اخبار العراق الان

حكومة الكاظمي في قفص الاتهام بعد قرار يهدد بترحيل مئات الأسر

حكومة الكاظمي في قفص الاتهام بعد قرار يهدد بترحيل مئات الأسر
حكومة الكاظمي في قفص الاتهام بعد قرار يهدد بترحيل مئات الأسر

2021-04-04 00:00:00 - المصدر: العربي الجديد


تدخلت منظمات محلية وسياسيون عراقيون طالبوا الحكومة بالعدول عن القرار(الأناضول)

أثار الكشف عن قرار للسلطات العراقية بمصادرة الآلاف من الهكتارات الزراعية المأهولة بمئات الأسر الناشطة في الزراعة، جنوبي العاصمة العراقية، ومنحها لصالح مديرية الإسكان العسكري التابعة لوزارة الدفاع، غضبا شعبيا واسعا في البلاد، تدخلت على أثره منظمات محلية وسياسيون عراقيون طالبوا الحكومة بالعدول عن القرار الذي اعتبروه ضمن مشاريع التغيير الديمغرافي الذي تدفع نحوه مليشيات وقوى سياسية بدوافع طائفية في العراق.

وأمس السبت تصدر وسم "أراضي اللطيفية"، مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بعدما كشف مرصد "أفاد"، الحقوقي العراقي، عن قيام قوة عسكرية بتبليغ أهالي مناطق شرق اللطيفية (30 كلم جنوبي بغداد)، بمغادرة منازلهم ومزارعهم كونها تمت مصادرتها من قبل وزارة الدفاع لإقامة مشاريع سكنية عليها.

ووفقا للمرصد، فإن "السلطات العراقية تركت مساحات جرداء كبيرة حول بغداد وقررت اختيار أرض منتجة وملطفة لبيئة بغداد، ويسكنها أكثر من ألفي عائلة لتهجيرهم وإقامة المشروع عليها"، متهما حكومة الكاظمي بالتورط في جريمة تغيير ديمغرافي.

اجتهاد خاطئ

لكن مسؤولا حكوميا في بغداد، رد على تلك الاتهامات بأن حكومة الكاظمي ليست مسؤولة عنها وأنها تمت بالحكومة السابقة التي يرأسها عادل عبد المهدي، بناء على مبادلة في الأراضي المملوكة لوزارة الدفاع وهيئة الاستثمار، مبينا أن الحكومة قررت مراجعة القرار والبحث عن مكان بديل آخر بعيدا عن السكان وأراضيهم الزراعية".

وأقر المسؤول بأن السكان في هذه المنطقة يقيمون بشكل قانوني ولديهم عقود زراعية ضمن القانون 117، وأكثرهم منذ العهد العثماني وليس حديثا ولديهم ما يثبت ذلك فعلا، ملمحا إلى وجود اجتهادات خاطئة من قبل مسؤول بأمانة مجلس الوزراء وآخرين في وزارة المالية أفضت إلى هذه المشكلة.

من جانبه، قال النائب في البرلمان العراقي، أحمد الجبوري معلقا على الأزمة في حديث لـ "العربي الجديد"، إنه تمت مبادلة معسكر يقع شرقي الفلوجة تم منحه لمستثمر بالأرض التي يراد مصادرتها من أهلها في جنوبي بغداد ببلدة اللطيفية.

وبين الجبوري، أن "الأراضي التي يمتلكها المواطنون منذ سنين طويلة أصبحت ملك وزارة الدفاع، وهذا الأمر تم بموافقة الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومن الغريب ألا يتم تعويض وزارة الدفاع بأرض ضمن محافظة الأنبار باعتبار أن الموضوع أساسا متعلق بالأنبار، ولهذا هناك قلق وتخوف شعبي من أهالي منطقة شرقي اللطيفية، فهم لهم أراض زراعية بالإضافة إلى أنهم يسكنون بتلك الأراضي".

وشدد النائب أنه "على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الدفاع التدخل العاجل لمنع تجريف الأراضي الزراعية وتهجير العوائل لأي سبب كان، فهذا الأمر يشكل خطورة".

أما السياسي العراقي والنائب السابق كامل الغريري، فقال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "وزارة الدفاع وعدت بعدم المساس بالأراضي الزراعية بعد التواصل مع وزير الدفاع"، وأكد أنه "سيتم تغيير الأراضي الزراعية بأراض أخرى بهدف إنشاء معسكر عليها وبعض المجمعات السكنية".

وبين الغريري أنه "لا يمكن لأي جهة حتى وإن كانت حكومية الاستيلاء على الأراضي الزراعية الرسمية، المشمولة بالخطة الزراعية والمائية، خصوصاً أن هذه المناطق تعتبر سلة العاصمة بغداد بالمواد الغذائية الزراعية".

وأضاف أن "التعويض لوزارة الدفاع لغرض بناء معسكرات، فيجب أن يكون التعويض خارج الرقعة الزراعية وكذلك خارج المدن، وهذه المعسكرات يجب أن تكون على أراض لا تصلح للزراعة ولا تصلح للسكن، ولهذا إجراء إعطاء هذه الأراضي للدفاع قرار خاطئ".

وحذر السياسي العراقي من أن "هناك جهات متنفذة سياسيا ولها سلاح تستطيع السيطرة على أي أرض زراعية أو غيرها، وهذا الأمر موجود في أغلب المدن العراقية، وهذه الجهات تعمل على ذلك بسبب عدم وجود قانون يحكم البلد ولا توجد قوة عسكرية تحد من السلاح المنفلت، وهذه الجهات بين حين وآخر تستولي على بعض الأراضي والمناطق وتتم السيطرة عليها من خلال السلاح والنفوذ السياسي والحكومي، ولهذا نحن نتخوف من تحويل مناطق في اللطيفية وغيرها إلى ناحية جرف صخر ثانية".

مؤامرة التغيير الديموغرافي

أما الأمين العام لحزب المشروع الوطني العراقي الشيخ جمال الضاري فقال في تغريدة له "مؤامرة التغيير الديموغرافي التي طاولت جرف الصخر، تطاول اليوم منطقة شرقي اللطيفية جنوب بغداد".

 وأضاف أن "الحملة الجديدة تهدد بتهجير 2000 عائلة تسكن هذه المنطقة الزراعية منذ قرون، وإن تدويل هذه الانتهاكات صار ضرورة، من أجل وقف الجرائم المنظمة".

وقال الناشط بكر الجنابي، وهو من أهالي المنطقة، إن "أرض الأجداد منذُ الحكم العثماني، فيها تعلمت الشجاعة والكرم والمروءة واكرام الضيف ومساعدة المحتاج، أرض زراعية خصبة منتجة ويسكنها عوائل من عشائر عربية أصيلة، وفي حال تم إجلاؤهم إلى أين سيذهبون؟".

بدوره قال الحائز على جائزة البوكر عن روايته (فرانكشتاين في بغداد) أحمد السعداوي متسائلا "لماذا تركت وزارة الدفاع العراقية آلاف الهكتارات من الأراضي الصالحة للمشاريع السكنية، وذهبت إلى أراض زراعية خصبة في اللطيفية لتصادرها، وتهدد بتهجير آلاف العوائل؟ هل الأمر مجرد مصادفة أم هو جزء من خطة للتغيير الديموغرافي لهذه المنطقة من مناطق حزام بغداد؟".