اخبار العراق الان

بعد تصعيد مليشيات الصدر.. ناشطون عراقيون لـ"الحرة": هذه خطواتنا القادمة

بعد تصعيد مليشيات الصدر.. ناشطون عراقيون لـ
بعد تصعيد مليشيات الصدر.. ناشطون عراقيون لـ"الحرة": هذه خطواتنا القادمة

2020-02-06 00:00:00 - المصدر: الحرة


عبيد أعبيد - الحرة

حمام دمٍ تسببت فيه ميليشيات مقتدى الصدر المعروفة باسم "القبعات الزرق"، عقب تصعيدها ضد المتظاهرين في ساحة "الصدرين" وسط النجف، بإطلاق الرصاص الحي على محتجين سلميين عزل، ما أدى الى مقتل سبعة متظاهرين على الأقل، وإصابة العشرات منهم بجروح خطيرة.

ويرى نشطاء مدنيون في الحراك، أن "الإرهاب" الذي تمارسه ميلشيات "سرايا السلام" الصدرية، ضد المتظاهرين، من شأنه أن يقود البلاد إلى منزلق خطير لتصبح ساحة حرب بين جماعات وميليشيات.

وتواصل هذه الميليشيات، منذ اتفاق الكتل على تسمية رئيس الوزراء العراقي، شن هجمات مسلحة منسقة على التجمعات الرئيسية للمحتجين في بغداد والنجف وبابل وكربلاء والناصرية ومدن أخرى، في ظل غياب شبه كامل للقوات الأمنية الحكومية.

وتلقى هذه الاعتداءات المسلحة تحريضا صريحا من قادة التيار الصدري، بدءا من زعيم التيار، مقتدى الصدر، الذي حاول بتغريداته (من حسابه الشخصي وحسابات أخرى يديرها ديوانه باسم صالح محمد العراقي)، تصوير المتظاهرين، الذين خرج معهم إلى الشارع تأييدا لمطالبهم قبل شهر، كـ"مندسين ضد العراق" و"مخربين بصورة سلمية".

وفي المقابل، يصر المتظاهرون على الاستمرار في الشارع، مشددين على رفضهم الكلي لما قدمته الدولة حتى الآن، بدءاً من استقالة عادل عبد المهدي ووصولا إلى تكليف محمد توفيق علاوي بدلا عنه.

ويرفع نشطاء الحراك سقف مطالبهم عاليا، داعين إلى حكومة كفاءات خالية من المحاصصة الطائفية والحزبية، ومحاسبة المتورطين في عمليات قتل المتظاهرين. وهو سقف لا تلتفت إليه الكتل السياسية الطائفية المدعومة إيرانيا، ما يجعلها تنزل بميليشياتها المسلحة إلى الشارع ضد المتظاهرين.

وأمام هذا التحدي الكبير، واستمرار سقوط ضحايا برصاص الميليشيات الصدرية في صفوف المتظاهرين، يظل التساؤل قائما حول السيناريوهات المقبلة والإمكانيات التي صارت متاحة أمام المتظاهرين خلال الأيام القادمة؟

تشكيل جماهيري يضبط إيقاع المظاهرات

يرى نشطاء في الحراك العراقي، أن الرد المناسب على تحالف الكتل الطائفية المسلحة، هو تنظيم إيقاع حراكهم، زمنيا ومكانيا، لتحقيق مطالبهم.

وفي هذا السياق، يقول سلام الحسيني، وهو ناشط مدني في الحراك، لموقع "الحرة"، إن خيار الإنسحاب من الشارع، غير مطروح أمامهم. ويضيف أن "الانسحاب ليس من ضمن خياراتنا، بل المواصلة".

وعن طريقة استمرارهم، يقول: "نعمل حالياً على إطلاق تشكيل جماهيري يضبط إيقاع الساحات ويكون لسان حالها".

و"سيناريو الصدام مع المتظاهرين وقمعهم وتغييب صوتهم، تريد السلطة والميليشيات فرضه وجعله أمراً واقعاً"، يفيد الناشط.

مرشح باسم الحراك؟

وفي الوقت الذي يطرح فيه المتظاهرون فكرة اقتراح اسم لرئاسة الوزراء، كبديل منهم وإبداء قوتهم الاقتراحية، يتخوف في المقابل نشطاء آخرون من هذه الخطوة، لكونها "ستفرق صفوف المتظاهرين أكثر ما تجمعهم".

وهنا يقول حسن رجب، وهو ناشط مدني في المظاهرات، لموقع "الحرة"، إن هذا الخيار غير مطروح، وقد رفضه نشطاء الحراك من قبل.

وقال إن "إمكانية تقديم ساحات الاحتجاج مرشحين لرئاسة الوزراء، لم يطرح بعد.. لكن سبق وأن رفضت ساحات الاحتجاج ترشيح أحد منها، لأنها تدرك أن أحزاب السلطة لن تسمح بحصول هذا، سواء كان بتهديده أو بتصفيته".

وعن نية المحتجين في البقاء أو الانسحاب من الشارع أمام عنف الميليشيات، قال الناشط "نحن المحتجون، لن نترك ساحات الاحتجاج إلا بتحقيق أهدافنا الرامية إلى تغيير النظام بأكمله، الموضوع أصبح مصيريا..".

تصعيد في الجنوب

الناشط السياسي والمدني في الحراك، أحمد حمادي، يرى في حديث لموقع "الحرة"، أن الجميع في الحراك يجمع على القطيعة مع الأحزاب، ويوضح أن "المتظاهرين قد يختلفون في أهدافهم، لكن يبقى أن الغالبية العظمى منهم، تهتف وتقول كلا للأحزاب، وهذا يعني رفضها كل أقطاب العملية السياسية المستمرة منذ 16 سنة، وبالتأكيد الصدر ومليشياته الإرهابية من ضمن أقطاب هذه العملية".

وعن السيناريوهات المطروحة أمامهم كنشطاء، يقول حمادي إنها "عديدة وليس منها الانسحاب بالطبع، والقمع الوحشي الذي مارسته القبعات الزرق بتواطؤ مع الأجهزة الأمنية في بغداد، ومجزرة النجف مساء الأربعاء، دليل على غياب أي وجود للدولة، ودليل على أن الميليشيات هي من تتحكم في كل شيء"، ويضيف أن "المنتفضين سيصعدون خصوصا في الجنوب".

والميليشيات هي "الورقة الأخيرة بيد الأحزاب السياسية، لكن ربما تجر البلاد إلى حرب بينها وبين المنتفضين وقد تكون مجزرة النجف ضمن هذا السيناريو"، بحسب حمادي.