رابح بوكريش يكتب: هل فشل برنار ليفي هذه المرة؟
كان الراحل عمر المختار الأشيب الشجاع يركض بخيله في الصحراء المترامية مقاتلا الإيطاليين في المنطقة الشرقية والجنوب ، ومنزلا بهم ما استطاع من خسائر، وأسر الإيطاليون الشيخ الباسل الناصع وشنقوه، وهم يحسبون أنهم شنقوا ليبيا في شخصه، ومات البطل المؤمن مخلفا وراءه كفاحا أسطوريا ترويه الرمال والواحات، ومخلفا أيضا نواة طيبة للحكم الديمقراطي في عهد الراحل الملك إدريس ، ولكن مع الأسف لم يعمر طويلا وجاء بعده نظام ديكتاتوري شمولي قام على أسس من القمع والاستبداد والظلم ، وبما أن التاريخ علمنا أنه كما تدين تدان فقد سقط الزعيم سقوط الأغبياء على يد برنار ليفي ومن معه.
وها هو برنارد هنري ليفي الذي يَصِفه أنصاره العرب بأنّه الأب الروحي لثورات “الربيع العربي” يَحُط الرّحال من جديد في ليبيا، ولا نعرف بالضبط الطبخة الجديدة التي يعتزم المخرب إقامتها في ليبيا، لكننا نعرف عن هذا المجرم أنه حيثما حل بمكان في الوطن العربي، إلا وحل الخراب والدمار، ومعروف بتعصُّبه الشديد لإسرائيل عندما يتعلق الأمر بمصالحها وأمنها، فقد رفض وصف حروبها على غزة بالإبادة. ولكن هذه المرة كان الشعب الليبي في المرصاد ومنعه من إتمام زيارته وقوبلت برفض شعبي ورسمي واسع، ومطالبات بالتحقيق مع من سمح له بالزيارة.
ونظّم أهالي ترهونة وقفة بالمدينة ضد الزيارة، وقالوا في بيان مشترك عقب الوقفة: نرفض زيارة برنارد ليفي ونحمّل المسؤولية الكاملة للجهة التي نسقت الزيارة".
لقد فشل ليفي في تحقيق أهدافه المتمثلة في استعمال الثورات العربيّة، من خلال إسقاط النخب العربية الحاكم وتبديلها بحكام جدد ستعقد
علاقات أقوى مع إسرائيل، وجاء رئيس أمريكي ولعب هذا الدور ونجح فيه بامتياز.
الواقع أن برنار ليفي ليس مفكّرا حقيقيا، ولا عالماً ذكياً ولا إعلامياً مهنياً، إنه أداة إسرائيلية وممثل الصهيونية العالمية متنقلة من أجل إثارة الفتن وصناعة الكوارث في العالم العربي.