صواريخ إيران البالستية تحت "الرادار الأميركي"
وسط التوتر المستمر في الشرق الأوسط، كشف مسؤولو الجيش والاستخبارات الأميركية إن إيران تنقل صواريخها سرا إلى العراق. وجاء ذلك في الوقت الذي تعيد فيه الولايات المتحدة تركيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بعد الهجمات التي استهدفت مصالحها، مثل الاعتدائات الأخيرة على ناقلات النفط، وحقول أرامكو، إلى جانب الجهود الإيرانية لزيادة التوتر والفوضى في المنطقة. وتشكل الصواريخ تهديدًا لحلفاء اميركا.
وتترافق تصريحات المسؤولين العسكريين الأميركيين، مع سلسلة من الإضطرابات في إيران، فضلا عن احتجاجات عنيفة نظمها العراقيون ضد النفوذ الإيراني في بلادهم.
وقالت إليسا سلوتكين، ديمقراطية من ميشيغان وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، إن العراقيين "لا يريدون أن يقودهم الإيرانيون". وأضافت "لكن، لسوء الحظ ، بسبب الفوضى والارتباك في الحكومة المركزية العراقية، فإن إيران مستفيدة من الاضطرابات الشعبية." ولم يعلق المسؤولون العراقيون حتى الآن على تصريحات مسؤولي المخابرات الأميركية.
ويوم الأربعاء الماضي، صدرت رسالة من سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا يحثون فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على إبلاغ مجلس الأمن في تقريره القادم، بأن برنامج الصواريخ الإيرانية "لا يتطابق" مع الاتفاق النووي للأمم المتحدة الذي تم التوصل إليه بين إيران والقوى العظمى.
من جهته غرّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قائلاً: "الرسالة الأخيرة من الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصواريخ هي كذبة بائسة لا يمكن التستر على عدم كفاءتها في الوفاء بالحد الأدنى من الالتزامات الخاصة بخطة العمل الشاملة المشترك". وحث بريطانيا وفرنسا وألمانيا على عدم الرضوخ ل"التنمر الأميركي". وظهرت الرسالة في وقت اشتد فيه الجدل بين إيران والغرب، حين تراجعت طهران عن التزاماتها بموجب الاتفاق تدريجياً ردًا على انسحاب واشنطن من الاتفاقية العام الماضي، ولجوء واشنطن إلى إعادة فرض العقوبات الإقتصادية على طهران.
وسعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى إنقاذ الاتفاقية التي تعهدت إيران فيها بالحد من برنامج تخصيب اليورانيوم المتنازع عليه مقابل تخفيف العقوبات. ومع ذلك، انتقدت طهران القوى الأوروبية الثلاث لفشلها في حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية.
وتعتبر الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها العرب، برنامج الصواريخ الباليستية لطهران بمثابة تهديد لأمن واستقرار الشرق الأوسط، بينما يدافع الإيرانيون بأن تطوير برامج الصواريخ يلتزم بالمعايير الدفاعية فقط.
وذكر مسؤولون أميركيون بأن إيران تقف وراء الهجمات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وأن وجود صواريخ داخل حدود بلدان حليفة للنظام الإيراني، يعطيه ميزة الردع في أية حرب مستقبلية.
وتقول "نيويورك تايمز" أن مسؤولي المخابرات الأميركيين لم يكشفوا عن طبيعة الصواريخ الإيرانية داخل الحدود العراقية، لكنهم أكدوا وجودها.
وتمكنت إيران من السيطرة تدريجياً على عدة عناصر في العراق، حيث دمجت نفسها في البنية التحتية للبلاد. وقالت سلوتكين، التي زارت بغداد مؤخراً: "الناس لا يولون اهتماماً كافياً لحقيقة أن لإيران صواريخ باليستية وضعت العام الماضي في العراق، لكن هذا الأمر يدعو إلى توقع العنف في المنطقة".
وفي تقرير علني صدر الشهر الماضي، ذكرت وكالة استخبارات الدفاع الاميركية أن الصواريخ الباليستية الإيرانية تعتبر "مكونًا أساسيًا لردعها الاستراتيجي".
وبغض النظر عن العقوبات الدولية المستمرة، واصلت إيران الاستثمار في تطوير صواريخ كروز الباليستية. وتعتمد إيران استراتيجية التمويه على جهودها العسكرية لتضليل الخصوم، وبالتالي، الحفاظ على نفسها "بعيدا عن الرادار". وخلال الضربة التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر (أيلول) الماضي، كشفت المصادر أن الصواريخ أطلقت من إيران، ولكنها اختارت طريق طويلا عبر التحليق حول الخليج، مروراً بالعراق، للوصول إلى أهدافها، من أجل إثارة الشكوك حول مصدر الهجوم. ويقول المسؤولون إن "حرب الظل" مستمرة، والتهديد يتزايد.