اخبار العراق الان

مبنى حكومة الديوانية.. عام من الصراع ’’السياسي- العشائري’’ تزامناً مع حراك تشرين

 
                          مبنى حكومة الديوانية.. عام من الصراع ’’السياسي- العشائري’’ تزامناً مع حراك تشرين
مبنى حكومة الديوانية.. عام من الصراع ’’السياسي- العشائري’’ تزامناً مع حراك تشرين

2020-09-17 00:00:00 - المصدر: بغداد اليوم


بغداد اليوم- خاص 

منذ عام ومبنى الحكومة المحلية في محافظة الديوانية 180 كم عن مركز العاصمة بغداد يشهد صراعات متعددة عملت على اغلاقه مرات وفتحه مرات اخرى وكان لتظاهرات تشرين دور أكبر في ذلك.

الصراع ’’السياسي العشائري’’ على مبنى حكومة الديوانية

فقبل عام من الان، وقبل أن يتم إنهاء أعمال مجالس المحافظات كان مجلس محافظة الديوانية يشهد حراكاً لإقالة المحافظ زهير الشعلان الذي انتخب من قبل المجلس نفسهُ قبل اشهر من هذا الحراك وتوج هذا الحراك بتشكيل كتلة عقدت جلسة خارج المبنى الحكومي واقالة المحافظ زهير الشعلان الامر الذي دفع عشيرة المحافظ في التاسع والعشرين من ايلول من العام الماضي بتنظيم تظاهرة امام مبنى مجلس المحافظة الجزء الثاني من المبنى الحكومي واغلاقه، وحينها اغلق المجلس وهددت عشيرة المحافظ باقتحامهِ في نفذ قرار الاقالة الذي تبنتهُ كتلة سياسية كانت تمسك بإدارة المحافظة.

حراك تشرين الذي رافقه الصراع على فتح وغلق المبنى

وفي مطلع تشرين الاول عام 2019 انطلقت التظاهرات المطلبية الاصلاحية وفي اليوم الاول من التظاهرات منعت القوات الامنية المتظاهرين من الوصول الى المبنى والمنطقة القريبة منهُ والذي يقع فيه ديوان المحافظة والجزء الاخر من مبنى مجلس المحافظة.

وفي اليوم التالي وصل المتظاهرون الى الساحة التي يقع بالقرب منها المبنى وبدأ عدد منهم باقتحام المبنى، لكنهم لم يفلحوا بذلك، وفي اليوم الثالث حتى اليوم الرابع تمكن عدد من المتظاهرين من اقتحام جزء من المبنى قبل ان ينسحبوا بنفس اليوم، التظاهرات التي استمر الجزء الاول منها للسابع من الشهر المذكور استؤنفت في الخامس والعشرين من الشهر ذاته.

قبل الـ 25 من تشرين الاول اغلق الجزء الذي يضم مجلس المحافظة الا ان الجزء الخاص بديوان المحافظة استمر العمل فيه حتى الـ 25 من الشهر المذكور وبعد استئناف التظاهرات شهد محيط المبنى مواجهات كبيرة ومصادمات مع القوات الامنية ادت الى سقوط ثلاثة شهداء من المتظاهرين وعنصر من القوات الامنية ليتمكن المتظاهرين من اقتحام المبنى وحرق مجلس المحافظة واعلان السيطرة عليه، معتبرين ذلك يعد انتصاراً معنوياً.

ومع استمرار التظاهرات وعدم الاستقرار الامني اتخذت الحكومة المحلية خطة بديلة واضطرت الى اختيار مكان بديل لادارة المحافظة وحدد ذلك في قضاء الحمزة الشرقي حيث مسقط رأس المحافظ زهير الشعلان والذي حاول عدد من المتظاهرين ايضا اقتحام هذا المبنى الا انهم لم ينجحوا.

ما زال مبنى الحكومة المحلية مغلقاً لغاية الآن

ومنذ الخامس والعشرين من تشرين الاول من العام الماضي مازال المبنى الحكومي مغلق بإرادة المتظاهرين رغم المحاولات العديدة للحكومة المحلية لافتتاحهُ.

محافظ الديوانية زهير الشعلان وفي العاشر من كانون الاول 2019 وبتصريح صحفي، اتهم فيه اطراف في الادارة المحلية السابقة بالسعي لتحييد التظاهرات عن سلميتها.

