قتل جمالنا وسليماننا وسيلاحقنا ويقتلنا واحدا بعد الآخر ..
كتب / اياد السماوي
كنّا نعلم علم اليقين أنّه عميلا أمريكيا دفعه الأخبن القصير لتوّلي رئاسة جهاز المخابرات الوطني بدفع من أمريكا .. وكنّا نعلم علم اليقين أنّ جهاز المخابرات العراقي في عهده كان الحديقة الخلفية للموساد الأمريكي والسي آي أيه الأمريكي وأجهزة مخابرات محمد بن سلمان وطحنون بن زايد .. وكنّا نعلم علم اليقين أنّه متوّرط بقتل الشهيدين الخالدين جمال المهندس وقاسم سليماني .. وكنّا نعلم علم اليقين أنّه لا يحمل أي مؤهل ليكون رزّاما في دائرة حكومية وليس رئيسا للوزراء .. وكنّا نعلم علم اليقين أنّه سيسلّم عملاء أمريكا وعناصر البعث كلّ مفاصل الدولة الهامة .. وكنّا نعلم علم اليقين أنّه سينقضّ على كلّ الوطنيين والمخلصين في المؤسسة العسكرية والأمنية ويعزلهم واحدا بعد الآخر لتخلو من هذه العناصر الوطنية والمخلصة .. وكنا نعلم أنّه سيسلّم إدارة مؤسسات الدولة لمرّشحي الكتل السياسية الداعمة له ليشبع نهمها في سرقة المال العام العراقي ويضمن سكوتها عن جرائمه .. بل وكنّا نعلم علم اليقين أنّه في نهاية المطاف سينهي وجود ما يسّمى بالدولة العراقية .. ومع كلّ هذا ذهبنا جميعا نتسابق على حضور زّفته لنظهر أمام الشعب العراقي كذبا وزورا ونفاقا إنّه خيارنا وليس خيار برهم وأمريكا والسعودية .. ورحنا نتغّنى بنصر زائف على رئيس الجمهورية أسميناه ( استرجاع حق المكوّن ) .. فالذي يقبل ويرضخ كالفأر لقرارات الغزي والجوحي ويقف متفرجا على جرائم الفريق أحمد أبو رغيف ويستسلم لقرارات الفريق جمعة عناد الذي توّلى مهمة تصفية المؤسسة العسكرية العراقية من العناصر الوطنية , يستّحق أن كلّ هذا الذّل والمهانة ..
ومع كلّ هذا النكوص والتراجع والضعف , لا زالت مفاتح القوّة بأيدينا , ولا زلنا نمتلك القدرة على إنقاذ عراقنا منه ومن عصابته وعزله وعزل من جاء به , بل وعزل العملاء الثلاثة الكبار دفعة واحدة .. لكنّ تنفيذ مثل هذا المشروع الذي بات يمّثل الحياة أو الموت بالنسبة لبلدنا وشعبنا , يحتاج لإراة وعزم الثوار السائرين على طريق أبي الأحرار الذي صرخ في العاشر من المحرم بوجه الطغاة ( هيهات منّا الذّلة ) , ويحتاج للصدق وشرف الكلمة والموقف , وليس لإرادة تجّار السياسة ولصوص المال العام الذين رفعوا راية الجهاد زورا ولبسوا ثياب الشهداء التي لا زالت ملّطخة بدمائهم ولم تجّف بعد , وراحوا يعقدون الصفقات القذرة معه ومع الآخر سليل البعث المجرم الذي ترّبع على عرىش المؤسسة التشريعية .. وأقولها بصراحة أنّ من آلت إليهم قيادة بلدنا وشعبنا ليسوا مؤهلين لمثل هذا العمل الثوري الجبّار ولا يملكون الإرادة والعزم , ومن وضعناهم على راس هذه القيادة هم سبب مأساة بلدنا وشعبنا ( ولا استثني منهم أحدا ) .. فقد توّفرت فرصة عزل العملاء الثلاثة الكبار لو كنّا قد بدأنا بالحلقة الأضعف المتمّثلة برئيس مجلس النواب .. لكنّ هذه الفرصة التاريخية قد أضعناها وأضعنا فرصة الخلاص منهم جميعا وإنقاذ بلدنا من التّمزق والتشرذم والفساد والفوضى , بسبب شراكاتنا الاقتصادية معهم فكانت مصالحنا الشخصية والحزبية فوق مصالح البلد والشعب العليا .. فالذي تعاون على قتل جمال المهندس وقاسم سليماني , لن يترّدد بملاحقتنا وقتلنا الواحد بعد الأخر , حينها سنكون قد خسرنا الدنيا والآخرة ولن ينفعنا الندم .. فكرّوا مليا أيها القوم واتعضوا من مصير الشهيدين الخالدين قبل فوات الأوان …