اخبار العراق الان

العراق يصرف الجرعات الثانية للمطعمين لأشخاص آخرين: ماذا لو لم تصل وجبات جديدة؟

العراق يصرف الجرعات الثانية للمطعمين لأشخاص آخرين: ماذا لو لم تصل وجبات جديدة؟
العراق يصرف الجرعات الثانية للمطعمين لأشخاص آخرين: ماذا لو لم تصل وجبات جديدة؟

2021-04-06 00:00:00 - المصدر: الترا عراق


ألترا عراق ـ فريق التحرير

تفاجأ العراقيون الذين تلقوا جرعة أولى من لقاح كورونا خلال حملات التطعيم المستمرة منذ بداية شهر آذار/مارس الماضي، بوصول رسائل إلى هواتفهم من قبل وزارة الصحة، تعلمهم بتأجيل موعد جرعتهم الثانية إلى نحو 3 أشهر بدلًا من 28 يومًا، وسط مخاوف أثيرت عما قد يتسبب به تأثير تأخير الجرعة الثانية وأسباب التأجيل من الأساس.

يبدو أن وزارة الصحة أقدمت على تمديد موعد الجرعة الثانية، لاستغلال أكبر عدد ممكن من الجرعات لتطعيم عدد كبير من المواطنين بالجرعة الأولى

رسول حسن (31 عامًا) والذي تلقى جرعته الأولى من لقاح استرازينيكا مطلع شهر نيسان/أبريل الجاري، قال لـ"ألترا عراق" إن "رسالة وصلته إلى هاتفه النقال تبلغه بتغيير موعد حصوله على الجرعة الثانية إلى 20 حزيران/يونيو المقبل، بدلًا من الموعد الأول الذي حددته الوزارة له في الـ26 نيسان/أبريل الجاري"، مبينًا أن "الرسالة وصلت إلي بتغيير الموعد دون تفاصيل أخرى عن الموضوع قبل أن اكتشف أن وزارة الصحة قررت تمديد المدة الفاصلة بين الجرعة الأولى والثانية".

اقرأ/ي أيضًا: بغداد تسجل أعلى مستوى إصابات في العراق.. وعشرات الضحايا بالجائحة

ويبدو أن وزارة الصحة أقدمت على تمديد موعد الجرعة الثانية، لاستغلال أكبر عدد ممكن من الجرعات لتطعيم عدد كبير من المواطنين بالجرعة الأولى، حيث أن جرعات استرازينيكا الواصلة الى العراق والبالغة 336 ألف، ستكفي لتلقيح 336 ألف مواطن بالجرعة الأولى بدلًا من 168 ألف جرعة، فضلًا عن الـ50 ألف جرعة من لقاح سينوفارم الصيني الواصلة للعراق منذ شهر آذار/ مارس الماضي، والتي تم تلقيح 25 ألف شخص من خلالها بواقع جرعتين لكل شخص.

وقال مدير صحة الكرخ جاسب الحجامي في تصريحات للصحيفة الرسمية وتابعها "ألترا عراق"، إن "موعد الجرعة الثانية، يعتمد على الكمية المتوفرة أو سعة المراكز بالتالي يتم تحديدها بين شهر إلى ثلاثة أشهر"، مؤكدًا أن "منظمات الصحة الدولية والأوروبية ما زالت تؤكد أن اللقاح بجرعتين، بينهما أربعة أسابيع إلى ثلاثة أشهر".

وبيّن أن "بعض البحوث الطبية أكدت أن مدة الثلاثة أشهر بين الجرعتين، توفر مناعة أفضل للمتلقح، وهذا يتوقف على توفر اللقاح ولو بجرعة واحدة لأكبر عدد من المواطنين، إذ تمنح مناعة لا بأس بها وتمنع الانتقال بنسبة عالية".

