السلطة تكليف وليس تشريف
كتب / سعد محسن خليل
اكثر مايثقل ويؤرق تفكير الشخصيات المرشحة للانتخابات سواء كانت نيابية او مهنية الانتخابات ٠٠ حيث مازالت لعبة الاستحواذ على الكراسي والمناصب تشغل بال وتفكير المتنافسين لابل صارت تؤرق مضاجعهم خاصة اذا كانت الامور متشنجة والمتنافسين ووسط هذا الصراع الكل يسعى لاسقاط الاخر من خلال تسخير ماكنته الدعائية لكشف المستور تارة ولتلميع صورة المرشح تارة اخرى وحتما الانتخابات النيابية القادمة ستكون صادمة ولربما مخيبة للامال في فوز من يستحق من المرشحين المتنافسين ومن المحتمل ستبرز شخصيات ليس لها اسم او وجود في الساحة السياسية ٠٠ وفي كل الاحوال فان الانتخابات القادمة ستكون فرصة لاثبات الذات والشروع ببناء عراق جديد نفتخر بالانتماء له عراق مزدهر اقتصاديا وسياسيا بعد ان سيطرت على اغلب السياسيين لغة الانا ولعبة الهيمنه على الكراسي دون مراعاة لمشاعر الاخرين وهم يدارون فشلهم في عملهم بارتكاب المزيد من الحماقات ٠٠فلا هم يشعرون ان نهايتهم قد دنت فمن كان يصدق او يتخيل ان تحدث هزة في كراسي السلاطين والشياطين الذين حكموا ليس في العراق فقط بل في كل البلاد العربية وبلاد الغربة لعقود من الزمن ولانريد ان نسمي الاشخاص بمسمياتهم لكن الذي يتمعن المشهد وما يحدث في البلاد يؤشر وجود خلل في طموحات الملتصقين بكراسي السلطة فلا هم تنحوا عن الكراسي التي باتت جزء من كيانهم ومستقبلهم والامثلة كثيرة لانريد الخوض في غمارها لانها تبقى جزء من مستقبل هذه الشخصيات وقد حددت المرجعية الدينية هذه الشخصيات الكارتونية بعد ان وضعت المحددات وقالت قولها الحق ” المجرب لايجرب ” لكن واقع الحال يؤشر وجود خلل في بنية وتركيبة المجتمع ٠٠ فلا عين تنظر ولا اذن تسمع لان واقع الحال من المحال وبات من المحال ان تقنع هذه الشخصيات الكارتونية ترك المناصب التي باتت لهم منجما من ذهب يدر عليهم المال الوفير وبطبيعة عمل هؤلاء فهم كارهين للغة العقلاء وغالبا ما يعملون وبما يحملونه من فكر ملوث بأدران الماضي الذي يستعرون منه في العلن وفي الخفاء هم فلاسفة ومصلحون في عمليات النصب والاحتيال فتراهم غالبا ما يميلون في علاقاتهم لاشخاص من شاكلتهم فلا هم محبين للشرفاء لابل يحاولون وبما عرف عنهم من دناءة نفس ووضاعة تجريح من هو احسن واشرف منهم وهذه سمة جبلوا عليها ورحم الله رئيس وزراء العراق الاسبق نوري سعيد يوم طلب منه احد الحلاقين مساعدته في قبول ابنه الصانع لديه بعد تخرجه من الاعدادية في الكلية العسكرية فقال له السعيد اطلب اي شيء الا هذا الطلب لان موافقتي ستخلق لابنك مشكلة في علاقته مع معيته لانه حتما سيتدرج في المناصب العسكرية الى ان يصل الى اعلى الرتب العسكرية ويستلم مناصب مهمة يفتخر بها هو اما العاملين في معيته فسيبقى هذا القائد في نظرهم ذلك الفتى الذي يقوم بمسح رؤس الزبائن ويستلم لقاء ذلك ” البخشيش ” وسيجعله ذلك صغيرا امام الناس وتكون ردة فعله الانتقام من علية القوم واشرافهم ويفشل في ادارة السلطة فالمناصب محفوظة بالاصل والفصل وهي التي تولد الوجاهة والحكمة في ادارة السلطة التي هي في النتيجة تكليف وليس تشريف