اخبار العراق الان

ضغط أمريكي للحد من "الكاتيوشا".. ومواقف منقسمة بين السياسة و"المقاومة"

ضغط أمريكي للحد من
ضغط أمريكي للحد من "الكاتيوشا".. ومواقف منقسمة بين السياسة و"المقاومة"

2020-09-29 00:00:00 - المصدر: الترا عراق


ألترا عراق ـ فريق التحرير

ما زالت رسائل الكاتيوشا تُحرج رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمام الولايات المتحدة الداعمة الأولى لحكومته، بحسب مراقبين، وبذات الوقت تُضعف خطابات فرض هيبة الدولة والسيطرة على السلاح المنفلت التي تطلقها الحكومة، وطوال الفترة الماضية من عمر الحكومة كانت واشنطن تطالب بحماية مصالحها في البلاد، لكن مطالبتها لم توقف الصواريخ المتساقطة على محيط السفارة الأمريكية في بغداد.

صدرت سلسلة مواقف من زعماء وقادة كتل بالإضافة إلى الرئاسات الأربع في تغيير مفاجئ لرفض استهداف المصالح الأمريكية

ثمة تغيير واضح حدث في هذا الملف، بعد تداول وسائل إعلام معلومات عن تهديد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للرئيس برهم صالح بغلق سفارة بلاده في بغداد خلال 10 أيام إن تتوقف الهجمات على المصالح الأمريكية.

اقرأ/ي أيضًا: التراجع عن استهداف البعثات الدبلوماسية في العراق.. تهدئة تسبق اتفاقًا؟

وحول تفاصيل التهديد يقول مصدر مطلع إن "رئيس الجمهورية برهم صالح تلقى اتصالًا من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أخبره خلاله أن أمر إغلاق السفارة الأمريكية في بغداد وسحب القوات العسكرية، ينتظر موافقة الرئيس الأمريكي، في حال عدم توقف الهجمات على مصالح بلاده خلال 10 أيام قادمة، وطلب الوزير من الرئيس إيصال الرسالة إلى الجميع".

ويستبعد المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، جدية الولايات المتحدة في إغلاق السفارة، عادًا إياه "أقوى أوراق الضغط التي تمارسها الإدارة الأمريكية على بغداد، إزاء الهجمات التي باتت تتجاوز الحد الممكن التغاضي عنه". 

 معسكران: السياسة ـ المقاومة

تَداول مضمون الاتصال في الأوساط السياسية، أفرز معسكرين، الأول؛ يرفض لتلك الهجمات ومطالب بفرض هيبة الدولة، أما الآخر، متمسك بخيار ما يسمى بـ"المقاومة" وضرب المصالح الأمريكية.

وصدرت سلسلة مواقف من زعماء وقادة كتل بالإضافة إلى الرئاسات الثلاث، إذا وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رسالة إلى الحشد الشعبي، عبر تغريدة أطلع عليها "ألترا عراق"، قال فيها، إن "بعض الفصائل المنتمية لهذا العنوان الكبير فيه إضعاف للعراق وشعبه ودولته، وإضعافهم يعني تقوية القوى الخارجية وعلى رأسها كبيرة الشر أميركا.. فحاولوا التصرف بالحكمة والحنكة حباً بالعراق وشعبه.. فأنتم مسؤولون أمام الله وأمام الشعب".

وأضاف الصدر أن "ما يحدث من قصف واغتيالات من بعض المنتمين لكم وإن كنتم غير راضين عنه، إلا أن هذا لا يكفي بل لا بد لكم من السعي بالحكمة والتروّي إلى إنهاء جعل العراق ساحة لصراع الآخرين ولنسعَ معاً لاستقلال العراق وسيادته وسلامته وأمنه.. وإلا ضاع العراق من بين أيدينا".

ورد الحشد الشعبي على الصدر، في بيان تبرأ فيه من الهجمات الصاروخية التي تستهدف البعثات الدبلوماسية الأجنبية في العراق، مبينًا أن "الحشد بكافة تشكيلاته وقيادته ليس معنيًا بأي من الصراعات السياسية أو الأحداث الجارية في البلاد، وليس مسؤولًا عن الجهات التي تستخدم اسمه لأغراض التشويه والقيام بعمليات مشبوهة ونشاط عسكري غير قانوني يستهدف مصالح أجنبية أو مدنية وطنية لا تنسجم مع ثوابت الدولة، وقد أعلن مرارًا وعبر مواقف رسمية براءته الكاملة منها".

