اخبار العراق الان

محمد حسين المياحي يكتب: المفاجأة الکبرى

محمد حسين المياحي يكتب: المفاجأة الکبرى
مقالات عراقية

لايمکن أبدا لأي متابع للأوضاع في إيران أن يقوم بالعزل والفصل بين الاحداث والتطورات الدولية المتعلقة بها وبين الاحداث التطورات الداخلية الخاصة بها فهناك ترابط وثيق بينها ولاسيما وإنهما يسيران الى حد ما بإتجاه واحد على عکس المراحل والفترات الزمنية السابقة وحتى إبرام الاتفاق النووي بين مجموعة 5+1 ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلك إن الحراك الشعبي الايراني وإتساع دائرة الاحتجاجات والاضرابات والاعتصامات والتي يعترف قادة النظام بأنها قد تضاعفت قياسا الى العام المنصرم، الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والتي تقوم بنشاطات وتحرکات تقوم خلالها بإستهداف مقرات والمراکز الامنية والتعبوية والدينية للنظام وتقوم بحرقها الى جانب نشاطاتها التوعوية السياسية الفکرية کل ذلك مهد لحالة ووضع جديد لم يکن مألوفا من قبل ويأتي کل هذا متزامنا مع تزايد الضغط الدولي على النظام وإزدياد عزلته الدولية أکثر من أي وقت آخر.

مشکلة النظام الايراني الاساسية والکبرى ليست مع الولايات المتحدة الامريکية لوحدها کما يسعى للإيحاء من خلال تأکيده على العقوبات وتعليق کل حالات أخطاء وفشل النظام على شماعتها، کما إنها ليس مع الدول الاوربية کما يسعى أحيانا قادة في النظام للإيحاء الى ذلك ونعت الدول الاوربية بأنها تنفذ مخططا أمريکيا ضدها، ومع إن هناك مشکلة النظام مع بلدان المنطقة التي عانت وتعاني الامرين من التدخلات السافرة لهذا النظام، لکن ومع ذلك فإن مشکلة النظام الايراني ليست مع بلدان المنطقة التي ترفض تدخلاته في شٶونها الداخلية وتطالب بإنهائه.

 

المشکلة الکبرى والاساسية للنظام کان وسيبقى مع المقاومة الايرانية وقوتها الطليعية الاولى منظمة مجاهدي خلق وهذا ليس بأمر طارئ على هذا النظام خصوصا إذا ماتذکرنا الحديث المشهور لخميني عندما قال بأن عدونا ليس في أمريکا أو في إسرائيل بل إنه هنا أمامنا وکان يشير الى مجاهدي خلق تحديدا، وإن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية بعد 4 عقود من النضال ضد هذا النظام، يعلمون جيدا بالاوضاع القلقة والمتوترة والوخيمة له على مختلف الاصعدة، کما إن المجتمع الدولي وبشکل خاص الدول التي لها تتقاطع مع النظام الايراني تعلم جيدا بالاوضاع الداخلية المتوترة وبأن الشعب الايراني لم يعد يأبه للنظام وأجهزته الامنية وممارساته القمعية التعسفية، بل يبدو واضحا ومن خلال تصاعد التحرکات النشاطات والتحرکات الاحتجاجية و تزايد دور المقاومة الايرانية داخليا وإستمرار الاشارة لها من جانب قادة ومسٶولين في النظام بأن حاجز الخوف الذي عمل النظام على بنائه بإحکام طوال 40 عاما ومنحه جل إهتمامه، قد صار مجرد حاجز وهمي وقد إنهار بعد إنتفاضتي أواخر عامي 2017 و2019، ، والذي أصاب النظام بالرعب إن مصير هذه الانتفاضة لم تکن کإنتفاضة عام 2009، حيث إنه ومع إخمادها إنتهت کل النشاطات الاحتجاجية، بل إن النشاطات الاحتجاجية بعد الانتفاضتين الاخيرتين مستمرة بل وإننا لو نظرنا فإن المشاکل والقضايا المتعلقى بإنتفاضة نوفمبر2019، لم يتم حسمها لحد الان الى جانب إن الشعب الايراني نفسه لايزال يعيش في أجوائها وقد يعيدها في أية لحظة بصورة أوسع وأکبر کما يعترف القادة والمسٶولون في النظام بأنفسهم، ولذلك يجب إنتظار المفاجأة الکبرى في إيران والخاصة بحدوث التغيير الجذري في أية لحظة إذ أن الاجواء والاوضاع کلها تمهد لذلك.

محمد حسين المياحي