علم بدماء تشرين وحجرة السيستاني وحضور الخوئي.. كواليس من زيارة البابا
الترا عراق - فريق التحرير
بين حاضرة المسلمين الشيعية، النجف، وأور مهد حضارات بلاد الرافدين ثم الموصل القديمة حيث دارت حرب طاحنة، تركزت أنظار العالم بمتابعة الزيارة التاريخية للحبر الأعظم عبر التغطيات المباشرة والصور الحية على مدى ثلاثة أيام، فيما كشفت أطراف حضرت بعض الفعاليات عن جانب من الكواليس.
شهدت الزيارة كواليس كشفت بعضها أطراف حضرت الفعاليات الأساسية
في النجف ختمت لحظات مؤثرة لقاء البابا والمرجع الأعلى علي السيستاني في مشهد غير مسبوق وثق كلمات قالها الأب الروحي للمسلمين الشيعة لمبعوث الكرسي الرسولي.
لحظات مؤثرة.. ونظرة أخيرة!
وقالت أطراف صحافية حضرت الاجتماع الذي استمر لأكثر من 40 دقيقة، 6 آذار/مارس، إنّ المرجع السيستاني تحدث في أغلب أوقات الاجتماع، الذي خاضه البابا في حجرة آية الله بعد أنّ "خلع حذاءه".
وبينت المصادر ذاتها، أنّ البابا التفت إلى غرفة المرجع الأعلى في منزله المتواضع في نظرة أخيرة عندما هَمَّ بالمغادرة، مشيرة إلى بعض المخاوف المتعلقة بجائحة "كورونا" إذ حضر البابا الكثير من الفعاليات مؤخرًا فيما لم يتلق المرجع السيستاني اللقاح حتى الآن.
ظهور الخوئي.. لماذا الآن؟
أما في أور على أطلال إحدى أقدم الحضارات في العالم، فقد أدى البابا صلاة موحدة للأديان بحضور ممثلين من بينهم حفيد آية الله أبو القاسم المرجع الأعلى السابق، جواد الخوئي، والذي أثار، بتمثيله المسلمين الشيعة ضمن فعاليات الحج الإبراهيمي، الكثير من الجدل.
ورأت بعض الأوساط المراقبة من صحافيين ومتابعين في حضور الخوئي، "مؤشرًا واضحًا" على محاولات سحب البساط من تحت أقدام التيارات الشيعية "اليمينية" والتي تضم مقتدى الصدر والفصائل الموالية للمرشد الإيراني الأعلى علي السيستاني.
ويقول الصحافي محمد حبيب لـ "الترا عراق"، إنّ "ظهور الخوئي هو جزء من تحركات تصحيح المعادلة التي انحرفت بشكل كبير لصالح التيارات الشيعية المتطرفة بالدور الذي لعبه الصدر منذ اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس".
فيما قال مراقب آخر، إنّ "عائلة الخوئي لعبت دورًا محورًا في ترتيب زيارة البابا إلى النجف ولقاء المرجع الأعلى علي السيستاني"، مبينًا أنّ "تأثير أسرة الخوئي ظل كبيرًا ومحوريًا منذ تسعينيات القرن الماضي، لكنه بعيد عن الإعلام".
علم ملطخ بدماء تشرين!
وفي بغداد، تصدرت صورة البابا وهو يقبل علم العراق صفحات التواصل وأحاديث المتفاعلين قبل أن يعلن عن قصة العلم ووصله إلى يد البابا فرانسيس.
وقال الأب مراتن بني راعي كنيسة "مريم العذراء" في بغداد، عبر حسابه في تويتر إنّ "العلم العراقي الذي قبَّله قداسة الحَبر الأعظم هو علم شهيد مسيحي اسمه (يوسف) سقط في ساحة التحرير في تظاهرات تشرين، ولا يزال يحمل قطراتٍ من دمه".
وبين الأب، أنّ أحد أصدقاء "يوسف" قد حرص على إيصال العلم إلى البابا خلال تواجده في بغداد.
"هلاهل" في الموصل وبغديدة..
واختتم البابا زياته إلى العراق، مساء الأحد 7 آذار/مارس، بعد يوم حافل قضاه متنقلاً بين أربيل والموصل وسهل نينوى.
واطلع الحبر الأعظم على حجم الدمار الذي حل بالمدينة القديمة، إذ ألقى كلمة وأدى صلاة بين ركام أربع كنائس، داعيًا إلى السلام.
وقال البابا من الموصل، "إن كان الله إله الحياة، وهو كذلك، فلا يجوز لنا أن نقتل إخوتنا باسمه، وإن كان الله إله السلام، وهو كذلك، فلا يجوز لنا أن نشنّ الحرب باسمه، وإن كان كان الله إله المحبة، وهو كذلك، فلا يجوز لنا أن نكره إخوتنا".
وأقلت طائرة مروحية مبعوث الكرسي الرسولي إلى قرقوش "بغديدة"، البلدة ذات الغالبية المسيحية والتي شهدت هي الأخرى حربًا ضد تنظيم "داعش"، حيث استقبله الآلاف بالتراتيل و"الهلاهل" العراقية وزفوه إلى كنيسة "الطاهرة الكبرى" إحدى أهم الكنائس في الشرق الأوسط.
وأدى البابا في الكنيسة صلاة أخرى دعا فيها إلى السلام على أرض العراق.
فيما شهد ملعب فرانسوا حريري في أربيل المراسم الختامية بإقامة القداس الأكبر للبابا بحضور الآلاف.
وقال البابا قبيل مغادرته إلى بغداد حيث تقلع طائرته صوب روما، إنّه "سمع آلام العراقيين، وسيبقى العراق في قلبه"، داعيًا إلى التعاون "في إعادة الإعمار والبناء".
اقرأ/ي أيضًا:
البابا والفصائل المسلحة.. هل تكفي جولة واحدة ضد "المغتصبين"؟
النص الكامل لكلمة البابا في بغداد: فلتصمت الأسلحة.. كفى عنفًا وتطرفًا