اخبار العراق الان

فنّ حياكة السجاد في أربيل حرفة تروي تاريخ شعب

فنّ حياكة السجاد في أربيل حرفة تروي تاريخ شعب
فنّ حياكة السجاد في أربيل حرفة تروي تاريخ شعب

2020-01-10 00:00:00 - المصدر: كردستان 24


تاريخ وحضارة

في أسواق سورجي، قابلنا ياسين عارف علي الذي يملك مستودعاً فيه أنواع عدّة من السجاد، وتتنوّع عنده نوعيّة السجاد، كما أنّنا يمكننا رؤية تكدّس السجاد المحلي الأصيل في زوايا عدّة من المصنع.

يتحدّث ياسين بشغف عن السجاد التقليدي الذي يصفه بالقديم ويرينا جودته هناك حيث يجلس محاطاً به، كاشفاً عن أن الصوف هو أساس هذه الصناعة وتحديداً صوف الغنم.

يقول ياسين إن هذه الصناعة قديمة جداً يقدّر بأنها تعود إلى 70 سنة، أما ثمن القطعة الصغيرة فيبدأ بـ20 ألف دينار، ويمكن أن تصل القطعة إلى 5000 دولار أو 6 ملايين دينار، واصفاً جمالية تلك القطع "المعمّرة" من حيث ألوانها ونقوشها المستوحاة من أسلوب الحياة والرسوم المطبوعة التي تكشف هوية شعب تجري الحضارة في عروقه والإبتكار في دمه.

ويستذكر ياسين الزمن الجميل حيث كانت نساء كوردستان تمارس حياكة السجاد ولا زلت حتى اليوم، معتبراً أن حينها هذه الحرفة كانت مصدر رزقها الوحيد، كما أن عملية حياكته ليست بالأمر السهل، كذلك فهذه الصناعة يدوية من دون اللجوء إلى معامل لتصنيعها، وهنا يتدخّل شريكه في المصنع خطاب عمر مولود ليروي لنا عن جمالية هذه الصناعة، كما وأخذ إحدى القطع ليرينها وزنها و"ثقلها" بالشكل والمضمون.

وعندما سألناهما إن كانت حكومة كوردستان تدعم هذه الصناعة، اختلف الإثنان في الرأي؛ ياسين لا يطلب دعم الحكومة لهذه الحرفة؛ فهو راضٍ بحالته ويكتفي بالسجاد المستورد في الفترة الحالية، حيث من وجهة نظره أن الإنسان في العصر الماضي لم يكن متعلماً، فكان يكتفي بخياطة السجاد في حين تغيّرت الحال اليوم إذ لم تعد حياكة السجاد أولويّة لكسب لقمة العيش.

يخالفه خطاب الرأي، داعياً الدولة إلى دعم هذه الصناعة التي انهارت بالفعل، سائلاً:" لماذا لا نشجّع الصناعة المحلية وتخرج أموالنا إلى خارج البلد بدلاً من الإستفادة منه في الداخل؟ ".

وأخيراً  يبقى على الأجيال الجديدة تقدير هذا الإرث وعدم إهماله لكي لا يأتي يوم ويضمحلّ لأنه سيظل بلا شك عنواناً للفولكلور الكوردي.