البابا فرنسيس يصلي لضحايا داعش من بين أطلال الموصل
وصل البابا فرنسيس إلى مدينة الموصل العراقية، اليوم الأحد، التي كانت يوماً ما معقلاً لتنظيم "داعش"، حيث لا يتجاوز عدد المسيحيين الآن سوى بضع عشرات الأسر.
ووسط الركام في ساحة حوش البيعة في الموصل، ترأس البابا فرنسيس صلاة عن أرواح "ضحايا الحرب" في المنطقة، آسفاً في كلمة ألقاها لـ"التناقص المأساوي" في أعداد المسيحيين في الشرق الأوسط.
وفي اليوم الأخير من زيارته التاريخية للعراق التي تتم وسط إجراءات أمنية مشددة، قال البابا قبل أن يبدأ الصلاة قرب أنقاض كنيسة الطاهرة السريانية الكاثوليكية القديمة والمدمرة، "هذا التناقص المأساوي في أعداد تلاميذ المسيح، هنا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط إنما هو ضرر جسيم لا يمكن تقديره"، مضيفاً "ليس فقط على الأشخاص والجماعات المعنية، بل على المجتمع نفسه الذي تركوه وراءهم".
في الباحة، استقبل البابا بالتحيات والتصفيق، فيما جلس المصلون على مقاعد خشبية أمام منصة وضعت ليجلس عليها الحبر الأعظم إلى جانب مسؤولين كنسيين آخرين، من بينهم رئيس أساقفة الموصل المطران نجيب ميخائيل موسى.
ورحب البابا في كلمته بدعوة ميخائيل إلى "أن تعود الجماعة المسيحية إلى الموصل وتقوم بدورها الحيوي في عملية الشفاء والتجديد".
وصلى "من أجل ضحايا الحرب والنزاعات المسلحة"، مؤكداً أن "الرجاء أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب".
وسيحيي البابا قداساً في الهواء الطلق يضم الآلاف في أربيل، بعد زيارته الموصل وقرقوش.
أهمية خاصة
وترتدي هذه المحطة من الزيارة أهمية كبرى، لا سيما أن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، تشكل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وتعرضت كنائسها وأديرتها الضاربة في القدم لدمار كبير على يد التنظيم المتطرف.
وعندما سيطر التنظيم على المنطقة، أيد البابا استخدام القوة لوقف انتشاره، ودرس إمكان السفر إلى شمال العراق للوقوف إلى جانب الأقلية المسيحية.
ولا تزال آثار الحرب ظاهرة في المنطقة، على الرغم من مرور نحو أربع سنوات على طرد التنظيم منها بعد معارك امتدت شهوراً طويلة وخلفت مئات الضحايا ودفعت الآلاف للنزوح.
ولم يبق في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليوناً، بعد ما كان عددهم 1.5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأميركي.
ولا يوجد في نينوى ملعب رياضي مناسب أو كاتدرائية لإقامة قداس بابوي، كما يوضح رئيس أساقفة الموصل ميخائيل نجيب لوكالة الصحافة الفرنسية. ويضيف أن "14 كنيسة مدمرة، سبع منها تعود للقرون الخامس والسادس والسابع".
قرقوش
وبعد الموصل، سيزور البابا بلدة قرقوش. ويستعدّ سكانها لاستقباله بهدية فريدة تعكس تراث منطقتهم، عبارة عن وشاح صمم له خصيصاً، إضافة إلى استعدادات أخرى من زينة ورايات ترحيباً به.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولبلدة قرقوش أو بغديدة تاريخ قديم جداً سابق للمسيحية. يتحدث سكانها اليوم لهجة حديثة من الآرامية، لغة المسيح، ولذلك تعدّ محطة مهمة في زيارة البابا.
ولحق دمار كبير بقرقوش على يد "داعش" ولا يزال الوضع الأمني متوتراً مع انتشار الجماعات المسلحة التي ترعاها الدولة بأعداد كبيرة في السهول المحيطة. هناك، يزور البابا كنيسة الطاهرة التي دمرها التنظيم، لكن أعيد ترميمها بالكامل.
وهذه أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق، يحقق فيها فرنسيس حلماً لطالما راود البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني.
اليوم الثاني
وفي اليوم الثاني من زيارته التاريخية، التقى البابا، أمس السبت، في النجف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي أعلن اهتمامه بـ"أمن وسلام" المسيحيين العراقيين.
وندّد البابا في كلمته، السبت، من أور في جنوب العراق بـ"الإرهاب الذي يسيء إلى الدين"، مضيفاً "نحن المؤمنين، لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين. بل واجب علينا إزالة سوء الفهم".