العراق يُطلق قناة تعليمية لتجاوز معوّقات التعليم عن بعد
التعليم عن بعد غير مجدٍ في العراق (مرتضى السوداني/الأناضول)
أعلنت وزارة التربية العراقية، الأحد، إطلاق قناة متخصصة في التعليم عن بعد لخدمة طلاب المدارس بالتعاون مع منظمة "يونيسف"، في محاولة لتجاوز المشاكل المتمثلة بضعف البنية التحتية وشبكة الإنترنت، وعدم امتلاك أكثر من نصف طلاب العراق لأجهزة الكومبيوتر لمتابعة الدروس المقدمة عبر منصات "يوتيوب" أو تطبيق "زووم".
وتعرف العملية التعليمية تعثراً واضحاً بسبب اكتظاظ التلاميذ في المدارس، ما جعل من المتعذر تطبيق آلية التعليم المدمج، فيما يؤكد مسؤولون تربويون حرمان طلاب القرى والمدن النائية التعليم عن بعد لعدم توافر الإنترنت وكثرة انقطاع الكهرباء، فضلاً عن عدم القدرة على توفير أجهزة الكومبيوتر أو الأجهزة اللوحية الأخرى لأبنائهم.
وقالت وزارة التربية العراقية، في بيان، إن القناة الجديدة تستهدف توفير الدروس لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وتعتمد طرقاً تعليمية تشمل الرسوم المتحركة، والدروس التفاعلية، كذلك تعرض القناة برامج لزرع القيم النبيلة، وبعض البرامج التي تُعنى بالحافز النفسي والاجتماعي لهذه الفئة العمرية المهمة.
في السياق، قال عضو لجنة الإشراف التربوي في وزارة التربية، محمد الطائي، لـ"العربي الجديد"، إن الوزارة تحاول الخروج من جائحة كورونا بأقل الخسائر على مستوى تعليم الطلاب، مضيفاً أن "قرابة 11 مليون طالب عراقي تضرروا بسبب انتشار الفيروس، والبلاد عملياً غير مهيأة على مستوى المباني والبنية التحتية للتعليم عن بعد، فالإنترنت والأجهزة الذكية لا يمتلكها أكثر من نصف طلاب العراق. لذا، كان التوجه إلى خلق بدائل".
وأضاف الطائي أن "العائلات أثبتت وعيها بالمشاركة في مهمة التعليم، خاصة لطلاب المرحلة الابتدائية، من خلال مبادرة التعليم المنزلي التي أُطلِقَت قبل عدة أشهر، لكن يبقى التعليم الحضوري في المدارس أساس العملية التعليمية، ولا غنى عنه. حصول كثيرين على التطعيم قد يتيح الباب لفتح المدارس مجدداً، غير أن هذا الأمر يبدو بعيداً في ظل تأخر وصول اللقاحات".
والأسبوع الماضي، قرر البرلمان العراقي بالاتفاق مع وزارة التربية تشكيل فريق متخصص لتطوير جودة التعليم، ودراسة مقترح تحويل المناهج التعليمية إلى إلكترونية، وقال بيان لمكتب نائب رئيس البرلمان، حسن الكعبي، عقب لقاء مع مسؤولين بوزارة التربية، إنه تقرر تشكيل لجنة علمية لدراسة مقترح تطوير جودة التعليم، وتقديم المقترحات والتوصيات اللازمة إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بشأنها.
وبدأ طلاب المدارس الابتدائية والثانوية متأخرين بأكثر من شهر ونصف، أداء امتحانات منتصف العام الدراسي، أمس السبت، في ظل إجراءات وقائية مشددة، بعد انقطاع عن الدوام استمر عدة أسابيع بسبب إجراءات الإغلاق العامة، وذلك بالتزامن مع إعلان مسؤولين بوزارة الصحة دخول البلاد موجة ثانية من انتشار الفيروس بعد أن تجاوزت الإصابات خمسة آلاف يومياً.