اخبار العراق الان

فديو وصور: من عجلة القيادة الى ادوات موهبته… “سائق” يعيد حضارة العراق لــ”عصرها الذهبي” مستثمراً طاقته

فديو وصور: من عجلة القيادة الى ادوات موهبته… “سائق” يعيد حضارة العراق لــ”عصرها الذهبي” مستثمراً طاقته
فديو وصور: من عجلة القيادة الى ادوات موهبته… “سائق” يعيد حضارة العراق لــ”عصرها الذهبي” مستثمراً طاقته

2020-10-26 00:00:00 - المصدر: يس عراق


يس عراق

بعد سنوات من عمله سائق شاحنة قرر العراقي أحمد حسن أن يتخلى عن عجلة القيادة ويتجه لأدوات النحت مُلبيا نداء شغفه بذلك النوع من الفن.

يقول أحمد حسن 36 عاما، وهو من مدينة الناصرية في جنوب العراق، إنه علم نفسه أساسيات النحت بمطالعة صور المنحوتات المنشورة في المجلات وقياس أبعادها بأصابعه، وبعد ذلك صادق فنانا ساعده في صقل حرفته، ويسير أحمد على خطى جده الذي كان نحاتا أيضا.

ويضيف: “بدأت في تقليد التماثيل ذات الطابع السومري منذ حوالي عشر سنوات. أولا أردت تدريب نفسي على النحت. وأنا أحب الآثار. بعد ذلك رأيت منتجاتي تلقى قبولًا وترحيبا من العراقيين”.

وأضاف أحمد حسن: “لم أكن أعرف أجزاء جسم الإنسان وبعد ذلك عرفت على أن جذع الإنسان يتكون من ثلاثة أجزاء، كنت أستخدم أصابعي لقياس أجزاء الجسم من الصورة في المجلة. وعندما كنت أرى عمي وأبي يقرآن المجلات في مكتبتهما. كنت أنظر إلى الصور وأستخدم إبهامي لقياس الأبعاد، لكن بعد فترة أقمت صداقة مع محمد (نجل النحات الشهير خالد الرحال) الذي علمني النسب الأكاديمية”.

وبعد مرور نحو 15 عاما من إبداع أحمد لأول عمل فني له أصبحت تماثيله تعرض الآن في الحدائق العامة والميادين بأنحاء المدينة.

وقال حكمت ضرغام الطالب بأكاديمية الفنون الجميلة أثناء زيارته للفنان “خلال هذه الفترة من وباء فيروس كورونا التي تمر بها البلاد، نأتي إلى هنا من وقت لآخر لنتعلم من النحات أحمد ونرى عظمة الفن ونرى تماثيله الأثرية والاستفادة من معلومات أحمد”.

ويوضح الفنان العراقي الشاب أن هدفه هو إعادة إبداع الأعمال الفنية القديمة الخاصة بحضارة السومريين وبلاد ما بين النهرين والتي تعرض بعضها للهدم إبّان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد على مساحات شاسعة من العراق في 2014.

وأثناء هيمنة تنظيم الدولة الإسلامية دمر مقاتلوه العديد من المواقع الأثرية والتحف في البلاد.
وأحدث مشروع لأحمد حسن يجري إنجازه بالتعاون مع متحف حضارة الناصرية ويتمثل في إعادة إنشاء تماثيل اثنين من ملوك بلاد ما بين النهرين القدامى، هما أورنامو وكوديا.

وقال الفنان “الهدف من هذا المشروع هو استيعاب الحضارة. أنا أحب الحضارة القديمة. أريد أن يتذكرني الجيل القادم كما نتذكر النحات الشطري عبدالرزاق كايم نعمان. لقد تم تخليد العديد من النحاتين من خلال أعمالهم. أريد أن أترك بصمة يمكن للناس أن يتذكروني من خلالها”.

وقال مدير متحف الناصرية الحضاري عامر عبدالرزاق “أنتج النحات أحمد حسن عملا ضخما من تمثالين بالتعاون مع متحف الناصرية الحضاري. سيتم وضع التمثالين اللذين يمثلان الملك كوديا والملك أورنامو بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف كل منهما على جانبي بوابة متحف الناصرية الحضاري”.