بيان الحشد لم يكن الوحيد، بل سارع تحالف الفتح بزعامة أمين عام منظمة بدر هادي العامري، لإصدار بيانًا دعا فيه إلى الالتزام بالمهمة الأساسية الأولى لهذه الحكومة، وهي بسط الأمن وإعادة هيبة الدولة وخلق المناخات المناسبة لإجراء انتخابات مبكرة حرة ونزيهة وعادلة.

وأكد تحالف الفتح في البيان الذي تابعه "ألترا عراق"، على رفضه وإدانته لأي عمل يستهدف البعثات الدبلوماسية والمؤسسات الرسمية، معتبرًا أن "هذه الأعمال إضعاف للدولة وضرب لهيبتها وهو أمر مرفوض ويؤدي إلى نتائج خطيرة، فيما طالب الحشد في بيانه أن يكون مثلًا أعلى في الالتزام بالقانون والابتعاد عن كل ما يسيء إلى صورة هذا الكيان المقدس".

من جهة أخرى، أكدت الرئاسات الأربع، في اجتماع لها، على حصر السلاح بيد الدولة وحماية البعثات الدبلوماسية والتصدي للأعمال الخارجة عن القانون ضد أمن البلاد وسيادتها. 

وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في بيان أطلع عليه "ألترا عراق"، أن "التطورات الأمنية التي حدثت في الآونة الأخيرة من استمرار استهداف المراكز والمقرات المدنية والعسكرية، وتواصل أعمال الاغتيال والخطف بحق ناشطين مدنيين إنما تمثل استهدافًا للعراق وسيادته وللمشروع الوطني الذي تشكلت على أساسه الحكومة الحالية لتحقيق الاستقرار وحفظ هيبة الدولة تمهيدًا لإجراء انتخابات مبكرة على أسس عادلة، كما أنه ينال من سمعة العراق الدولية ومن علاقاته الخارجية". 

وأضاف البيان أن "إعلان الحرب هو من اختصاص مؤسسات الدولة العراقية التشريعية والتنفيذية المستندة إلى القانون والدستور، وأنه ليس من حق أي طرف إعلان حالة الحرب أو التصرف على أساس حالة الحرب داخل الأراضي العراقية"، مبينًا أن "المنحى الذي تتجه إليه أعمال الجماعات الخارجة على القانون ضد أمن البلاد وسيادتها، يمثل منحىً خطيرًا يعرّض استقرار العراق إلى مخاطر حقيقية، ما يستدعي تضافرًا للجهود على كل المستويات وحضورًا فاعلًا لموقف القوى السياسية المختلفة من أجل التصدي لهذا التصعيد ودعم جهود الحكومة العراقية لضمان أمن وسيادة العراق". 

وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي فائق زيدان، قد بحث مع السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر في، 23 أيلول/سبتمبر الجاري، إجراءات محاسبة المعتدين على البعثات الدبلوماسية في العراق.

وعلى خط متوازي، رفضت بعض الفصائل الانصياع  للتهديد الأمريكي ولوحت باستخدام أسلحة دقيقة، على حد تعبيرها، فيما تداول مدونين إعلانات تشكيل فصائل مسلحة جديدة مثل فصيل أهل الكهف، وكريم درعم، بالإضافة إلى فصائل أخرى هدفها ضرب القوات الأمريكية.

أبدت عصائب أهل الحق، اعتراضها على اقتراح مقتدى الصدر بتشكيل لجان للتحقيق في الجهات التي تستهدف السفارة الأمريكية في بغداد

وهدد أمين عام حركة النجباء أكرم الكعبي، القوات الأمريكية في العراق، مشيرًا إلى دخول "الأسلحة الدقيقة" الخدمة.

وقال الكعبي، في تغريدة له تابعها "ألترا عراق"، "ما زلنا ننتظر المواقف الرسمية من القوى جميعا بخصوص الثكنة العسكرية المنتهكة للسيادة العراقية، والتي وضعتها أمريكا وسط بغداد باسم سفارة لتعيث في العراق فسادًا وتخريبًا، للمقاومة موقفها إن سكت جميعهم، خصوصًا أن الأسلحة الدقيقة دخلت الخدمة".

