اخبار العراق الان

طالب من ذي قار يتحدى إعاقته ’المفاجئة’ ويحقق معدلاً عالياً في السادس العلمي

طالب من ذي قار يتحدى إعاقته ’المفاجئة’ ويحقق معدلاً عالياً في السادس العلمي
طالب من ذي قار يتحدى إعاقته ’المفاجئة’ ويحقق معدلاً عالياً في السادس العلمي

2020-10-09 00:00:00 - المصدر: وكالة ناس


ناس – ذي قار

في منزل لا باب فيه، ويقع بأقصى قصبات الأرياف بقضاء الرفاعي شمالي ذي قار يسكن "علي" كبير اخوته الأربعة وأختيه ويعمل مع والده في الزراعة وتربية الحيوانات ويدرس في الوقت ذاته.

علي سعد نعيم (18 عاماً) الذي حصل على معدل 96.83% في امتحانات السادس العلمي القسم الاحيائي، كان يلعب كرة القدم أيضاً بالإضافة إلى حرث الأرض وزراعتها، لكنه أصيب بشلل الأطراف السفلية وأصبح مقعداً على كرسي متحرك قبل خوضه الامتحانات النهائية بأربعة أشهر.

بدأت قصة علي في آذار 2020 عندما شعر بآلام في أسفل ظهره وأطرافه السفلية وبدأ يتطور خلال أسبوعين وفقد قدرته على تحريك ساقَيه، فراجع الطبيب وأجرى الفحوصات الأولية التي أشارت لوجود "ورم" قريب من الحبل الشوكي يتطلب إجراء عملية جراحية لإزالته، واتضح فيما بعد بأن الورم كان عبارة عن "دمل".

ما إن فرحت عائلة "علي سعد نعيم" حتى صدمهم نبأ جديد بعد استيقاظ ولدهم البكر من التخدير العام وهو فقدانه الإحساس التام بساقيه بعد أن كان فاقداً لحركتهما فقط قبل العملية.

حاولت عائلة علي استيعاب الصدمة لكن حالته الصحية بدأت تتدهور أكثر وبعد يومين أخبرهم الطبيب بالصدمة الكبيرة وهي إصابة علي بالتهاب السحايا، وهو التهاب حاد للأغشية الواقية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكيّ، ويعتبر التهاباً مهدداً للحياة.

يتحدث علي لـ"ناس"، عن معاناته خلال فترة المرض مع اقتراب الامتحانات النهائية: "رقدتُ في المستشفى نتيجة التهاب السحايا لشهر كامل وكنت فاقداً للوعي ولا أدرك ما حولي".

ويضيف علي: "غادرت مستشفى الحبوبي في منتصف أيار بعد شفائي من التهاب السحايا لكنني فقدت نصف جسمي.. نصف جسدي غير قادر على الحركة أو الإحساس. كيف أُكمل حياتي وأُحقق طموحي؟".

كانت لتبعات المرض ومضاعفاته الأثر الكبير في نفس "علي" ولم يستطع البدء بالمذاكرة استعداداً للامتحانات النهائية إلا في شهر تموز.. "عندما قررت وزارة التربية تأجيل الامتحانات النهائية لشهر أيلول فرحت كثيراً، كان لدي وقت كافٍ لمراجعة ما درسته طيلة السنة. كانت هدية من الله لي". يقول علي.

ويوضح، أن المذاكرة في صيف لاهب وكهرباء متقطعة باستمرار وضعيفة حين وصولها، وعدم وجود جهاز تكييف في غرفتي بالإضافة إلى مضاعفات المرض، كان لتلك العوامل الكثير من التراجع على المستوى العلمي، كنت أتحدى الصداع الفظيع لإكمال المذاكرة فأبقى حتى بزوغ الفجر أدرس على ضوء الشمعة أو كشاف الهاتف.

مدرسة علي التي تبعد عن منزله قرابة 10 كيلومتر كان يذهب إليها يومياً سيراً على الأقدام، وفي موسم الأمطار يذهب حافياً ويغسل قدميه عند وصوله المدرسة وينتعل حذائه. كان يأمل في أن يتخلص من هذا الواقع المرير بدخوله لكلية الطب ومساعدة والده على حمل جزء من أعباء الحياة.

يشير علي إلى أن معدله (96.83) ربما لا يؤهله للمنافسة على مقعد في كلية الطب العام رغم تميزه بدرجة إضافية لمعدله من "عدم الرسوب"، ويطالب رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير التعليم العالي نبيل عبد الصاحب بـ"استثنائه من مبالغ القبول الموازي" نظراً لحالته المادية الصعبة، ووضعه الصحي.

وفي رده على سؤال مراسل "ناس" ما إذا كان هناك أمل لعودته لطبيعته وتمكنه من المشي مجددًا، يقول علي: إن الأطباء أبلغوني بوجود ذلك لكنه بحاجة إلى عملية جراحية في دول متطورة في المجال الطبي وقد أُجريت عمليات مماثلة في الهند وتركيا تكللت بالنجاح، وكلما تأخر الوقت يقلّ الأمل، أرجو من وزير الصحة والبيئة حسن التميمي النظر في وضعي المادي وتسفيري للعلاج خارج العراق على نفقة الدولة، لأن العملية تتطلب أموالاً لا تستطيع عائلتي توفير 5% منها.

ويختتم علي حديثه، بأنه كان يخطط لأن يكون الأول على مستوى العراق في امتحانات السادس العلمي إلا أن المرض ومضاعفاته والعوامل النفسية الأخرى حالت دون تحقيق ذلك.