اخبار العراق الان

واصل العراقيون احتجاجاتهم الأحد 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، متحدّين قرار وزارة التربية بفتح المدارس في جميع المحافظات بعد شهر من الإغلاق، وغداة ليلة من المواجهات العنيفة بين المحتجين والقوى الأمنية لا سيّما في جنوب البلاد، حيث قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في مدينة الناصرية واثنان آخران قرب ميناء أم قصر.

في الناصرية، استمرت الاحتجاجات الأحد وأضرم المحتجون النار في بعض المكاتب الحكومية، وفقما أفادت مصادر لوكالة الصحافة الفرنسية. وعمد المحتجون أيضاً إلى إشعال الإطارات المطاطية لقطع الجسور الخمسة في المدينة على نهر الفرات.

استمرار إغلاق المدارس

وأتت الاحتجاجات غداة قرار من وزارة التربية العراقية، وجّهت من خلاله المديريات في كل المحافظات بـ"الدوام الرسمي ليوم الأحد (أول أيام الأسبوع في العراق)"، ما يعني فتح المدارس بعد شهر من الإغلاق.

لكنّ مدارس الناصرية لم تتأثر بهذا القرار وبقيت مقفلة، كما غالبية الدوائر الحكومية في المدينة حيث تجمّع خارجها محتجون رفعوا لافتات كُتب عليها "مغلقة بأمر من الشعب"، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

قطع الطرقات  

وفي محافظة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط، مُنع عدد من الموظفين الحكوميين من الوصول إلى مكاتبهم بعدما قطع المحتجون صباح الأحد العديد من الطرقات الرئيسة عبر الإطارات المشتعلة، ومنها الطريق المؤدية إلى ميناء أم قصر الذي يعدّ مرفقاً حيوياً لاستيراد المواد الغذائية والأدوية. ومنذ بدء الاحتجاجات، تأثر العمل في هذا الميناء بشكل متكرّر جراء قطع الطرقات المؤدية إليه.

رصاص حي وغاز مسيل للدموع

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشهد جنوب العراق ليل السبت الأحد دامياً، وقالت مصادر في الشرطة العراقية وأخرى طبية إن قوات الأمن فتحت النار على محتجين في مدينة الناصرية في ساعة متأخرة السبت ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ. وذكرت المصادر أن المحتجين تجمّعوا عند ثلاثة جسور رئيسة في المدينة، واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وعبوات الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، موقعةً أكثر من 50 جريحاً. وأفاد مصدران طبيان بأن السلطات الطبية أجلت الرضع والأطفال من مستشفى في وسط الناصرية خلال الليل بعدما انتشر الغاز المسيل للدموع في أروقتها.

وذكرت مصادر في الشرطة ومسعفون أن قوات الأمن قتلت أيضاً اثنين من المحتجين على الأقلّ وأصابت أكثر من 70 آخرين، بعدما استخدمت الذخيرة الحية لتفريق احتجاجات قرب ميناء أم قصر المطلّ على الخليج والواقع قرب مدينة البصرة. وقال مسؤولون بالميناء إن العمليات لم تتأثّر حتى الآن وإن الشاحنات ما زالت تدخل الميناء بصورة طبيعية.

اشتباكات في كربلاء

كما أصابت قوات الأمن العراقية ما لا يقل عن 24 شخصاً خلال ليل السبت الأحد في مدينة كربلاء إثر فتحها النار على المحتجين لمنعهم من الوصول لمقرّ الحكومة المحلي، وفق مصادر طبية وأمنية.

ومنذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوب العراق أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003، قُتل ما لا يقل عن 330 شخصاً. ويطالب المحتجون بإطاحة النخبة السياسية التي يتّهمونها بالفساد وبخدمة قوى أجنبية، بينما يعيش الكثير من العراقيين في فقر من دون توفّر فرص عمل أو رعاية صحية أو تعليم.