قضاء عراقي يسعى لـ “الاكتفاء الذاتي” من المحاصيل الزراعية والدواجن: طاقات “جبارة” تتسلح بـ 500 كم من الفرات.. ماذا سيحصل!
يس عراق – بغداد
يسعى قضاء عراقي يقع في الغرب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية بجميع اصنافها وانواعها خلال الموسم الزراعي المقبل، في سعي لابعاد المستورد وعدم الحاجة اليه مستقبلا.
واعلن قائممقام قضاء الحبانية بمحافظة الانبار علي داود الدليمي ، الجمعة 23 تشرين الاول 2020، عن استصلاح 17 الف دونم لزراعتها خلال الموسم الشتوي لمناطق شرقي مدينة الرمادي .
وقال الدليمي في تصريح رصدته “يس عراق”: ان حكومة قضاء الحبانية الحلية اطلقت حملة لاستصلاح كافة الاراضي الزراعية في مناطق شرقي مدينة الرمادي، المتضررة جراء العمليات الارهابية واسفرت الحملة عن استصلاح 17 الف دونم من الاراضي الزراعية المتضررة تمهيدا لزراعتها بمختلفة المحاصيل الزراعية خلال الموسم الشتوي الحال “.
واضاف ان” حكومة الحبانية المحلية ارسلت الى وزارة الزراعة خطة لزراعة 17 الف دونم من مختلف المحاصيل الزراعية في خطوة تهدف الى انعاش الواقع الزراعي ، مبينا ان” زراعة هذه المساحات سوف تساهم في سد حاجة القضاء من المحاصيل الزراعية والاكتفاء دون الحاجة الى استيرادها من الدول المجاورة ، موضحا ان” زراعة نحو 17 الف دونم سوف يساهم ايضا في تشغيل الايدي العاملة للعاطلين عن العمل ، مؤكدا ان زراعة مثل هكذا مساحة تعد الاولى من نوعها منذ عودة الامن والاستقرار الى كافة مدن الانبار “.
وسجلت مناطق شرقي مدينة الرمادي انعتاشا كبير في زراعة معظم المحاصيل الزراعية للمرة الاولى في الشهر الثاني من العام الجاري 2020 منذ تحرير مدن الانبار من سيطرة تنظيم داعش الارهابي.
وجاء الانتعاش في الواقع الزراعي بعموم مناطق قضاء الحبانية والخالدية ومناطق مختلفة شرقي مدينة الرمادي، حيث اخذ بالتصاعد منذ على الرغم من تعرض معظم المناطق الزراعية من دمار كبير نتيجة قيام مجرمي داعش بعمليات حرق وجرف بساتين بأكملها.
الحكومة المحلية في تلك المناطق قامت بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الانسانية ودعمت المزارعين من خلال توفير الاسمدة والمستلزمات الزراعية واعادة اعمار وتأهيل المنظومة الكهربائية، حيث شكل الدعم عدة عوامل ساهمت في انتعاش الواقع الزراعي في مناطق شرقي مدينة الرمادي التي تعد من اهم المناطق الزراعية في العراق.
فيما وفرت وزارة الزراعة بتوفير كميات كبيرة من البذور والمبيدات الزراعية لمزارعي المحافظة في خطوة تهدف الى الارتقاء بالواقع الزراعي خاصة وان العديد من مدن المحافظة يعتمد سكانها على الزراعة في الحصول على موردهم المعيشي.
تجارب على مستوى المحافظة
من جانبه يقول مدير زراعة الأنبار، مثنى السبتي، في تصريحات سابقة، إن قرار وزارة الزراعة في منع استيراد الفواكه والخضراوات ،تسبب في تشجيع الفلاحين وإعادة تأهيل المزارع والبساتين ورفد السوق بالمنتج المحلي، لافتاً إلى أن المحافظة حققت خلال العام الماضي الاكتفاء الذاتي لمحصول الحنطة، ومن المؤمل تحقيق النتيجة ذاتها في الفواكه والخضراوات.
وأضاف السبتي، أن خطة المحافظة تتضمن استغلال المياه الجوفية في زراعة الأراضي في المناطق الصحراوية، ومن ثم عرضها على المستثمرين العرب والأجانب، كفرص استثمارية، لاسيما أن الأراضي تحمل مواصفات عالية تؤهلها للاستثمار الزراعي، مبيناً أن مديرية الزراعة بالتعاون مع نقابة المهندسين، تعمل على فتح مشاريع زراعية للخريجين الجدد في المحافظة، لاستغلال الطاقات الشابة في إقامة مشاريع متنوعة على الأراضي الزراعية.
ودعا، إلى الاهتمام بالثروة السمكية ،ورفد السوق المحلي، لأن نهر الفرات يمر في المحافظة بمسافة 500 كم، ابتداء من القائم غرب العراق وصولاً إلى الفلوجة، إضافة إلى توفر البحيرات، كبحيرة الحبانية والثرثار والرزازة وهي كلها مسطحات مائية”، مؤكداً أن “الشعب الزراعية لها دور كبير، في تأهيل حقول الدواجن وإنتاج البيض.
وأوضح، أن”المحافظة لديها أكثر من 6 مشاريع دواجن كبرى، ترفد السوق المحلية وفي طور الإعلان عن الاكتفاء الذاتي وتصديره خارج المحافظة.
هذا واعلنت محافظة الانبار على لسان دائرة زراعتها في شهر يناير مطلع العام الجاري 2020، عدم اعتمادها على المحاصيل المستوردة وتوقف ذلك تماماً.
وقالت الدائرة حينها في بيان، ان الاسواق المحلية في الانبار كانت تعتمد بشكل اساسي على المحاصيل الزراعية المستوردة الا ان الموسم الحالي افرز عزوف المواطنين على شراء المحاصيل الزراعية المستوردة بعد ان شهدت الاسواق المحلية وفرة المحاصيل الزراعية المحلية ورخص قيماتها مقارنة بالمستوردة.