هل ستصنع أجساد العراقيين "نسخة جديدة من كورونا"؟

الحديث عن تأجيل موعد الجرعة الثانية لمدة 12 أسبوعًا جاء مدعومًا بتقارير وبحوث طبية، فضلًا عن ما حددته شركة "استرازينيكا" بأن وضع المدة الفاصلة بين الجرعتين 12 أسبوعًا سيعطي مناعة أفضل للمطعم، فيما ذهبت بريطانيا إلى هذا القرار أيضًا في شهر شباط/فبراير الماضي، إلا أن المخاوف تتعدى مسألة تأجيل الجرعة الثانية، وتتعلق بتساؤل عما إذا حدث طارئًا منع وصول وجبات جديدة من لقاح "استرازينيكا" إلى العراق، أو تأخرها لمدة تفوق الـ3 أشهر خصوصًا وأن استقبال الجرعات المتبقية من "استرازينيكا" ستكون عبر مرفق "كوفاكس" أيضًا من أصل 16 مليون جرعة محددة للعراق من خلال مرفق "كوفاكس"، وهو ما شهده العراق بالفعل حيث تم تأجيل وتأخير وصول الجرعات إلى العراق وتمديدة الموعد لأكثر من مرة.

وتتعلّق المخاوف من تأخير أو عدم أخذ الجرعة الثانية من اللقاح، بما إذا كان هذا الأمر سيؤدي لتبعات خطيرة من قبيل عدم فعالية الجرعة الأولى، وتصبح عديمة الفائدة أو تمكن الفيروس من تطوير نفسه بنسخة جديدة قادرة على مقاومة المناعة المتشكلة بفعل جرعة وحيدة من لقاح كورونا، وهو ما سيجعل الفيروس أكثر مقاومة للقاحات.

يقول اختصاصي الفيروسات بجامعة روكفلر بول بيانياز إن "هناك مخاوف حقيقية من هذا الاحتمال"، ويبيّن أنه "في بداية الجائحة لم تكن هناك عوامل تجعل فيروس كورونا يتحور، إذ لم يكن لدى الأشخاص أجهزة مناعية محفزة ضده، وكان معظم الناس عرضةً للإصابة بالميكروب، ولكن الآن، وبعد إصابة الملايين تكونت لدى البشر الأجسام المضادة التي تحفز حدوث التحورات، والتي تتسبب بدورها في تعزيز قدرة الفيروس على مراوغة الأجسام المضادة".

ويشير إلى أنه "سوف يتحور الفيروس كرد فعل لوجود الأجسام المضادة، بغض النظر عن المنهج الذي نتبناه في إعطاء اللقاح"، مضيفًا "المسألة هي: هل سيكون لنا دورٌ في الإسراع في هذا التحور إذا أسهَمنا في خلق أعداد مهولة من الأشخاص لديهم مناعة جزئية؟".

الصحة العراقية "مطمئنة"

إلا أن مدير الصحة العامة في وزارة الصحة رياض الحلفي يقول في حديث لـ"ألترا عراق" إنه "لا مخاوف من تأخير الجرعة الثانية للقاح".

ويضيف الحلفي أن "الوزارة بعد أن شاهدت اقبالًا كبيرًا على اللقاح من قبل المواطنين، عمدت إلى تأجيل الجرعة الثانية لـ12 أسبوعًا بدلًا من 4 أسابيع، وذلك لاستغلال جميع الجرعات الموجودة لتطعيم أكبر عدد ممكن بجرعة وحيدة استغلالًا للوقت على أمل إعطاء الجرعات الثانية خلال الفترة المقبلة بعد أن تصل وجبات جديدة"، مبينًا أن "الفترة المحددة للجرعة الثانية بين 4 أسابيع إلى 12 أسبوعًا هي فترة سماح محددة من قبل الشركة المصنعة بنفسها".

ويضيف الحلفي أن "الجرعة الأولى تعطي نسبة محددة وجيدة من المناعة، إلا أن الجرعة الثانية تعتبر معزِّزة وتؤدي لرفع نسبة المناعة، وتأخيرها لا تترتب عليه مخاطر حتى لو تم تأخر وصول الجرعات".

تقول الصحة العراقية إن تأخير الجرعة الثانية لا تترتب عليه مخاطر حتى لو تم تأخر وصول الجرعات

ويؤكد الحلفي أنه "في كل الأحوال، فإن الوزارة لم تتخذ هذه الخطوة قبل أن تحصل على ضمانات بوصول وجبات جديدة من اللقاح خلال فترة أقل من 3 أشهر حيث ربما نشهد وصول وجبات جديدة في شهر آيار/مايو المقبل".

اقرأ/ي أيضًا: 

موقف وبائي مرتفع في العراق.. مؤشر الضحايا يقترب من 15 ألف شخص

حصيلة وبائية مرتفعة في العراق.. ووفاة 40 مصابًا