لا كهرباء عندما يغضب الفرات.. سحبان فيصل محجوب
كتب المهندس الاستشاري سحبان فيصل محجوب:
تعتمد محطات التوليد البخارية على نوعين من انظمة التبريد (الدورة المغلقة أو الدورة المفتوحة) حيث تعدّ منظومة التبريد فيها من المكونات المهمة والضرورية لتأمين متطلبات تشغيلها، فلا يمكن لوحدات التوليد الحرارية العمل من دون وجود منظومة تبريد موثوقة وكفء .
غالباً ما يجري اختيار مواقع محطات التوليد الحرارية على مجاري الأنهار بهدف استغلال مياهها في منظومات التبريد من النوع المفتوح، حيث تستخدم مضخات عملاقة لسحب المياه من هذه الانهار.. تقع محطة توليد كهرباء الناصرية الحرارية على مجرى نهر الفرات حيث تجهز منظومة التبريد الخاصة بها من مياهه الجارية وتعتمد كفاءة هذه المنظومة على مستوى ارتفاع مياهه فانخفاضه عن الحدود المقبولة قد يهدد وحداتها بالتوقف التام كما تعاني هذه المحطة في أحيان كثيرة من حدوث انسدادات في مضخات السحب الخاصة بمنظومة تبريد المحطة بسبب تسلل نوع من النباتات يطلق عليه (الشمبلان) أو نوع أخر من الأحياء يسمى (البرنقيلات) حيث تهاجم فتحات هذه المضخات مهددة بتوقف منظومة التبريد، وتالياً توقف المحطة بالكامل).
يحاول العاملون في هذه المحطة التقليل من تأثيرات ذلك بالاستعانة بعديد من الغواصين الذين يزيحون مستعمرات هذه الكائنات المتكاثرة والمنتشرة على فتحات مآخذ المياه المغذية للمضخات الرئيسة.
في تسعينيات القرن الماضي، وفي خضم البحث عن الحلول لتفادي تحديدات عمل وحدات التوليد في المحطة وتجاوز ظروف التهديد في توقفها برزت فكرة رفع مستوى نهر الفرات أمام موقع المحطة وذلك بوضع كميات من الحجر على قاع النهر، نفذت الفكرة وتم الشروع بنقل الحجر من المنطقة الشمالية وإفراغه في المنطقة المحددة لمجرى الفرات الغاضب وتبين، فيما بعد، وعلى وفق ما توصلت له نتائج البحوث، التي أجريت في جامعة البصرة، أن كائن البرنقيلات أصبح في مستوى تحد أكبر نتيجة تغذيته من كالسيوم الأحجار، التي غمرت في النهر، إذ أثبتت هذه الدراسات عدم جدوى المعالجة بهذه الطريقة، فتوقف العمل بهذا الإجراء، حينها، كنتيجة لرفض الطبيعة له .
أما عن الحلول الناجعة لمعالجة تكرار هذه المشكلة وتفاقمها فلا مناص من إحلال منظومة التبريد المغلقة بديلاً عن النظام المفتوح لتأمين سلامة عمل المحطة وتحقيق استمرارية إنتاج وحداتها من دون تهديدات التوقف.