اخبار العراق الان

خطر كورونا يتفاقم.. استنفار عربي وإرباك في عالم الأزياء والاقتصاد

خطر كورونا يتفاقم.. استنفار عربي وإرباك في عالم الأزياء والاقتصاد
خطر كورونا يتفاقم.. استنفار عربي وإرباك في عالم الأزياء والاقتصاد

2020-02-23 00:00:00 - المصدر: الحرة


ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في إيران إلى ثمانية الأحد، وهي أعلى حصيلة خارج الصين، ما دفع الدول المجاورة إلى إغلاق حدودها مع الجمهورية الإسلامية لإحتواء الوباء.

وأعلنت تركيا أنها ستغلق حدودها مع إيران "مؤقتا"، بينما قالت باكستان أنها ستغلق حدودها مع الجمهورية الإسلامية، وحظرت ـفغانستان جميع الرحلات البرية والجوية بين البلدين. وأرمينيا أعلنت ستغلق حدودها مع ايران فترة اسبوعين بسبب فيروس كورونا

وتأتي هذه الخطوات وسط تزايد المخاوف الإقليمية بشأن انتشار الفيروس.

والجمعة أكد لبنان أول إصابة بالفيروس وهي لبنانية (45 عاما) كانت في زيارة لمدينة قم الإيرانية، بينما فرضت إسرائيل الأحد حجرا صحيا على نحو 200 تلميذ بسبب اتصالهم بسياح كوريين جنوبيين مصابين بالمرض.

وأعلنت إيران الأحد عن ثلاث وفيات جديدة بفيروس "كوفيد-19" بين 15 حالة إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع إجمالي الوفيات إلى ثمانية والإصابات إلى 43 إصابة.

وظهرت أربع اصابات جديدة في طهران، وسبع في مدينة قم وحالتان في غيلان وحالة في كل من مركزي وتونكابون، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جاهانبور.

وأمرت السلطات بإغلاق المدارس والجامعات وغيرها من المراكز التعليمية في 14 محافظة في أنحاء البلاد ابتداء من الأحد كـ"إجراء احترازي".

وحظرت الفعاليات الثقافية والحفلات الموسيقية وعروض الأفلام لمدة اسبوع".

وأطلق مدير المركز الاستشفائي الجامعي في قم محمد رضا غدير دعوة متلفزة للمساعدة. وقال "إننا في الخط الأمامي ونحتاج إلى المساعدة. وإذا كان علي أن أقول شيئا، فسأقول: ساعدوا قم".

"تبعات خطيرة"

وقال مكتب مجلس الأمن القومي الأفغاني في بيان نشر على تويتر إن قرار حظر السفر موقتا إلى إيران ومنها برا وجوا "اتخذ "من أجل منع انتشار فيروس كورونا في أفغانستان" حيث لم تسجل أي إصابة حتى الآن.

وفي باكستان، أكد مسؤول محلي وحرس الحدود إغلاق الحدود البرية مع إيران.

وتشترك كل من أفغانستان وباكستان في حدود طويلة يسهل اختراقها مع إيران وغالبا ما يستخدمها المهربون والمتاجرون بالبشر، بينما يعيش ملايين اللاجئين الأفغان في الجمهورية الإسلامية، ما يثير مخاوف من أن الفيروس يمكن أن ينتشر بسهولة عبر الحدود.

وسجلت الصين، مركز الوباء، 97 حالة وفاة أخرى الأحد، ليصل العدد الإجمالي إلى 2442، بالإضافة إلى 648 إصابة جديدة. وبلغ عدد الاصابات في جميع أنحاء العالم حوالي 80 الفا، غالبيتهم العظمى في الصين.

إلا أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن معدل الوفيات بالمرض هو أعلى بكثير في إيران مقارنة بالصين نسبة إلى عدد السكان، حيث تبلغ نحو 1 إلى خمسة من عدد الإصابات المؤكدة.

وقال وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي إن علاج حالات الإصابة الفيروس سيكون مجانيا.

وأضاف "في كل مدينة سيتم تخصيص مستشفى واحدا لمعالجة حالات فيروس كورونا" مضيفا أن عدد المستشفيات سيكون أكبر في المدن الأكبر مثل العاصمة.

لكن أكاديميين عبروا عن قلقهم بشأن قدرة إيران، التي تعاني حاليا من أزمة اقتصادية كبيرة بسبب العقوبات الأميركية، على احتواء الوباء.

وقال بول هانتر، أستاذ الطب بجامعة إيست أنجليا في بريطانيا "من غير المحتمل أن يكون لدى ايران الموارد والمرافق اللازمة لتحديد الحالات وإدارتها بشكل مناسب إذا كانت أعداد الحالات كبيرة".

كما أشار إلى أن "الوضع في إيران يترك تداعيات كبيرة على الشرق الأوسط"، الذي يشهد نزاعات متعددة.

وقال "خلال النزاعات المسلحة، تصبح الحدود بين الدول مليئة بالثغرات ... وغالبا ما يتم استهداف مرافق الرعاية الصحية وتدميرها".

إجراءات جديدة في الدول العربية

واتخذت دول أخرى في المنطقة الأحد أيضا اجراءات وقائية كبرى لمواجهة الفيروس الذي يحتمل أن ينتشر من إيران.

وقررت الحكومة الأردنية منع دخول الوافدين من الصين وإيران وكوريا الجنوبية إلى أراضي المملكة "كإجراء إحترازي مؤقت".

