رد من الناصرية على حملة الاغتيالات: عجز عبدالمهدي عن جرّنا.. وسيعجز الآخرون!
ذي قار – ناس
على الرغم مما مرت به محافظة ذي قار، من إحتجاجات ساخنة في تظاهرات تشرين الماضي، وبدت على أنها الأعنف من حيث تعامل السلطات مع المحتجين والتي أوقعت ما يقارب 120 قتيلاً، الا أن مخاوف المتظاهرين من عودة العنف تبدو واضحة منذ أسابيع، سيما مع إرتفاع موجة الإغتيالات في البصرة ومحاولات إستهدف لناشطين في عدد من مناطق المحافظة.
وسجلت الناصرية، قبل أسابيع إستهدافاً لناشط في تظاهرات قضاء الرفاعي، بعبوة محلية الصنع، أعقبها إستهداف آخر للناشط البارز في تظاهرات الناصرية وسام الذهبي، بعد وضع عبوة قرب منزله، وبعدها بأيام تم استهدف الناشط في التظاهرات محسن الزيدي بعبوة وضعت في منزله في الناصرية، إضافة لعشرات الاستهدافات الاخرى ذات الطابع العشائري والجنائي.
إرتفاع وتيرة العنف وحمل السلاح في المحافظة، يتصاعد بشكل متسارع، إلا أن ساحات التظاهر في المحافظة تواصل الضغط في حملتها ضد المسؤولين الرئيسيين عن الدوائر الخدمية في المحافظة، والذين يحملهم المتظاهرون مسؤولية الفشل في قطاعات الكهرباء والصحة وغيرها.
الخوف من المنافسة السياسية
"موجة الاغتيالات التي تقوم بها أحزاب السلطة متوقعة بالنسبة لنا كناشطين" يقول الناشط البارز في تظاهرات الناصرية، صادق الزيدي.
ويضيف في حديث لـ"ناس"، "هذه الإغتيالات تعتبر إستكمالاً لما قامت به حكومة القناصين بقيادة عادل عبد المهدي من تصفيات وإرهاب وهم بفعلهم هذا يهددون السلم المجتمعي العراقي بعمومهِ ولا يهددون اشخاصاً محددين".
ويؤكد الزيدي، بأن "الاحزاب حين رأت عزم الشباب على منافستهم سياسياً بدأوا موجاتهم التسقيطية وبعدها موجة الاغتيالات، لذا فإننا نحمل الحكومة متمثلة بوزارة الداخلية مسؤولية كل ما يحدث والمحافظون بإعتبارهم رؤساء اللجان الامنية في محافظاتهم بتوفير البيئة الامنة لجميع الناشطين والمتظاهرين".
الناصري وحمل السلاح
وأثارت دعوة رجل الدين المنشق عن التيار الصدري، والمشترك في تظاهرات الناصرية أسعد الناصري، استياءً بين غالبين نشطاء تشرين، بعد أن دعاهم إلى حمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم، ليواجه هجوماً من الناشطين، ذكروا من خلاله بالقيمة الأساسية التي اعتمدها حراك تشرين، وهي السلمية.
ورغم أن السلطات اعتمدت في أوقات سابقة طريقة تسليح الفئات المستهدفة، كما في مقترح تم تداوله إبان عهد الحكومة السابقة، لتسليح الصحفيين والاطباء وشرائح أخرى يتعرض أفرادها للاغتيال، إلا أن متظاهري تشرين يصنعون حاجزاً صلباً بينهم وبين تلك الدعوات، رغم اشتداد حملة الاغتيالات، ويعتقدون أن تصعيد الاغتيال بحقهم يهدف بالدرجة الاساس إلى جرهم نحو التسلح، وهو ما يؤكدون إنه "فخ يشاهدونه منذ 1 تشرين، وتمرّسوا جيداً على تجاوزه".
ويعلق الناصري بالقول "كلامي كان واضحاً وأكرره دائماً بأننا سلميون تجاه الأجهزة الأمنية كنا وما زلنا، أما الميليشيات التي تستهدفنا فسوف نقف بوجهها وندافع عن أنفسنا، وعن نفسي لست سلمياً معهم ماداموا يستهدفون الأبرياء والثوار والناشطين".
ويؤكد، خلال حديثه لـ"ناس"، "وردتني تهديدات كثيرة وبالعلن عبر حساباتي الرسمية، وكل الجهات التي وقفت بوجه الاحتجاجات صاروا ينظرون لي كخصم مباشر لهم، كما وقفت منهم بالضد بشكل واضح. وخصوصاً الجهات الميليشياوية التابعة لإيران، وتردني يومياً مختلف التهديدات التي لم أكترث لها يوماً".
ويوضح الناصري، "أستبعد أن تكون للميليشيات والجهات المعادية، نشاطات قوية في الناصرية وذلك لوجود القوة والصمود لدى الثوار من ناحية، وعدم بقاء مقرات الأحزاب في الناصرية من ناحية أخرى".
’ثورة تشرين’ متمسكة بالسلمية
يؤكد الناشط البارز في تظاهرات الناصرية، الحقوقي حسين الغرابي، بأنه "منذ البداية، كانت أحزاب الإسلام السياسي والمليشيات تحاول جر شباب تظاهرات تشرين لحمل السلاح، حتى نصبح نحن مليشيا وهم مليشيا، وهذا ما لم ينجر إليه شبان الثورة، لأنهم كانوا يدعون لبناء دولة حقيقية، يكون فيها القانون هو السيد الأول ويحصر السلاح بيدها ويحترم خصوصية القوات الأمنية".
ويضيف الغرابي، خلال حديثه لـ"ناس"، بأن "الدعوة التي انطلقت غير منطقية ولا يدعم أحد مثل هكذا خطوات، فالدولة ملزمة بتوفير الحماية لساحات الإحتجاج والناشطين، وفي حال تخلت الدولة أو أثبتت عدم قدرتها على حمايتنا، سيكون في وقتها حديث آخر، قد يشمل التوجه بالخطاب إلى المجتمع الدولي".
ويجدد الغرابي تأكيده "على أن دعوة حمل السلاح لا تنتمي للوعي السياسي الذي خرج به شباب تشرين منذ البداية، والغالبية من الشباب متمسكون بمبادئ تشرين وحصر السلاح بيد الدولة وسيادة القانون على المجتمع والقصاص من المجرمين والقتلة والمليشيات والتي تتحمل مسؤولية كل الإغتيالات والإعتداءات على الناشطين المدنيين".
وكانت الناصرية قد شهدت خلال مراحل متعددة من الحراك الشعبي، محطات من العنف والإستهدف، إضافة لمراحل العنف الأولى وسقوط العشرات من القتلى ومئات من الجرحى.
وشهدت الناصرية خلال الأسابيع الماضية، موجة عنيفة من الإحتجاجات التي رفعت شعارات إقالة جميع مسؤولي الدوائر والمطالبة باختيار شخصيات ليس لها علاقة بالأحزاب، وعلى إثرها أحرق المحتجون الإطارات، وشاركهم في فعالياتهم سكان الكثير من المناطق والمدن المنكوبة والتي تعاني من نقص شديد بالخدمات.