الأمن السوداني يفرق مظاهرات بالخرطوم طالبت بتصحيح المسار
فرقت قوات من الجيش السوداني بالعصي والهراوات مجموعات من المتظاهرين في الناحية الشمالية من شارع المطار في الخرطوم في الاتجاه المؤدي للقيادة العامة للجيش والتي شهدت الاعتصام التاريخي الذي أطاح بحكومة البشير في أبريل/نيسان 2019.
وكان المتظاهرون قد وضعوا المتاريس في شارع المطار قبل أن تفرقهم قوات من الجيش.
وقد كثفت القوات المسلحة من وجودها في الشوارع المؤدية إلى مطار الخرطوم ومنطقة الخرطوم من الناحية الجنوبية والشمالية، وتشددت في منع السيارات في السير في تلك الاتجاهات.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل متظاهر برصاصة في الصدر أثناء مظاهرات اليوم في مدينة أم درمان.
واستمرت المواجهات وكر وفر بين قوات الأمن والمتظاهرين في المدينة، في حين أطلقت قوات الأمن قنابل الصوت والغاز المدمع بكثافة على جموع المتظاهرين الذين طالبوا بتصحيح مسار الثورة وتحقيق السلام واستكمال تشكيل سلطات المرحلة الانتقالية والقصاص لضحايا الثورة وفض الاعتصام.
وقال متحدث باسم الشرطة السودانية إن انفلاتا حدث في أم درمان بمنطقة أبو سعد وتصدت له الشرطة.
وتجمع المحتجون ولوحوا بالأعلام السودانية في مدن الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان بعدما أغلقت الحكومة الطرق والجسور المؤدية إلى وسط المدينة.
ووقعت احتجاجات مماثلة في كسلا بشرقي البلاد وفي إقليم دارفور، وهتف المحتجون "حرية سلام وعدالة"، وهو شعار الثورة التي أطاحت بنظام البشير.
ويطالب المتظاهرون بما أسموه تصحيح مسار الثورة، وتحقيق أهدافها، واستكمال أجهزة ومؤسسات الحكم الانتقالي، ويعتبرون أن الحكومة الانتقالية تلكأت في تحقيق مطالب الثورة.
وتجري المظاهرات وسط إجراءات أمنية مشددة بعد إغلاق الجسور التي تربط مدن الخرطوم الثلاث، وانتشار وحدات كثيفة من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والشرطة في مختلف الطرق الرئيسية بالعاصمة، فضلا عن إغلاق الطرق المؤدية لمقر قيادة الجيش بالخرطوم، وقرارات بإخلاء منطقة وسط الخرطوم.
محاولة انقلابية
من جانب آخر قال عضو مجلس السيادة السوداني صديق تاور إن السلطات أفشلت محاولة انقلابية كانت تجري من قبل ما وصفها بقوى الردة من النظام البائد مستغلة ذكرى 30 يونيو/حزيران.
وأضاف تاور في لقاء مع إذاعة محلية أنه تم ضبط أسلحة ورصد اجتماعات لرموز النظام البائد، مما أدى إلى اعتقالات في صفوفهم.
وكان المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان قد نفى أمس الأول الأحد أنباء عن وقوع محاولة انقلابية، ووصف ذلك بأنه مجرد أكاذيب للحؤول دون تمكين الشعب من التعبير عن رأيه.
من جهته، نقل حساب مونتي كاروو -وهو حساب متابع ومعروف بالسودان- عن مصدر عسكري أن السلطات اعتقلت عددا من الضباط بالخدمة والمعاش.
وقال المصدر إن 8 ضباط بالخدمة برتبة مقدم ورائد اعتقلوا، إضافة إلى 6 ضباط متقاعدين برتبة عميد وعقيد، من بينهم قائد حرس علي عثمان محمد طه نائب الرئيس المخلوع عمر البشير.