عمليات استباقية لملاحقة عناصر "داعش" في العراق
تواصل قوات الأمن العراقية وفصائل "الحشد الشعبي" عملياتها في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، لملاحقة عناصر تنظيم "داعش" التي نشطت خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد فترة من الهدوء والاستقرار النسبي.
وتعتقد السلطات العراقية أن التنظيم المتطرف يحاول استغلال الأوضاع غير الطبيعية التي سببتها الاحتجاجات المستمرة منذ أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للانتشار في المناطق التي لم تشهد تظاهرات شعبية كبيرة حتى الآن وأبرزها محافظة ديالى الحدودية مع إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع لوزارة العميد يحيى رسول إن "بعض خلايا داعش تحاول أن تنشط في بعض المناطق ما دفع القوات الأمنية إلى تكثيف عملياتها الاستباقية لاستهداف تلك الخلايا سواء بضربات جوية أو بعمليات نوعية أو إنزال جوي وتأمين الحدود والاستمرار بالملاحقة والمتابعة"، مؤكداً أن التنظيم يستهدف استغلال الوضع الأمني الحالي للبلد وإعادة نشاطها ببعض المناطق لاسيما في ظل التظاهرات الجارية.
وأشاد رسول بتمكن القوات العراقية من القبض على نائب زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي. وقال إن "اعتقال ذلك الإرهابي تم بجهود وزارة الداخلية ومديرية شرطة الحويجة وذلك في إحدى الشقق في منطقة واحد آذار في محافظة كركوك"، مبيناً أنه "كان بدرجة أمير وكان يعمل كمسؤول استخبارات في التنظيم الارهابي وقاد عمليات قتل وإرهاب عدة".
ديالى
وكشفت سلطات محافظة السليمانية اليوم عن إرسال تعزيزات إضافة من قواتها الأمنية إلى محور كولجو والقرى القريبة منه على الحدود الفاصلة مع ديالى لتعزيز نقاطها وتجمعاتها وتشديد القبضة الأمنية لمواجهة تغلغل خلايا "داعش" في بعض المناطق الزراعية.
وأكدت إن هذه التعزيزات هي بمثابة خطوة استباقية لدرء مخاطر "داعش" الذي شن أخيراً هجمات عدة أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف قوات "البيشمركة" الكردية وخلق حالة من القلق الشعبي في مناطق كولجو وبقية المناطق القريبة من حدود ديالى.
من جهته أكد رئيس مجلس ناحية العظيم التابعة لمحافظة ديالى، محمد ضيفان العبيدي، اليوم الجمعة أن "الحشد العشائري في قاطع العظيم، المتواجد في نقاط المرابطة القريبة من حوض نهر العظيم استنفر مسلحيه بسبب تحركات مشبوهة لخلايا "داعش" في القرى المهجورة، التي تقع ضمن حدود محافظة صلاح الدين"، مبيناً أن نشاط التنظيم في تلك القرى "أصبح أكثر خطورة من قبل". وأضاف أن "الحشد العشائري في العظيم يقاتل منذ 5 سنوات دون أي دعم حكومي يُذكر، حتى على مستوى المستحقات المالية"، لافتاً إلى أن "الحشد يمسك مناطق مهمة ويقدم دعماً كبيراً للقوات الامنية في مواجهة تحركات وهجمات داعش".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأنبار
وفي محافظة الأنبار، أعلنت خلية الإعلام الأمني، تفكيك شبكة إرهابية مرتبطة بـ"ديوان الجند" التابعة لـ "داعش". وقالت الخلية في بيان إنه "وفق معلومات دقيقة، تمكنت مفارز الاستخبارات العسكرية في الفرقة السابعة بالتعاون مع استخبارات اللواء 29، من تفكيك شبكة إرهابية مكونة من أربعة إرهابيين يعملون في ما يسمى "ديوان الحسبة" في منطقة الشامية بالأنبار". وأضاف البيان أن "الارهابين المعتقلين مطلوبين من القضاء".
الحشد الشعبي
وقال آمر لواء "أنصار المرجعية" في "الحشد الشعبي" حميد الياسري اليوم الجمعة، إن "الحشد الشعبي نبّه القيادات الأمنية من وجود خطر عند الحدود السورية المتاخمة لنينوى وخاصة جزيرة الحضر، حيث أصدر الوالي الجديد لتنظيم "داعش" الإرهابي نداءً لنقل العمليات والمسلحين إلى جزيرة الحضر". وأضاف أن برقية القائد الجديد للتنظيم الإرهابي نصّت على أنه "يجب على جميع القطعات الموجودة في مكحول وحمرين وعلاس أن تتوجه الى جزيرة الحضر وتختلط مع الرعاة الغنامة"، على اعتبار أن موسم الرعي بدأ، ومن أجل تجنب الضربات الجوية، ولإعادة التنظيم في جزيرة الحضر.
وأشار الياسري إلى أن "بقايا داعش موجودة في نينوى، بخاصة أن التحرير كان سريعاً في صحراء نينوى، وبالتالي فإن هذه السرعة لم تتبعها ملاحقة للخلايا الإرهابية التي تنشط في نينوى".
وعُقد اجتماع أمني في وزارة الدفاع العراقية مساء الخميس، لبحث الوضع الأمني على الحدود مع تركيا وسوريا. وذكرت الوزارة في بيان أن "رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي، اجتمع بمدراء الأجهزة الأمنية في وزارة الدفاع وضباط من هيئة ركن رئاسة أركان الجيش لتدارس وتقييم الوضع الأمني على الشريط الحدودي" العراقي- السوري- التركي. وأَضاف البيان أنه "بعد الاستماع إلى العرض المفصل وجّه رئيس الأركان بضرورة تشديد إجراءات المراقبة على الشريط الحدودي وسد الثغرات وإحكام السيطرة عليه من أجل تفويت الفرصة على العناصر الإرهابية التي تحاول التسلل إلى داخل الاراضي العراقية، وإكمال كل المتطلبات الخاصة بالمخافر الحدودية وبالتنسيق مع قيادة قوات الحدود".