اخبار العراق الان

حرائق سياسية تشعل الناصرية..نفوذ وأموال وصراع على منصب المحافظ

حرائق سياسية تشعل الناصرية..نفوذ وأموال وصراع على منصب المحافظ
حرائق سياسية تشعل الناصرية..نفوذ وأموال وصراع على منصب المحافظ

2020-03-17 00:00:00 - المصدر: كلكامش برس


كلكامش برس/ذي قار 

بعد هدوء دام عدة أسابيع من الحرائق والأحداث الساخنة والمواجهات، تعود الناصرية، اليوم الأثنين من جديد إلى واجهة الأحداث، ولكنها عادت هذه المرة من باب الصراع على منصب المحافظ الذي كان شاغرا منذ 28 تشرين الثاني الماضي، الى لحظة إعلان المحافظ المستقيل عادل الدخيلي مباشرته والعودة للمنصب.
بدأت الحكاية قبل عدة أسابيع بعدما حاول الدخيلي العودة للمنصب، ولكن كتلة تيار الحكمة رفضته، وإعتبرته ورقة محترقة بسبب ما حصل في الناصرية من إحتجاجات ومجازر بحق المتظاهرين.
عاد الدخيلي من جديد ليتمسك بكتلة سياسية أخرى نافذة في المحافظة، من أجل التمهيد لعودته، ولكنه إصطدم بنائبه المكلف أباذر العمر الذي بدأ هو الأخر منزعجا من عودته، معتبرا إياه منقطعا عن الدوام بعد تقديم إستقالته.
رد الدخيلي، كان واضحا بدءا من اليوم الاثنين، حينما أعلن في بيان صحفي عن مكتبه الإعلامي أنه باشر مهام عمله كمحافظ لذي قار، لكن الإعلان سرعان ما أعاد الحرائق الى الناصرية، في المساء، بعد أن قام مجاميع من الشباب بحرق تقاطع البهو ومقر منظمة بدر ومبنى ديوان المحافظة ومبنى دار الضيافة التابعة للمحافظ، كخيار تصعيدي لرفض الدخيلي.
لكن هذا التصعيد لم يكن بريئا تماما، بحسب مصدر أخبر "كلكامش برس"، لأن تلك المجاميع كانت مدفوعة من شقيق المحافظ المكلف أباذر العمر، وهو المحرك لهذا الحراك بالحرق والاعلان عن رفض تظاهرات الناصرية لعودة الدخيلي بالتزامن لرفض مسبق، لتكون صفعة جديدة للدخيلي.
يوضح المصدر، تفاصيل ما جرى أمس الأثنين، حيث أن أباذر الذي كان رافضا لعودة الدخيلي، تم إستدعائه من قبل نواب عن ذي قار، بعدها تم حرق منزل المحافظ المستقيل عادل الدخيلي، وبعد أن تصاعدت الإحتجاجات تم حرق منزل أباذر العمر أيضا.
وفي سياق تطور الاحداث، بعد إعلان الدخيلي العودة، حذر العمر من التعامل معه، موجها الدوائر الحكومية بذلك، كونه إستقال في 28 تشرين الثاني 2019، وبالتالي يعتبر مفصولا عن الوظيفة.
ويكشف مصدر عن أن سر الخلافات بدأ مع عودة المشاريع الحكومية، وما يقارب 34 مشروع تم التوقيع على إكماله بالمحافظة وبعضها جديد تسعى لإكماله المحافظة، وبالمقابل هو إتساع نفوذ العمر على حساب الدخيلي في إدارة المحافظة التي بدت مترهلة بالرغم من كل ذلك ولجوئه الى المشاريع الإستثمارية.
وأكد على أن الدخيلي إنضم لفريق الأمين العام لمجلس الوزراء، حميد الغزي مع مجموعة من نواب تحالف سائرون، فيما إنضم العمر مع فريق اخر من سائرون الذين قادوا حملة لدعمه بالضد من الدخيلي، وهولاء مع شقيق العمر، حركوا مجاميع من المتظاهرين لحرق الشوارع في وسيلة جديدة من الضغط لإبعاد الدخيلي من المنصب.
وفي سياق ذلك، قال تحالف سائرون في ذي قار، في بيان، تلقته، "كلكامش برس"، بأنه "نظراً لـلاحداث الصعبة التي تمر بها محافظة ذي قار والتي كان سببها سوء الادارة طوال السنوات السابقة ، حيث جعلت الادارات المتعاقبة من محافظة ذي قار ، محافظة فقيرة بلا خدمات وكان الفشل واضحاً بعدم صرف الاموال المخصصة لـلمحافظة لعام 2019 والتي تصل الى 600 مليار دينار كـمشاريع استثمارية لـلمحافظة".
وتابع البيان، "بعد الصراعات الحالية في محافظتنا العزيزة يطالب نواب تحالف سائرون عن محافظة ذي قار مجلس الوزراء بأختيار شخصية مستقلة وكفوءة ونزيهة تقود المحافظة في الفترة القادمة بعيداً عن المحاصصة والحزبية".
وكان محافظ ذي قار، عادل الدخيلي، قد أعلن إستقالته في 28 تشرين الثاني 2018، عقب أحداث جسر الزيتون الذي سقط فيه عشرات الشهداء والجرحى، بعدما جاءت للمحافظة قوة بقيادة الفريق جميل الشمري، تسبب في إرباك للمشهد الأمني بالمحافظة.
وفي ضوء ذلك، كلف المحافظ المستقيل، نائبه الثاني، أباذر العمر بإدارة المحافظة لحين إستتباب الأمن فيها، ولكنها إستمرت فيها الأحداث الساخنة حتى شهر كانون الثاني 2020 التي بدت أقل توترا مما سبق بعد عودة المدارس والجامعات للدوام.
وإعتبر مراقبون في الشأن المحلي، بأن ما حصل في الناصرية، هي بمثابة حرائق سياسية، يدفع ثمنها الجميع بسبب الصراع على كرسي المحافظ الذي يبدو أن الجميع يتمسك به بسبب ما يجلبه من أموال ونفوذ من مشاريع تنتهي بالتلكؤ  بشكل دائم.