اخبار العراق الان

نفايات وأدوات تنظيف بالية تجعل قبر الشاعر الزهّاوي مستودعاً ببغداد! (صور)

نفايات وأدوات تنظيف بالية تجعل قبر الشاعر الزهّاوي مستودعاً ببغداد! (صور)
نفايات وأدوات تنظيف بالية تجعل قبر الشاعر الزهّاوي مستودعاً ببغداد! (صور)

2020-08-24 00:00:00 - المصدر: وكالة ناس


بغداد – ناس

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الاثنين، صوراً لقبر الشاعر والفيلسوف العراقي جميل صدقي الزهاوي، حيث يمتلئ ضريحه بالنفايات وكأنه مستودع.

واثارت صور قبر الشاعر الزهاوي في حي الأعظمية بمقبرة الخيزران في بغداد ردود افعال غاضبة عبر منصات التواصل الاجتماعي جراء الاهمال الكبير لقبر الشاعر الذي يعد من طلائع نهضة الأدب والشعر العربي في العصر الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي.

وجميل صدقي الزهاوي وهو ابن محمد فيضي ابن أحمد بن حسن بن رستم بن خسرو ابن الأمير سليمان الزهاوي، وهو شاعر وفيلسوف عراقي كبير كردي الأصل, وقد عرف بالزهاوي منسوبا إلى بلدة (زهاو) من أعمال ولاية كرمنشاه، وكانت موطنا لأسرته في العهد الأخير.

 ولد جميل الزهاوي في بغداد يوم الأربعاء في18 حزيران عام 1863،وبها نشأ ودرس على أبيه وعلى علماء عصره، وعين مدرسا في مدرسة السليمانية ببغداد عام 1885م، وهو شاب ثم عين عضوا في مجلس المعارف عام 1887م، ثم مديرا لمطبعة الولاية ومحررا لجريدة الزوراء عام 1890م، وبعدها عين عضوا في محكمة استئناف بغداد عام 1892م، وسافر إلى إستانبول عام 1896م، فأعجب برجالها ومفكريها وتأثر بالأفكار الغربية، وبعد الدستور عام 1908م، عين استاذا للفلسفة الإسلامية في دار الفنون بإستانبول ثم عاد لبغداد، وعين استاذا في مدرسة الحقوق، وانضم إلى حزب الأتحاديين، وأنتخب عضوا في (مجلس المبعوثان) مرتين، وعند تأسيس الحكومة العراقية عين عضوا في مجلس الأعيان. ونظم الشعر بالعربية والفارسية منذ نعومة أضفاره فأجاد واشتهر به.

كان الزهاوي معروفا على مستوى العراق والعالم العربي وكان جريئاً وطموحاً وصلبا في مواقفه، فاختلف مع الحكّام عندما رآهم يلقون بالأحرار في غياهب السجن ومن ثم تنفيذ أحكام الإعدام بهم فنظم قصيدة في تحيّة الشهداء مطلعها:

على كل عود صاحب وخليل وفي كل بيت رنة وعويل

وفي كل عين عبرة مهراقة وفي كل قلب حسرة وعليل

كأن الجدوع القائمات منابر علت خطباء عودهن نقول

دافع الزهاوي عن حقوق المرأة وطالبها بترك الحجاب وأسرف في ذلك، حيث قال:

اسفري فالحجاب يا ابنة فهر هو داء في الاجتماع وخيم

كل شيء إلى التجدد ماض فلماذا يقر هذا القديم ؟

اسفري فالسفورللناس صبح زاهر والحجاب ليل بهيم

اسفري فالسفور فيه صلاح للفريقين ثم نفع عميم

زعموا ان في السفور انثلاما كذبوا فالسفور طهر سليم

لايقي عفة الفتاة حجاب بل يقيها تثقيفها والعلوم

وقال أيضا:

مزقي يا ابنة العراق الحجابا أسفري فالحياة تبغي انقلابا

مزقيه واحرقيه بلا ريث فقد كان حارسا كذابا

وكتب فيه طه حسين: "لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب ولا شاعر العراق بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار.. لقد كان شاعر العقل.. وكان معري هذا العصر.. ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم.."

وكان يحسن اللغة العربية والتركية والفارسية والكردية، وشيئا من اللغة الفرنسية، وترك عدة دواوين منها (الكلم المنظوم) وديوان (اللباب)، وديوان (الأوشال)، و(الثمالة)، و(رباعيات الزهاوي)، وهي ترجمة لرباعيات الخيام)).

وفاته

توفي الزهاوي في شهر ذي القعدة عام 1354 هـ، 1936م، ودفن بمشهد حافل في مقبرة الخيزران في الأعظمية، وبنيت على قبره حجرة ودفن على مقربة منه علامة العراق الشيخ أمجد الزهاوي ابن أخيه.

أخذ الزهاوي العلوم العقلية والنقلية على يد علماء بغداد ونبغ في مختلف المجالات العلمية والفلسفية، وكان نبوغه باللغة العربية والشعر العربي طاغيا على بقية تحصيلاته العلمية.