عراقي يفقد ابناءه الثلاثة وزوجته بالتتابع.. سبايكر وانفجار الكرادة والتظاهرات وكورونا
بغداد اليوم- بغداد
في واحدة من اكثر القصص حزناً ومأساة بتفاصيلها الصادمة، شاءت الأقدار ان تكون عائلة، المواطن جاسم كاطع، ضحية ابرز الكوارث التي حلت في العراق في اخر 6 سنوات.
عوضت حرماني من التعليم بما حققه أولادي
يقول جاسم كاطع (61 عاماً)، وهو يتحدث عن مأساته المريرة، "أنا غير متعلم، لكني عوضت هذا الأمر في اولادي الذين أكملوا دراستهم’’، لم يكن يتوقع كاطع، انه في بلاد ستأكل عائلته واحداً تلو الآخر.
امجد.. اول حلم ينحر في سبايكر
بدأ الرجل المفجوع بعائلته، حديثه عن امجد اول مصاب حل به، قائلاً "ابني الصغير أمجد استشهد بمجزرة (سبايكر)"، ولم يتحدث عنه اكثر من ذلك.
وقبل 6 سنوات، استيقظ العراقيون على فاجعة كبرى، تمثلت بإعدام أكثر من 1700 مجند عراقي على يد تنظيم داعش، في واحدة من ابشع عمليات القتل الجماعي في تاريخ العراق الحديث، ايام سيطرة التنظيم، على نحو ثلي الاراضي العراقية.
أبني امير.. حلم ثان يُقتل
ويضيف متحدثاً عما جرى، بطريقة تنم عن حجم الصدمة التي تعرض لها، بعد فقده ابنه الأول "أمير، ابني الأوسط كان عمره 24 سنة، استشهد بانفجار الكرادة عام 2016".
ويستذكر العراقيون باستمرار واحدة من أعنف الهجمات الارهابية الدموية التي شهدها العراق بعد 2003، حيث وقع التفجير مساء الاحد 3 /تموز 2016، عن طريق سيارة مفخخة محملة بمادة شديدة حارقة، نتج عنه تدمير مراكز تسوق معروفة وسط الكرادة، وإحتراق عدد كبير من السيارات والحافلات، والمتاجر التي حوصر داخلها المتسوقون، ونتج عنها وفاة أكثر من 320 واصابة نحو 225 شخصاَ.
فارس.. ’’جنت اخاف عليه هواي’’ لكنه مات!
بعد فقده اثنين من ابنائه، صار جاسم كاطع، يخاف كثيراً على ابنه الوحيد الذي تبقى لديه، واسمه فارس، كان يخشى عليه من كل شيء، لكن للاقدار كلمة اخرى في هذه القصة الموجعة، قُتل فارس نتيجة اعمال العنف التي شهدتها العاصمة بغداد منذ الأول من تشرين الاول عام 2019، وتحديداً في الرابع من الشهر ذاته، وصل نبأ وفاة فارس الى المفجوع باولاده.
يقول جاسم "ابني الأكبر فارس كنت أخاف عليه هواية، لأنه الوحيد الي بقي من أولادي، إلا أنه استشهد في المظاهرات الأخيرة يوم 4 أكتوبر، وكانت خسارته شديدة عليه وعلى والدته، توجعت لفقدانهم كثيراً".
وبلغ عدد القتلى من المتظاهرين حوالي 740 شخصا منذ بدء المظاهرات في الاول من تشرين الاول عام 2019، كما أُصيب أكثر من 17 ألف بجروح خلالها ومن بينهم 3 آلاف "إعاقة" جسدية، في احداث عنف غير مسبوقة شهدها العراق، فضلاً على اعتقال العديد من المحتجين، حسب إحصائيات رسمية.
ختم المواطن، جاسم كاطع حديث الخسارات المتوالية بالقول "كانوا سندي بهالحياة".
انا وحيد الآن.. انتظر دوري للحاق بعائلتي
تقول العرب ثلاث ضربات على الرأس موجعة، لكن ما حدث مع صاحب المصائب، وفاقد الاولاد، مختلف تماماً، فجائحة كورونا التي اجتاحت البلاد، واحدثت ما احدثته من موت ورعب، لم تشأ ان ترحم من فقد جميع ولده، فقضت زوجته نتيجة الاصابة بها، لتلتحق بأولادها الذين فقدتهم واحداً تلو الاخر بدءاً من سبايكر وانتهاءً باحتجاجات تشرين.
وفي اخر كلمات له في حديثه عن رزاياه، قال كاطع، "أخذ العراق أولادي الثلاثة وزوجتي بكورونا.. وأنا الآن وحيداً، أنتظر دوري مثل بقية عائلتي".
المصدر: منصة إرفع صوتك