وفي السادس والعشرين من شهر نيسان اعلن محافظ الديوانية، زهير علي الشعلان، اعادة فتح مبنى المحافظة الذي اغلق بقرار من المعتصمين في المحافظة منذ 8 اشهر.

وجاء في البيان الذي اصدره الشعلان، وتلقته (بغداد اليوم)، "في الوقت الذي نحيي فيه متظاهرونا السلميون الأبطال الذين كانوا لنا العون والسند في دعم مطالبنا وتحقيق الجزء المتيسر منها مع الحكومة المركزية في بغداد وكذلك دعمنا ومساندتنا في تحقيق إعادة الهيكلة في عدد من دوائرنا الحكومية رغم الضغوطات التي نتعرض لها ولازلنا نتعرض لها من قبل المنتفعين المتجذرين من تلك الدوائر  وأجندات المصالح والمنافع الشخصية".

واضاف "في الوقت الذي ندعي لله سبحانه وتعالى أن يتغمد شهدائتا الثوار بواسع رحمته ورضوانه ويمن على جرحى التظاهرات بالشفاء العاجل فإننا ومن منطلق المسؤولية وإدارة زمام الإمور وتلبية رغبة ومطالب المتظاهرين السلميين فقد تم إغلاق مبنى ديوان المحافظة لثمانية أشهر تماشياً مع قرارات خيم المعتصمين السلميين وإحتراماً لإهدافهم السامية التي خرجوا لإجلها للحصول على حقوقهم المشروعة المضيعة مع تعاقب الحكومات المركزية والتراكمات التي خلفتها تلك الحكومات ".

وتابع "وهنا نود أن نوضح لأهلنا الكرام في محافظة الديوانية الحبيبة إننا قد فتحنا ابوابنا مشرعة لكافة خيم المعتصمين في محافظة الديوانية للوقوف على مطالبهم وتنفيذها قدر تعلق الأمر بصلاحيات منصب محافظ الديوانية وقد تحقق الكثير منها بما يخص تغيير مدراء الدوائر وتغيير القطاعات وإعادة هيكلة دوائر خدمية هامة كانت تحت سيطرة وطأة وإقتصاديات بعض الاحزاب المتنفذة وأحلنا كافة الملفات التي يشوبها الفساد المالي والإداري الى هيئات النزاهة وآخرها ماحصل في قسم تغذية المرضى في مستشفى الديوانية التعليمي ولازالت ابوابنا مشرعة للجميع لنتشارك معاً للعمل من إجل العمل لمحافظتنا المنكوبة المضطهدة ".

وأكمل الشعلان: "أما بالنسبة لمبنى المحافظة الذي تم غلقه لثمانية أشهر متواصلة فهو بيت الشعب ومحل قضاء مصالح وحاجات عامة الناس وبما إن متظاهرينا السلميين الأبطال هم من عامة الناس فقد رأوا في ذلك إن إستمرار غلق مبنى حكومي يضم مئات الموظفين وخمس دوائر حكومية تابعة لخمس وزارات قد تسبب بتعطل معاملات وشؤون المواطنين  واربك عمل الموظفين في الذهاب والإياب الى المكان البديل الذي لايسع الأ لعدد قليل من الموظفين الأمر الذي إدى الى تعطل كبير من الموظفين عن الدوام الرسمي وبذلك تعطلت مصالح الناس مع التزامن بحلول شهر الصيام الفضيل فضلاً عن الإجراءات المتبعة لمكافحة فايروس فتّاك ولذلك قرروا فتح مبنى ديوان المحافظة الحكومي ومباشرة الموظفين بالدوام الرسمي وقضاء حاجات ومصالح الناس المعطلة  مع الإستمرار ببقاء خيم المعتصمين في مكانها وفتح طريق الجسر المعلق لغرض تسهيل ذهاب واياب الموظفين الى مكان عملهم".

وبين ان هذا "الأمر أزعج البعض ممن نسبوا انفسهم من المتظاهرين السلميين وجعلوا من التظاهرات ودماء الشهداء الأبرياء بورصة ووسيلة لتحقيق منافعهم ومكاسبهم الشخصية والأجندات الخبيثة التي تقف وراءهم ولكن أصوات الخير والشرفاء والغيارى من أبناء محافظتنا الديوانية الحبيبة ومتظاهرينا السلميين الأبطال كانت لهم خير رادع".

وبتاريخ الرابع عشر من ايار من العام 2020 قال محافظ الديوانية وبتصريح صحفي إن "التظاهرات ظاهرة صحية وان غلق او فتح المبنى الحكومي امر عائد للمتظاهرين ولاهالي الديوانية".

