أمريكا تنصح إسرائيل بعدم الاستعجال في ضم الأراضي الفلسطينية التي منحتها لها بـ"صفقة القرن"
أعلن مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، أن بلاده تأمل ألا تتعجل تل أبيب بضم مناطق الضفة الغربية وغور الأردن لسيادة إسرائيل، إلا بعد الانتخابات المقررة مطلع مارس المقبل.
وقال ردا على سؤال إن كانت الإدارة تؤيد إجراء إسرائيل عملية الضم في الوقت الحالي: "لا، لقد اتفقنا معهم (الحكومة الإسرائيلية) على تشكيل لجنة لتعد الخرائط. غور الأردن، قد تعني أمورا كثيرة جدا، وأرغب في أن تحدد كل المعايير، ووقت ذلك سنعرف أيضا ما هو التجميد (في التوسع الاستيطاني)"، في إشارة إلى بند في "صفقة القرن" ينص على تجميد التوسع الاستيطاني لمدة أربع سنوات خلال المفاوضات.
وأضاف كوشنر في مقابلة مع موقع أمريكي، نشرت اليوم الخميس، إن الصفقة في "الوقت الحالي هي مستند للشروط" وأن العمل عليه سيستغرق أشهرا إضافية، وأوضح "آمل أن ينتظروا (إسرائيل)، وبرأيي يجب أن تكون لدى إسرائيل حكومة لنتقدم، لننتظر ما سيحصل"، في إشارة إلى الانتخابات الإسرائيلية.
ولفت تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم" إلى تحول في موقف نتنياهو الذي يستعجل خطوات الضم وفرض القانون الإسرائيلي على مستوطنات الضفة المحتلة، حتى قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من مارس المقبل، وذلك من أجل الحصول على دعم أكبر لحملته الانتخابية من المستوطنين.
لذلك رفض نتنياهو، الإجابة على أسئلة الصحافيين حول موعد ضم الأراضي، عندما سئل عن هذه المسألة قبل صعوده على متن الطائرة في مطار واشنطن متجها إلى العاصمة الروسية، موسكو، واكتفى بالقول: "ستكون الأمور على ما يرام".
وشددت الصحيفة على أنه بعد أن تعهد نتنياهو بالحصول على موافقة الحكومة في جلستها الأسبوعية التي تعقد يوم الأحد المقبل، على قرار فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت، إلا أن المحيطين به خلصوا إلى أنه لم يحن الوقت المناسب بعد لإصدار قرار حكومي في هذا الشأن، وذلك لأسباب "فنية"، نظرا للحاجة إلى ما وصفته الصحيفة بـ"إجراءات إدارية معقدة وواسعة".
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول إسرائيلي رافق نتنياهو في رحلته الأخيرة إلى واشنطن، قوله إن "مكتب رئيس الحكومة يعمل بجد على إعداد القرار"، مضيفا أن الحديث يدور عن "عمل معقد يتضمن خرائط وصورا جوية"، وعبر عن أمله "في استكمال إجراءات إعداد القرار في أقرب وقت ممكن"، حتى يتمكن نتنياهو من طرحه لنيل موافقة الحكومة.
يأتي ذلك بالتزامن مع تراجع سفير واشنطن لدى تل أبيب ديفيد فريدمان، عن تصريحات سابقة أكد فيها أن بإمكان إسرائيل البدء "فورا" بضم غور الأردن، وباقي مستوطنات الضفة الغربية، في إطار "صفقة القرن"، حيث أوضح فريدمان في حديث لصحفيين إسرائيليين بواشنطن، أن لجنة أمريكية - إسرائيلية مشتركة سيتم تشكيلها لبحث هذه الخطوة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مصادر لم تحددها أن المسؤولين في قائمة "أزرق أبيض" التي تصدرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، تواصلوا مع البيت الأبيض، مساء الأربعاء، وحذروا من خطوة أحادية الجانب لفرض السيادة الإسرائيلي في غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة في وقت قريب.