمهور فيها دقيقة صمت، ما اعتبره عراقيون موقفا "مقصودا ومهينا".

وفي سبتمبر الماضي اثار مسجدي الجدل مجددا بعد أن هدد في تصريحات لوسائل إعلام محلية بقصف أهداف تابعة للولايات المتحدة في العراق في حال شنت واشنطن هجوما ضد إيران، وعلى إثر ذلك استدعت وزارة الخارجية العراقي مسجدي للاحتجاج على تلك التصريحات.

وتؤكد مواقع معارضة إيرانية أن "تقارير مستقاة من داخل النظام الإيراني تشير إلى أن مسجدي هو من يعطي الأوامر بفتح النار على المحتجين في العراق".

وقتل أكثر من 330 شخصا، غالبيتهم من المتظاهرين، منذ بدء موجة الاحتجاجات في العراق، نتيجة استخدام قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.