اقرأ/ي أيضًا: الصدر يطالب بتشكيل لجنة عسكرية للتحقيق باستهداف السفارات والكاظمي يرد

فيما أبدت عصائب أهل الحق، اعتراضها على اقتراح مقتدى الصدر بتشكيل لجان للتحقيق في الجهات التي تستهدف السفارة الأمريكية في بغداد.

وقال الأمين العام للحركة قيس الخزعلي في بيان تابعها "ألترا عراق"، "لا يوجد في العراق موضوع اسمه استهداف الهيئات الدبلوماسية والثقافية".

وأضاف: "إنما الموجود استهداف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا له أسبابه المعروفة، أما باقي الهيئات الدبلوماسية تمارس عملها بشكل طبيعي بدون أن يعتدي عليها أحد"، مبينًا أن "هذه السفارة تابعة لدولة تحتل العراق، بعد أن رفضت الإدارة الأمريكية تطبيق قرار الشعب مجلس النواب والحكومة العراقية بسحب القوات".

تبويب الأهداف

المحلل السياسي المقرب من الفصائل المسلحة هشام الكندي ينفي وجود انقسام في موقف الفصائل المسلحة إزاء قصف البعثات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية، ويشير إلى وجود لبس على حد تعبيره.

ويقول الكندي لـ"ألترا عراق"، إن "عمليات القصف لا تستهدف البعثات الدبلوماسية لأي دولة في العالم داخل العاصمة، ولكن العمليات التي تحدث هدفها القاعدة العسكرية في السفارة الأمريكية والقاعدة الموجودة داخل مطار بغداد فصلُا عن أمكان أخرى مثل كركوك وعين الأسد"، مبينًا أن "جميع الهجمات التي حدثت منذ أواخر عام 2019 هي ردود على اعتداءات أمريكية على الحشد الشعبي والمدنيين العراقيين، مثلما حدث في استهداف قادة النصر أو مطار كربلاء".

وأضاف الكندي أن "دفاع شعب عن نفسه أمام قوة محتلة مشرع دوليًا في القانون الدولي، خاصة وأن الأمريكان تبنوا الكثير من عمليات القصف وبالتالي أبطلوا خديعة وجودهم من أجل التدريب استشارة عسكرية، وهذا التواجد ليس برغبة الحكومة والشعب العراقي، إذ خرجت مظاهرة مليونية ترفض وجود فصلًا عن تصويت البرلمان على إخراجهم".

وحول المواقف التي صدرت عقب التهديد الذي أرسله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال الكندي إن "رئيسي  الجمهورية والوزراء اشتركوا مع بومبيو في التهديد عندما نقلوه ونسوا القسم على حفظ سيادة وكرامة العراق، وكان عليهم الرد"، لافتًا إلى أن "الأمريكان تراجعوا عن التهديد وأظهروا ناقلي الرسالة بصفتهم كاذبين وتخلوا عنهم بوصفهم موظفين ناقلين للرسائل".

قال المقرب من الفصائل هاشم الكندي إن رئيسي  الجمهورية والوزراء اشتركوا مع بومبيو في التهديد عندما نقلوه ونسوا القسم على حفظ سيادة وكرامة العراق، وكان عليهم الرد

وتابع أن "الدور الأمريكي في العراق واضح بدلالة تصريح الرئيس الأمريكي بأن دور جنوده تجسسي على دول مجاورة، وهل أن سفارة بهذا الحجم والمهام هي ممثلية دبلوماسية وسياسية، أم هي وكر للتجسس وقاعدة عسكرية"، لافتًا إلى أن "بعض الضربات لم تتبناها المقاومة الإسلامية، وهي نفذت بأذرع أمريكية من أجل الحصول على مبرر وخلط الأوراق، خاصة وأنها نصبت معدات عسكرية لا تتناسب مع السياقات الدبلوماسية".  

وفي عصر 28 أيلول/سبتمبر، سقط صاروخا كاتيوشا، على بيت لأسرة فقيرة في منطقة البوشعبان (البوعامر)، وفق بيان لقيادة العمليات المشتركة، وحَوَّلا سكانه إلى أشلاء ليثير موجة من الغضب السياسي والشعبي في العراق على ما يسمى "خلايا الكاتيوشا". 

اقرأ/ي أيضًا: 

صواريخ الفصائل "تتلطخ" بدماء الأطفال.. غليان ونُذر حرب في العراق

الكاظمي يوجه بمطاردة منفذي "جريمة الكاتيوشا" ويعاقب القوة الماسكة