اخبار العراق الان

"نظفنا الشارع وجينا".. عراقيون يسيرون بالمكانس ضد الفساد

"نظفنا الشارع وجينا".. عراقيون يسيرون بالمكانس ضد الفساد

2019-12-06 00:00:00 - المصدر: الحرة


حاملين المكانس خرج محتجون عراقيون ليسيروا عبر شوارع النجف، الخميس، وفقا لما تناقله ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وهتف المحتجون بعبارة "نظفنا الشارع وجينا"، عبر شوارع المدينة، معبرين عن الدور الذي لعبه المحتجون في تنظيف الحكومة الفاسدة التي ثارت الاحتجاجات حول إسقاطها بسبب تدني الأوضاع المعيشية للعراقيين، حيث خرجت المظاهرات منادية بإسقاط رموز الفساد والتخلص من التأثير الإيراني على السلطات المحلية.

وأشاد المستخدمون بالمسيرة، داعين إلى أن يشهدوا اليوم الذي تكنس فيه الشوارع من "الفساد" والخونة".

"ستصيبنا الفوضى"

تم تداول هذا الفيديو تزامنا مع عمليات عمليات طعن ضد المتظاهرين التي حصلت في ساحة التحرير، الخميس، قال مسؤولان عراقيان للحرة إنها نفذت من قبل أشخاص تابعين لميليشيا عراقية مرتبطة بإيران.

وذكر مسؤول رفيع في وزارة الداخلية العراقية لموقع الحرة أن أشخاصا ينتمون لميليشيا "عصائب أهل الحق" هم من نفذوا عمليات الطعن واستهدفت ناشطين في ساحة التحرير.

وكان آلاف من أنصار الحشد الشعبي الذي يضم فصائل موالية لإيران قد نزلوا، الخميس، إلى ساحة التحرير في بغداد، ما أثار قلقا بين المتظاهرين الذين يطالبون منذ شهرين بـ"إسقاط النظام" وكف نفوذ عرابه الإيراني.

ولوح الأنصار بأعلام قوات الحشد الشعبي التي باتت تحمل صفة رسمية بعدما صارت جزءا من القوات العراقية، حاملين أيضا صورا لمقاتلي الفصائل التي كان لها دور حاسم في دحر تنظيم "داعش".

ورفع آخرون صورا للمرجع الديني الشيعي الأعلى في البلاد علي السيستاني الذي استقالت حكومة عادل عبد المهدي عقب خطبته الأخيرة.

دعم الحشد في البداية الحكومة أمام الاحتجاجات لكن بعد تدخل المرجع السيستاني تخلى عنها.

والى جانب شعارات المتظاهرين الصريحة ضد إيران الداعمة لحكومة بغداد، كان المتظاهرون حذرين من الأحزاب السياسية التي تسعى للهيمنة على حركتهم الشبابية.

واختلط هؤلاء في معسكر المحتجين المناهضين للحكومة في ساحة التحرير، القلب النابض للانتفاضة القائمة منذ نحو شهرين، والتي أسفرت عن مقتل ما يقارب 430 شخصا وإصابة 20 ألفا آخرين.

وأبدى الموجودون في ساحة التحرير الخميس قلقهم من الوافدين الجدد وقال أحد المحتجين "ستصيبنا الفوضى".

الوفيات البشعة

رفع المتظاهرون الجدد لافتات تندد بـ"المندسين" في إشارة إلى أولئك الذين يهاجمون ممتلكات عامة وخاصة خلال التظاهرات، لكن المتظاهرين شعروا برسالة تهديد أكبر من ذلك.

وقال تميم، وهو متظاهر يبلغ 30 عاما يرتدي سترة واقية "أتوا إلى هنا لتخليصنا من المظاهرات وإنهاء الاحتجاجات".

ولم تسجل أي حادثة بين الطرفين، لكن حارث حسن من مركز كارنيغي للشرق الأوسط قال إن التطورات قد تؤدي إلى مزيد من التوتر.

وكتب على تويتر "قد تكون هذه بداية منافسة أو صراع لشغل الساحات العامة".

وقال توبي دودج، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، يبدو أن في ذلك "تكتيكا جديدا" للتجمع "أو إغلاق الساحة المتاحة للمتظاهرين".

إلى ذلك، تعرض ناشطون في بغداد وأماكن أخرى بالفعل لتهديدات وخطف وحتى للقتل ويقولون إن هذه محاولات لمنعهم من التظاهر.

وعثرت على جثة ناشطة تبلغ 19 عاما قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها وتركت جثتها خارج منزل عائلتها في وقت متأخر، الاثنين.

وقال علي سلمان والد الناشطة زهراء لوكالة فرانس برس: "كنا نوزع الطعام والشراب على المتظاهرين في التحرير ولم نتعرض للتهديد قط، لكن بعض الناس التقطوا صورا لنا". وأضاف "أثبت تقرير الطبيب أنها تعرضت لصعقات كهربائية".

في جنوب البلاد المنتفض أيضا، اتسعت رقعة الاحتجاجات الخميس مع انضمام عائلات الضحايا والعشائر إلى التظاهرات، للمطالبة بوقف العنف، وفق ما أفاد مراسلون من فرانس برس.

وفي الناصرية، حيث أسفر القمع عن مقتل نحو 20 شخصا خلال ساعات الأسبوع الماضي، التحقت وفود عشائرية بمئات المتظاهرين المتجمهرين في وسط المدينة الجنوبية.

وكان شيوخ تلك العشائر هم من أوقفوا العنف في تلك المدينة الزراعية الأسبوع الماضي. ودفع مقاتلوها المسلحون إلى التعجيل بطرد ضابط عسكري أرسلته بغداد "لإعادة فرض النظام".

في مدينة الديوانية القريبة، تجمع آلاف المحتجين في الساحة المحتلة ليلاً ونهاراً منذ أسابيع، مطالبين بالعدالة لضحايا القمع.

وأفاد مراسل فرانس برس في المكان أن عددا كبيرا من الأهالي تقدموا بدعوى "القتل العمد" وينتظرون الآن محاكمة الضباط والعساكر المتهمين بعمليات القمع.

وقال أسعد ملاك، وهو شقيق أحد المتظاهرين الذين قُتلوا مطلع أكتوبر إن "الدولة تتنصل من الأمور بوضوح بعد قتل أحبتنا"، بينما "لدينا أشرطة فيديو وشهادات".

وأضاف "يجب إنزال أشد العقوبات بالضباط والشرطيين".

وقضت محكمة جنايات الكوت جنوب بغداد، الأحد، بإعدام رائد في الشرطة شنقا، وآخر برتبة مقدم بالسجن سبع سنوات، بعد دعوى مقدمة من عائلتي قتيلين من أصل سبعة سقطوا بالرصاص الحي في الثاني من نوفمبر في المدينة نفسها.