اخبار العراق الان

ليبيا.. دبلوماسية الميغ الروسية ولعبة موسكو الكبيرة

ليبيا.. دبلوماسية الميغ الروسية ولعبة موسكو الكبيرة
ليبيا.. دبلوماسية الميغ الروسية ولعبة موسكو الكبيرة

2020-05-27 00:00:00 - المصدر: الحرة


يبدو أن روسيا تسعى من خلال  نشر مقاتلات من طراز ميغ-29 وطائرات أخرى في ليبيا، إلى تحدي تركيا ودول أخرى ربما تظن أن موسكو قررت وضع حد لدعمها لخليفة حفتر الذي يحاول منذ أكثر من عام السيطرة على طرابلس وإطاحة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والتي يرفض هو شرعيتها. 

جاء ذلك في مقال لمحلل صحيفة جيروزاليم بوست للكاتب سيث فرانتزمان، الذي وصف ما يجري بأنها "لعبة كبيرة لموسكو، تقوم بها في وضح النهار من باب التفاخر"، بعد تقارير عن تدمير طائرات مسيرة تركية حوالي 10 من أنظمة الدفاع الجوي الروسية بانتسير في ليببيا.

وتحولت ليبيا إلى ساحة حرب بالوكالة مع نقل تركيا مرتزقة وطائرات مسيرة إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق التي وقعت معها في أواخر 2019، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية تدعم نشاطات أنقرة في البحر المتوسط إلى جانب اتفاق تعاون عسكري مع أرسلت بموجبه عسكريين ومقاتلين سوريين موالين لها لدعم حكومة طرابلس  ثم أظهرت نفسها وكأنها الفائز في الحرب. 

وبحسب المقال فإن تركيا نجحت في جعل الإعلام الغربي يتداول بشرى انتصارها الكبير على قوات حفتر المدعومة روسيّا. وجاء في المقال أن موسكو التي تبيع تركيا منظومة دفاع جوي، لديها علاقة حب وكراهية غريبة مع أنقرة، وترسل مقاتلاتها إلى ليبيا لتظهر أن كلا منهما قادرة على الخوض في لعبة علاقات عامة. 

لكن الوضع في ليبيا أكثر تعقيدا، وفق المقال الذي شدد على أن الكثير من الغموض يلف ما يحدث هناك، مشيرا إلى أن تركيا أرسلت آلاف المقاتلين السوريين، فيما يزعم أن نظام الأسد أرسل هو الآخر مرتزقة سوريين انطلاقا من قاعدة حميميم   في اللاذقية وربما يجري نقلهم على متن طائرات تابعة لخطوط أجنحة الشام السورية الخاصة.

وكتب فرانتزمان "يبدو أن كلا من تركيا وروسيا تدفع بالرجال والموارد في ليبيا. والآن أكدت روسيا ذلك بوضوح من خلال طائرات ميغ-29 وسو-24".

وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أن موسكو أرسلت مقاتلات إلى ليبيا لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب خليفة حفتر في نزاعه على السلطة مع حكومة الوفاق.

وقال قائد القياة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال ستيفن تاونسند "لفترة طويلة جدا، نفت روسيا المدى الكامل لتدخلها في النزاع الليبي المستمر. حسنا، لا يوجد مجال لإنكار ذلك الآن. لقد كنا نشاهد بينما روسيا نقلت مقاتلات من الجيل الرابع إلى ليبيا - في كل خطوة".

وبحسب مقال جيروزاليم بوست، فإن الدبلوماسيين الأميركيين يسعون إلى جعل سوريا "مستنقعا" لروسيا، والآن تعمل روسيا على الربط بين ليبيا وسوريا وكذلك تفعل تركيا. 

وأردف أن موسكو وأنقرة تناقشان الآن ترتيبات جديدة بخصوص الطريق السريع أم-4 في سوريا، مشيرا إلى توصل الطرفين إلى اتفاق يمهد الطريق لصفقة جديدة بشأن  الطريق الذي يسير الجانبان في بعض مناطقه دوريات مشتركة.

ورحبت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة التركية والتي تنتقد التدخل الروسي في ليبيا، باتفاق أم-4 في سوريا.

وقال كاتب المقال إن قرار الولايات المتحدة كشف الدور الروسي في ليبيا جاء من خلال الصور التي نشرتها للمقاتلات الروسية، لكنه أردف أنه "كان معروفا سابقا أن واشنطن وموسكو تتنافسان على البحر المتوسط"، مشيرا إلى حوادث سجلت في المنطقة مثل تحليق مقاتلة روسية من طراز سو-35 قرب طائرة استطلاع أميركية من طراز بي-8 (P-8) في أبريل وإعلان  البحرية الأميركية الثلاثاء أن طائرتين روسيتين اعترضتا إحدى طائراتها الاستطلاعية فوق البحر  المتوسط. 

كيف رصد الجيش الأميركي الطائرات الروسية؟ السر في 15 صورة

لم يعد بإمكان روسيا إنكار تورطها في الحرب المستمرة في ليبيا، وفق ما أعلنته القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) التي كشفت أن موسكو أرسلت مقاتلات إلى هذا البلد لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب خليفة حفتر في نزاعه على السلطة مع حكومة الوفاق الوطني.

روسيا تستعرض عضلاتها الآن في ليبيا، بحسب فرانتزمان الذي قال إن المتعاقدين الروس يجولون عمدا في بلداتها الأمر الذي يبطل أي إمكانية لإنكار معقول لتورطها، أما تركيا فتنشط بشكل أكثر سرية، وتحرك على الأرجح حربا إلكترونية أفضل وربما تستخدم طائرات ثقيلة في الغارات الجوية. 

وأوضح أن المعلومات الاستخباراتية حول صواريخ بانتسير واستهدافها بضربات دقيقة، يظهر أن دولة تتمتع بتكنولوجيا عالية مثل تركيا، العضوة في حلف شمال الأطلسي، كانت متورطة. وقال إن روسيا ترى في ذلك اختبارا، وتريد تصعيد الموقف.

البعض يفترض أن الانتشار الروسي قد يكون فخا لتركيا ويتماشى مع الدعم الفرنسي لحفتر، بحسب المقال، لكن "تركيا تبدو وكأنها تسعى إلى شراء الدعم الأميركي لتدخلها في ليبيا، مع استضافتها في الآونة الأخيرة رحلة لطيران العال بين إسرائيل والولايات المتحدة ومن خلال استعراض قدراتها. لكن الحقيقة هي أن تركيا وروسيا تعملان معا أيضا".

وختم فرانتزمان مقاله بالقول "السؤال المطروح الآن هو ما الذي ستفعله موسكو بعتادها الجوي في ليبيا. مقاتلات سو-24 كبيرة لدرجة أنها لا تتناسب مع حظائر الطائرات في قاعدة الخادم التي تبعد بألف كيلومتر عن قاعدة الوطية" التي استعادتها حكومة الوفاق من قوات حفتر قبل أيام.

وتابع أن التصريحات الأميركية هذا الأسبوع حول التصعيد الروسي، يزيد من احتمالات وقوع مواجهة، لكن "على روسيا أولا أن تجعل من طياريين يقومون بشيء أكثر من مجرد التحليق في الأجواء واستعراض العلم".  

وتعيش ليبيا فوضى منذ إطاحة الزعيم معمر القذافي وقتله عام 2011، مع تنافس عدة دول على النفوذ في البلاد.