اخبار العراق الان

ثقافة الإدّخار وأزمة الدينار!

ثقافة الإدّخار وأزمة الدينار!
ثقافة الإدّخار وأزمة الدينار!

2020-12-14 00:00:00 - المصدر: المعلومة


كتب / د.محمد فلحي..

مصرف الرافدين دعا المواطنين إلى الإدخار،وأعلن قبل بضعة أيام، عن فوائد مالية تبلغ(4%) للمواطنين الذين يقومون بإيداع أموالهم لدى المصرف،وهذه الفوائد السنوية المعلنة ليست جديدة،لكن الجديد- حسب المصرف- أنها سوف تحسب نهاية كل شهر، وهو ما يحتاج إلى توضيح أكثر!

المال هو عصب الحياة المعاصرة، والدورة الاقتصادية في المجتمع مثل الدورة الدموية في الجسم الحي،ينبغي أن تكون انسيابية ومنتظمة،ولا شك أن عزوف أغلب المواطنين عن التعامل مع المصارف العراقية،وغياب ثقافة الإدخار،تعد من أهم جوانب الأزمة المالية،فهناك كتلة مالية ورقية هائلة يتم تداولها بأيدي الناس في الشارع،ولا تدخل في حسابات المصارف وخزائنها، ومن بينها وأهمها مصرف الرافدين،وتلك مشكلة اقتصادية واجتماعية وإعلامية في الوقت نفسه!

المصرف العتيد يدعو المواطنين إلى الإدخار في خبر مقتضب من سطور قليلة،وهو قد يتوقع، بعد ذلك، أن المواطنين سوف يحملون الأكياس المعبأة بالدنانير ويهرعون إلى المصارف، لوضع نقودهم في الخزائن الآمنة،ويعودون إلى بيوتهم فرحين حالمين بالأرباح الموعودة، رغم ضآلتها مقارنة بمصارف العالم التي تعمل على زيادة الفوائد باستمرار، وبخاصة في ظروف الأزمات، من أجل تدوير الأموال وادّخارها مصرفياً، وليس بيتياً كما يفعل العراقيون!

الادخار في المصارف يتطلب ثقافة اقتصادية جديدة وتغيير عادات اجتماعية وتفعيل عملية إقناع عبر وسائل الإعلام،لكي يتغير السلوك المالي،ويجري التحول في المجتمع من التعامل النقدي الورقي إلى الإلكتروني، وأن يصبح لكل مواطن حساب مصرفي الكتروني.

الإقناع في عملية الإدخار يتطلب خطة إعلامية وإعلانية تهدف إلى  توفير الأخبار والمعلومات  والحقائق والفوائد التي يجنيها المواطن عندما يودع أمواله في المصرف،وهنا تبرز أهمية بناء السمعة الجيدة للمؤسسة المصرفية من خلال دعم قسم العلاقات العامة والإعلام  من أجل العمل على  بث الشعور بالثقة والاطمئنان والأمان والاستفادة فضلاً عن حسن التعامل والتفاعل الإداري،وتقليص الاجراءات الروتينية الورقية إلى أقل ما يمكن في عمليات فتح الحساب والإيداع  والسحب ومتابعة الرصيد.

هناك ثقة مفقودة بين المواطن والمصارف، بصورة عامة،وثمة جسور مقطوعة بين الطرفين، منذ زمن طويل، ينبغي ترميمها وزيادتها،عبر ابتكار نوافذ تفاعلية للتواصل الإعلامي لكسب رضى الجمهور، قبل أن يبادر المواطن إلى وضع مدخراته في خزائن المصرف،ولو اطلعت على المواقع الإلكترونية لأغلب المصارف العراقية لوجدتها مهملة تعكس صورة قاتمة عن المصرف وإدارته واجراءاته وتعاملاته البطيئة المعقدة!