وقال وزير الدولة الأردني أمجد العضايلة في بيان إن "إجراءات احترازية إضافية ضد مرض الكورونا الجديد بدأ تطبيقها اليوم في ظل ارتفاع عدد حالات الإصابة بالمرض في كوريا الجنوبية وإيران".

وأعلنت مؤسسة الموانئ الكويتية حظرا على دخول جميع السفن من الجمهورية الاسلامية. وأوصت وزارة الصحة الكويتية مواطنيها الخميس بعدم السفر إلى مدينة قم الإيرانية بسبب انتشار فيروس كورونا.

وطالبت اللجنة العراقية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا السبت، المواطنين بعدم السفر إلى إيران، فيما أعلنت السلطات العراقية منع الوافدين من إيران من دخول أراضيه عبر كافة المنافذ الحدودية.

وقررت السلطات العراقية والكويتية في وقت سابق تعليق جميع رحلات الطيران من وإلى إيران، فيما ألغت السلطات الأفغانية رحلاتها الجوية إلى إيران دون إعلان ذلك رسميا.

كما أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية السبت، تشخيص حالتين جديدتين مصابتين بفيروس كورونا المستجد، وهما حالة لزائر إيراني (70 عاما) وحالته الصحية غير مستقرة، ويتلقى الرعاية في العناية المكثفة.

دوليا

وعلى مستوى العالم أعلنت السلطات في لومبارديا (شمال) الأحد أن امرأة مصابة بالسرطان أصيبت بفيروس كورونا المستجد توفيت في إيطاليا ما يرفع إلى ثلاث عدد الوفيات في هذا البلد، الأكثر تأثرا بالوباء في أوروبا.

وأعلن المعاون الإقليمي لشؤون الصحة جوليو غاليرا "يتعلق الأمر بمسنة كانت تعالج في كريما (في لومبارديا) منذ أيام أظهرت الفحوص إصابتها بكوفيد-19".

وأوضح أنها أدخلت إلى "قسم الأمراض السرطانية في حالة خطرة".

ورفعت كوريا الجنوبية مستوى التأهب للتصدي للفيروس إلى أقصى درجة، بعد التزايد المقلق في عدد الحالات المسجلة خلال الأيام الماضية، ولا سيما ضمن إحدى الطوائف المسيحية في البلاد.

وارتفع عدد الإصابات في البلاد الأحد نحو 169 حالة، ووصل إلى 602 من المصابين بـ"كوفيد-19". فيما توفي ثلاثة أشخاص ما يرفع عدد ضحايا الفيروس إلى خمسة.

إرباك في عالم الأزياء

والانتشار السريع للفيروس في إيطاليا أدى إلى عرقلة عروض أزياء، مثيرا القلق لدى كبار المصممين في عالم الموضة الذين يجتمعون في أسبوع الموضة في ميلانو على بعد ساعة في السيارة من المركز الرئيسي لتفشي الوباء في البلاد.

وستقدم تصاميم جورجو أرماني الأحد لكن استثنائيا من دون جمهور، بحيث سيتمكن الصحفيون والزبائن من متابعة العرض مصورا عند بثه على شبكات التواصل الاجتماعي.

وفيما أبقي على عرض "دولتشه أند غابانا" في موعده، ألغي عرض لورا بياجوتي، وكذلك العرض المنتظر لمجموعة "جينييس" من دار "مونكلير".

ويجمع أسبوع الموضة في ميلانو نحو 25 ألف مصمم في مجال الموضة، وهم سيغادرونها الأحد متوجهين إلى أصقاع العالم الأربعة خوفا من نقلهم العدوى في حال مشاركتهم في العروض والسهرات التي تقام على هامشه.

تهديد للاقتصاد العالمي

وحذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الأحد من أن فيروس كورونا المستجد يعرض انتعاش الاقتصاد العالمي للخطر، وذلك في اجتماع لوزراء مالية وحكام المصارف المركزية في مجموعة العشرين في الرياض.

وقالت جورجييفا في الاجتماع في الرياض إن النمو العالمي يستعد لانتعاش متواضع يصل إلى 3.3 بالمئة، مقارنة ب 2.9 بالمئة العام الماضي.

وأوضحت في بيان أن "الانتعاش المتوقع ... هش"، وتابعت أن "فيروس كوفيد 19، وهو حالة طوارئ صحية عالمية، يعطل النشاط الاقتصادي في الصين وقد يعرض الانتعاش للخطر".

وأضافت "أبلغت مجموعة العشرين أنه حتى في حالة الاحتواء السريع للفيروس فإن النمو في الصين وباقي العالم سيتأثر".

وخلال الاجتماع في السعودية، أول بلد عربي يترأس مجموعة العشرين، ناقش مسؤولو أكبر 20 اقتصاد في العالم سبل التوصل لإجماع بخصوص نظام ضريبي عالمي أكثر عدالة في العصر الرقمي بحلول نهاية العام.

وفي صلب مناقشات الاجتماع كان تنامي القلق إزاء الفيروس مع قيام السلطات الصينية بعزل ملايين الأشخاص في منازلهم لمنع انتشار المرض، ما يؤدي إلى تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي.

وحتى الآن، أودى الفيروس ب2345 شخصا في الصين، ودفع السلطات إلى قطع وسائل النقل وإرغام الشركات على إغلاق أبوابها.