اخبار العراق الان

عقيلة صالح يكشف لـ"الحرة" تفاصيل مبادرته لإنهاء الأزمة الليبية: لا خلاف مع حفتر

عقيلة صالح يكشف لـ
عقيلة صالح يكشف لـ"الحرة" تفاصيل مبادرته لإنهاء الأزمة الليبية: لا خلاف مع حفتر

2020-04-29 00:00:00 - المصدر: الحرة


مصطفى هاشم- واشنطن

بعد مرور أكثر من عام على بدء هجومه للسيطرة على طرابلس، من دون أن ينجح في مهمته فعليا، أعلن القائد العسكري خليفة حفتر أنه في حلّ من اتفاق الصخيرات، الذي رعته الأمم المتحدة عام 2015 والذي ينظم العملية السياسية في ليبيا، التي تشهد حربًا منذ 2014. 

وقال الباحث الليبي حافظ الغويل لـ"موقع الحرة" "يبدو أن ليبيا تتجه من سيئ إلى أسوأ بإعلان حفتر تحويل شرق ليبيا إلى حكم عسكري وسحب بساط الغطاء الشرعي المتمثل في برلمان طبرق المنتخب، من تحت قدمه". 

وفي خطاب متلفز ألقاه الاثنين من بنغازي، شرقي ليبيا، أعلن حفتر "إسقاط" الاتفاق السياسي الموقّع في الصخيرات بالمغرب في 2015 وحصوله على "تفويض شعبي" لإدارة البلاد من دون تحديد كيفية ذلك.

وعلى عكس الغويل، الذي وصف هذه الخطوة بأنها "انقلاب عسكري"، يقول عاطف الحاسية، عضو التكتل المدني الديمقراطي من بنغازي، المؤيد لحفتر "لماذا لا نعتبر أن ما يحدث حاليا هو ثورة حقيقية على ما آلت إليه الأوضاع في البلاد؟". 

ومنذ 2015 تتنازع الحكم في ليبيا سلطتان؛ حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السرّاج ومقرها طرابلس في الغرب، وحكومة موازية يدعمها المشير حفتر والبرلمان المنتخب في شرقي البلاد.

وسارعت حكومة الوفاق الوطني الليبية، التي تعترف بها الأمم المتحدة، للتنديد بما اعتبرته "انقلابا جديدا" على السلطة. 

الطرفان الرئيسيان في النزاع الليبي

ماذا حدث قبل الإعلان؟ 

خلال الأسابيع الأخيرة، تكبد حفتر  خسائر كبيرة في المنطقة الغربية أمام القوات الموالية لحكومة الوفاق. 

يقول الغويل، الذي تحدث لـ"موقع الحرة" عبر الهاتف من واشنطن، "بالتأييد العسكري التركي استطاعت حكومة الوفاق أن تأخذ سيطرة من مناطق كثيرة كانت تحت إمرة حفتر، فجنوبا تحاصر قوات الحكومة قاعدة الوطية التي كان ينطلق منها طيران حفتر، خصوصا الطيران الإماراتي المسير لتنفيذ هجماته".  

ويضيف أن قوات حكومة الوفاق "تحاصر حاليا بشكل كامل منذ نحو ثلاثة أيام مدينة ترهونة في الجنوب الشرقي لطرابلس، وهي مدينة استراتيجية فيها كل إمدادات الأسلحة والتموين وقوات المرتزقة، وينطلق منها القصف على مدينة طرابلس"، مشيرا إلى أن هناك مفاوضات مع مشايخ قبائل المدينة لدخولها من دون معارك جديدة. 

ويرى الغويل أن "الفشل العسكري على الأرض قاد حفتر إلى إعلان خطوته الجديدة عبر التلفزيون، والتي ربما ستكون مثل إعلانات سابقة عن انقلاب جديد أو ساعة الصفر"، بحسب تعبيره. 

وفي المقابل يرى الصحفي المصري المتخصص في الشؤون الليبية، عبد الستار حتيتة، أن خطوة حفتر "جاءت بعد توصله إلى اتفاقات مع عسكريين في المنطقة الغربية، ترفض تماما التدخل العسكري الأجنبي وتفضل التعامل مع قوات منضبطة على التعامل مع مرتزقة وميليشيات". 

ويضيف حتيتة في تصريحات لـ"موقع الحرة" أن إعلان حفتر انسحابه من الاتفاق السياسي، "يعني أنه لم يعد ملتزما بأي هدنة إنسانية لوقف إطلاق النار أو وقف العمليات في طرابلس وما حولها، كما أن إعلانه يؤدي إلى إسقاط جميع الجهود الإقليمية والدولية التي كانت تسعى إلى إيجاد حل بوجود حفتر والسراج". 

هل يغير إعلان حفتر شيئا على الأرض؟

يرى حافظ الغويل أن إعلان حفتر بمثابة "انقلاب جديد على أساس الشرعية الدولية التي كانت أنتجت اتفاق الصخيرات في المغرب بوجود وشهادة الدول الكبرى" بما فيها الدول التي تؤيده مثل مصر والإمارات. 

وأوضح أن إجراء "حفتر يعني أنه يعلن بشكل أحادي إسقاط حكومة الوفاق وكذلك برلمان طبرق الذي عينه قائدا للجيش، فهذا يعني أنه انقلب على من عينه، وهذا خطأ سياسي كبير". 

