العراق... قتيلان وجرحى باقتحام ساحة الاعتصام بالناصرية
في وقت مبكر من اليوم الاثنين وفي مدينة الناصرية جنوب البلاد، هاجم مسلحون متنكرون بالزي العسكري الرسمي ساحة الاعتصام في المدينة، وافاد مصدر أمني بأن اولئك المسلحين اقتحموا ساحة الحبوبي في الناصرية واضرموا النيران في خيم المعتصمين، واطلقوا الرصاص على المحتجين داخلها، وأن الهجوم خلف قتيلين وثلاثة جرحى على الأقل.
وقالت الشرطة ومصدر طبي إن 75 محتجا على الأقل أصيبوا معظمهم بالرصاص الحي في اشتباكات وقعت في الناصرية الليلة الماضية حينما حاولت قوات الأمن إبعادهم عن جسور في المدينة.
واستؤنفت الاشتباكات صباح اليوم الاثنين في وسط بغداد حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين.
صواريخ على السفارة الأميركية
ورداً على استهداف سفارتها بثلاثة صواريخ أيضاً امس الأحد، دعت الولايات المتحدة الأميركية العراق إلى حماية المنشآت الدبلوماسية الأميركية في بغداد، وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان "ندعو حكومة العراق إلى الوفاء بالتزاماتها لحماية منشآتنا الدبلوماسية".
أضاف "منذ سبتمبر (أيلول) وقع أكثر من 14 هجوماً من جانب إيران والميليشيات المدعومة إيرانياً ضدّ موظفين أميركيين في العراق"، وتابع المتحدّث الأميركي "لا يزال الوضع الأمني متوتراً، وما زالت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران تُشكل تهديداً. لذلك، نبقى يقظين".
أميركياً ايضاً، دعا عضو الكونغرس الأميركي، النائب الجمهوري ميشيل والتز إلى استهداف إيران بشكل مباشر لإجبار ميليشياتها على التوقف عن استهداف القوات الأميركية. وقال عبر حسابه في تويتر "الميليشيات المدعومة من إيران لن تتوقف عن مهاجمة الأميركيين في أنحاء الشرق الأوسط ما لم نرفع التكاليف على إيران".
إصابة شخص على الاقل
وكان قد أصيب شخص واحد على الأقل بجروح جراء سقوط ثلاثة صواريخ من أصل خمسة استهدفت مساء الأحد 26 يناير (كانون الثاني) 2020 المنطقة الخضراء، وسط بغداد، داخل حرم السفارة الأميركية مباشرة، وأصاب أحدها المطعم في وقت العشاء، بحسب ما أكد مسؤول عراقي لوكالة الصحافة الفرنسية، ولم يتسنّ التأكد ما إذا كان الجريح مواطناً أميركياً أو موظفاً عراقياً يعمل في البعثة، وتحدثت مصادر أمنية أخرى عن جرح ثلاثة أشخاص في استهداف السفارة الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعرضت البعثة الدبلوماسية الأميركية لهجمات صاروخية عدة خلال الأشهر الأخيرة، لكن هجوم الأحد، وهو الثاني خلال أسبوع، كان في وقت أبكر من المعتاد، وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن إصابة مباشرة.
الحلبوسي يستنكر
وبعد ساعات على تعرض المنطقة الخضراء في بغداد لعمليات قصف بقذائف وسقوط إحداها على قاعة الطعام في مجمع السفارة الأميركية، استنكر رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها السفارة الأميركية، معتبراً هذه الحوادث وأمثالها تسيء للدولة العراقية.
متظاهرون عراقيون يلوحون بالعلم الوطني خلال مسيرة في مدينة البصرة الجنوبية (أ.ف.ب)
وفي بيان أصدره، اعتبر الحلبوسي أن "استمرار هذه الاعتداءات من دون رادع يضر بالمصالح العليا للعراق وبعلاقاته الدبلوماسية مع أصدقائه، وتحمّله تداعيات خطيرة لا بدَّ من تجنبها في هذه الظروف"، وشدد على أن "القصف الصاروخي المتكرر الذي تتعرض له السفارة الأميركية وسط بغداد أمر مرفوض، وتصرف يسيء لسمعة العراق ويضعف الدولة ويمس بسيادتها، فضلاً عن أنه عمل يتنافى مع الأعراف والاتفاقيات الدولية".
وأشار الحلبوسي إلى ان "أي اعتداء على أية ممثلية أجنبية يعد اعتداء على كيان الدولة العراقية وهيبتها"، مشدداً على رفضه أن يكون العراق طرفاً في أي صراع، أو ساحة لتصفية الحسابات الدولية.
وكان رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي دان تعرض السفارة الأميركية للهجوم بالصواريخ، وأكدا التزام الحكومة بحماية جميع البعثات الدبلوماسية واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للقيام بذلك.
ونقلت صحيفة "واشنطن إكزامينر" عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون قولهم إن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت داخل مجمع السفارة، في حين سقط حوالى خمسة صواريخ أخرى في محيطها، ونقلت عن المسؤولين أن الصاروخ أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح.
قوات الأمن تشتبك مع المحتجين
وسط هذه الأجواء، تتواصل الاحتجاجات في بغداد وعدد من المدن العراقية، وقالت الشرطة ومسعفون إن قوات الأمن العراقية أطلقت النار الأحد على محتجين معارضين للحكومة في بغداد ما أدى إلى مقتل شخص على الأقل، وإصابة العشرات بجروح بعد محاولة قوات الأمن إزالة خيم الاحتجاج.
وتجمع مئات من طلبة الجامعات الأحد في ساحة التحرير التي تضم مخيم الاعتصام الرئيسي وهم يهتفون بشعارات مناهضة للولايات المتحدة وإيران.
احتجاجات في كربلاء والنجف والديوانية
وقالت مصادر في الشرطة وشهود إن الاحتجاجات استمرت أيضاً في كربلاء والنجف والديوانية في تحد لمحاولات قوات الأمن فض اعتصامات قائمة منذ أشهر.
وأعلن مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنه ألغى الأحد تظاهرات مناهضة لسفارة الولايات المتحدة في العراق لتجنب "فتنة داخلية"، وكان الصدر دعا في وقت سابق للتظاهرات ضد السفارة الأميركية في العاصمة بغداد وفي مدن أخرى.
وسط هذه الأجواء، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق كل الأطراف إلى ضبط النفس والحفاظ على سلمية التظاهرات.