بعد ذلك بدأت الحكومة المحلية ولاكثر من مرة بمحاولة لفتح المبنى الذي يقع بالقرب من ساحة الساعة (ساحة الشهداء) لكن كان ذلك يواجه بتواجد المتظاهرين امام المبنى ويمنعون الموظفين من افتتاحه.

وفي التاسع من آب 2020، اعلن موظفو ديوان محافظة الديوانية اضرابا عن الدوام في الأماكن البديلة بعد اغلاق مقر بنايتهم منذ تسعة اشهر، مبينين أن الأضراب جاء على خلفية تهديدات بالحرق اصدرها مجهولين لهم.

موظفو المبنى يتحدثون عن أمر الإغلاق

وقال عدد من الموظفين في حديث لـ( بغداد اليوم)، إن "الكثير منا تجرع خلال الفترة الماضية المشاكل والتحديات والتهديدات والاهانة من اجل انجاز معاملات المواطنين بغض النظر عن الظروف القاسية المتمثلة بعدم وجود كرسي نجلس عليه لإنجاز المعاملات اليومية".

واضافوا ان "بعض من يحسبون أنفسهم على المتظاهرين هددوا الموظفين اليوم بالحرق داخل المباني البديلة التي ننجز فيها معاملات المواطنين".

ودعا الموظفون محافظ الديوانية إلى "ضمان حمايتهم وسلامتهم بعد ممارسة واجباتهم خلال الاشهر التسعة الماضية من اجل ابناء المحافظة لإنجاز المعاملات التي لا تتحمل التأجيل".

وفي الرابع عشر من ايلول من الشهر الجاري محافظ الديوانية وفي بيان اورده المكتب الاعلامي دعا العاملين في ديوان المحافظة ولجميع الاقسام للالتحاق بالدوام الرسمي في الخامس عشر من ايلول اي في اليوم التالي وحذرهم من اتباع الغياب المضاعف ان تأخروا عن المباشرة ودعا القوات الامنية في كافة صنوفها الى تأدية المهام وتامين المبنى وفي اليوم التالي منع المتظاهرين الموظفين من دخول المبنى وبهذا تفشل محاول الحكومة المحلية في فتح المبنى مرة اخرى".

وبعد ذلك اصدر محافظ الديوانية زهير الشعلان، في الخامس عشر من أيلول الجاري بياناً شكر فيه الموظفون لتواجدهم وطلب من المتظاهرين فسح المجال لفتح مبنى المحافظة.

المتظاهرون يوضحون موقفهم 

يقول عمار الخزعلي ابرز نشطاء التظاهرات في الديوانية، ان اغلاق المبنى في الخامس والعشرين من تشرين الاول من العام الماضي جاء بعد موجة غضب وسقوط عدد من الشهداء والجرحى ومع استمرار التظاهرات اصبح اغلاق هذا المبنى يمثل رمزية للمتظاهرين، واعتبر المبنى أنه يمثل المحاصصة والمشاريع الفاسدة، بحسب تعبيره.

الخزعلي تحدث لـ(بغداد اليوم)، قائلاً، إن "المتظاهرين يتهمون الحكومة المحلية بأنها متهمة بسقوط عدد من الشهداء كون المحافظ هو من يترأس اللجنة الامنية العليا".

وأضاف، ان "عدم تحقيق المطالب هو ما يجعلنا نرفض فتح المبنى على الرغم من اننا لا نريد ان نلحق الضرر بالموظفين فهنالك اماكن بديلة اتخذها المحافظ ونحن شخصياً ومن خلال المتظاهرين نرفض ان يتعرض احد لتلك الاماكن وعملنا على حمايتها ولم يتعرض لها احد منذ انطلاق التظاهرات وحتى يومنا الا ان المحافظ وفي الرابع عشر من ايلول الجاري اصدر امراً بإغلاق تلك المباني البديلة كمحاولة منه للضغط على الموظفين".

ودعا الخزعلي، "رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي لممارسة دوره واقالة المحافظ واختيار محافظ جديد يحظى بمقبولية اهالي الديوانية وحينها سيتم افتتاح المبنى ومنح الحكومة المحلية فرصة جديدة، فان المحافظ الحالي حاول خلق فتنة من خلال اصراره على فتح المبنى على الرغم من وجود اماكن بديلة اغلقها، ويعلم جيدا ان المتظاهرين لن يسمحوا بذلك مهما كلف الامر من تضحيات".