اخبار العراق الان

اعادة التفكير في قيمنا

اعادة التفكير في قيمنا
اعادة التفكير في قيمنا

2020-11-26 00:00:00 - المصدر: وكالة خبر


ايـاد نجـم

نحن نعيش وسط مجتمع لا يؤمن بالحقوق و بالنتيجة فأن ترسخ هذه الثقافة ادى بافراده الى ضعف في عامل الثقة بالنفس لأن الفرد يشعر انه مكلف و بالتالي محدد الخيارات و بالتالي فهو يعاني نحو من القهر .

و لذلك نحن نبحث عمن يدلنا و عمن يفكر بدلاً عنا و عمن يرسم الطريق لنا لأننا لا نملك الشجاعة لخوض المعتركات لوحدنا .
نحن نخشى التجربة ..
و لأننا لا نؤمن بحقوقنا فأن ذلك ما رسم حالة الديكتاتوريات التي تعسف اوطاننا و تستعبدنا.

ان الشعوب التي تؤمن بحقوقها هي شعوب قوية و مدركة تماماً لفلسفة العلاقة بين السلطة و الشعب و بالتالي فهي شعوب يصعب اخضاعها، لانها تضع خطوطاً حمراء دون المساس بحقوقها و ما ان يتم تعديها حتى تنتفض.

المشكلة باعتقادي قيمية و تضرب جذورها بعيداً في اعماق لا وعينا الذي نتج عن منهج تربوي و سلوكيات موروثة و لذلك فمن الصعب تغييرها رغم انه ليس مستحيلاً .

ان تحول تفكيرنا نحو الايمان بان لنا حقوقاً علينا ان ننالها سيغير الكثير من مجرى حياتنا و سينتشلنا من التخلف الذي نعيشه .

فنحن مثلاً ما زلنا نعتقد ان المسؤول الحكومي متفضل علينا حين يقدم خدمة ما و حين يقوم بواجبه !
و لا نرى ان ذلك المسؤول مجرد موظف عليه ان يؤدي واجبه و نحن من يملك حق ازاحته من مكانه كما نملك حق تنصيبه بل اننا نحترم ذلك المسؤول و نوقره رغم علمنا بأنه يخدعنا و انه سارق و فاسد .

العمال مثلاً وهم فئة مستضعفة لدينا لا يؤمنون بحقوقهم التي ضمنها لهم قانون الضمان الاجتماعي والذي اضحى نتيجة لذلك مجرد حبر على ورق ، المعضلة ان العامل الذي يؤمن له ذلك القانون راتباً تقاعدياً و يضمن له حداً ادنى من الاجر لا يؤمن بذلك القانون ويستخف به ، و كل ذلك مرده الى الثقافة المركوزة في اذهاننا.

انما حصل في انتفاضة تشرين في العراق يشكل جزءاً من هذا التغيير فلم تكن الانتفاضة مجرد خروج للمواطنين في الشارع للمطالبة بفرصة عمل او خدمات بل ان الانتفاضة احدثت تغييرات ضربت في العمق و هشمت بعضاً من البنية الاساسية للقيم المعشعشة .