في المقابل يدافع عاطف الحاسية عن خطوة حفتر، مشيرا إلى أن الاتفاق "اخترق في مبادئه الحاكمة، ما يعني أنه قد انتهى عمليا".

ويوضح أن "الاتفاق نص على أن تكون مدة المجلس الرئاسي عام واحد وتمدد لفترة واحدة فقط، وهذه الفترة انتهت منذ سنوات، كما أن الاتفاق اخترق في نقطة السيادة الليبية عندما تأتي حكومة الوفاق بقوات أجنبية تركية، كما أن الاتفاق نص على آلية معينة لاتخاذ القرار انتهكت أيضا". 

وحول انقلاب حفتر على برلمان طبرق المنتخب الذي عينه، قال الحاسية "نعم البرلمان هو من عين حفتر، لكنه أصبح جزءا من الاتفاق السياسي المعيب ولذلك هو انتهى، فضلا عن أن نصابه لم يكتمل منذ أكثر من ثلاث سنوات".

"مخاطر تقسم ليبيا"

لكن أسامة علي، المتحدث باسم الإسعاف في طرابلس، يقول لـ"موقع الحرة "إن الغطاء السياسي الذي يعتمد عليه حفتر هو مبدأ القوة". 

ويضيف أن "حفتر لا يهمه الغطاء السياسي لأن البرلمان لا ينعقد من الأساس، والبرلمانيون موجودون في مصر، ولن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا وقد يتم اختطافهم إذا أعلنوا اعتراضهم". 

يرى الغويل أن حفتر وضع الدول التي كانت تؤيده، خصوصا الإمارات ومصر وروسيا، "في موقف محرج جدا"، لأنهم "كانوا يؤيدونه باعتباره عين من قبل برلمان طبرق فكانت هناك تغطية سياسية له، لكن إعلانه أنه هو الحاكم العسكري في المناطق التي يسيطر عليها، يعتبر بداية فعلية لتقسيم ليبيا إلى دولتين". 

الموقف الدولي

يعتقد عبد الستار حتيتة أن ما أعلنه حفتر هو "خطوة تعتبر جريئة للغاية، لكن لا أعتقد أنه استشار فيها أيا من أصدقائه الإقليميين والدوليين".

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله إن روسيا لا توافق على تحرك خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) لفرض سيطرته على البلاد.

وأضاف لافروف "لا أتحدث هنا عن أي قوة ضغط تملكها روسيا... نحن على اتصال مع جميع اللاعبين في الصراع الليبي دون استثناء". 

وفي أول رد فعل غربي عن إعلان حفتر توليه السلطة من خلال تفويض شعبي، عبرت الولايات المتحدة الأميركية عن أسفها لهذه الخطوة، ووصفتها بإعلان "أحادي الجانب".

وأعربت السفارة الأميركية لدى ليبيا في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، عن "أسفها لاقتراح المشير حفتر التغييرات في الهيكل السياسي الليبي، وفرضها من خلال إعلان أحادي الجانب".

وحثت السفارة الأميركية قوات "الجيش الوطني" على الانضمام إلى حكومة الوفاق الوطني في إعلان "وقف فوري" للأعمال العدائية لدواعٍ إنسانية ممّا يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وفقا لخارطة الأمم المتحدة بخصوص تسوية الأزمة الليبية.

كما رحبت بأي فرصة لإشراك حفتر وجميع الأطراف، في حوار جاد حول كيفية حلحلة الأزمة وإحراز تقدم في البلاد، بحسب البيان.

وفور إعلان حفتر قوبل "التفويض الشعبي" لإدارة الحكم في ليبيا، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم، استمرار تواصلها مع الفرقاء الليبيين لإيجاد حل سياسي وإيقاف الحرب.

وكان المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان المنتخب والمنعقد في شرق ليبيا، قد دعا الأسبوع الماضي إلى إحياء الحوار السياسي، وضرورة تشكيل سلطة سياسية جديدة، لوقف الاقتتال بين الليبيين.

كيف يرى سكان طرابلس خطوة حفتر؟ 

يرى المتحدث باسم الإسعاف في طرابلس أن خطوة حفتر جاءت "لتشتيت الرأي العام عن الانتهاكات المتتالية، وسقوط الصواريخ على الأبرياء داخل طرابلس، إضافة إلى أنها تمويه على إطالة فترة الحرب التي كان يتوقع انها لن تتعدى الشهرين". 

وأضاف في حديث لـ"موقع الحرة" من طرابلس أن "حفتر يعمل إعلاميا اكثر من توسعه على الأرض لكن الفترة الأخيره تفوق الوفاق إعلاميا جعله يبحث عن مخرج إعلامي جديد، 

ويوضح "الحرب إعلامية بين الطرفين أكثر من واقع، فالجميع مليشيات ولا يوجد جيش لا في طرابلس ولا في بنغازي، وكل ما يحدث هو استباحة دم المواطن لغرض السلطة". 

وأضاف "الناس مش مع حد، الناس تعبتها الحرب، حوالي 500 ألف نازح بالإضافة إلى الصواريخ والقذائف التي تنزل عليهم كل يوم".