بريطانيا تعتزم خفض قواتها تدريجيا في أفغانستان بعد إعلان بايدن
أكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن بريطانيا تعتزم سحب كل قواتها تقريباً من أفغانستان إثر الإعلان عن خطط الانسحاب العسكري الأميركي.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن انسحاب القوات الأميركية وعددها 2500 جندي من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر (أيلول) الذي يصادف الذكرى العشرين لوقوع هجمات على الأراضي الأميركية أدت بدورها إلى غزو أفغانستان واحتلالها.
وشكلت القوات البريطانية أول مجموعة تنتشر في أفغانستان في أكتوبر (تشرين الأول) 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر وحافظت على وجودها منذ ذلك الحين. يشار إلى أن 456 جندياً بريطانياً لقوا حتفهم في أفغانستان، بينما جرح كثيرون غيرهم، وانتهت العمليات القتالية للمملكة المتحدة هناك في عام 2014.
وفي هذا السياق، صرح الوزير والاس قائلاً "في وقت نقوم فيه بخفض عديد قواتنا، يبقى أمن مواطنينا الذين يؤدون الخدمة في أفغانستان في صدارة سلم أولوياتنا، وسبق أن أوضحنا بحزم أن الهجمات على قوات التحالف الدولي ستواجه برد قاس". وأضاف أن "الأهم من ذلك، علينا أن نتذكر أولئك الذين ضحوا بدمائهم، ولا يجدر بنا نسيانهم أبداً".
وكان المخططون العسكريون البريطانيون توقعوا سحب مجموع عديد القوات البريطانية المتبقية في أفغانستان والبالغة نحو 750 جندياً بعد خسارة دونالد ترمب الانتخابات الرئاسية.
أما بايدن وأثناء توليه منصب نائب الرئيس [في عهد باراك أوباما]، فقد شكك مراراً في جدوى الوجود الأميركي الواسع في البلاد وكرر في عدد من المناسبات معارضته إرسال قوات إضافية بأعداد كبيرة. وتجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع أيضاً مع مغادرة القوات الأميركية، أن تعود أدراجها تقريباً كافة قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى جانب القوات القادمة من أستراليا ونيوزيلندا والتي يناهز عددها نحو 7000 عنصر أدراجها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بيد أنه من الممكن أن تتواصل مرابطة وحدات من القوات الخاصة تضم بريطانيين في البلاد لدعم القوات الأفغانية في مواجهة طالبان وحلفائها وفق خطة الانسحاب السابقة التي أقرها ترمب. وعلى البنتاغون البت في هذه المسألة (قريبا).
وفي سياق الأحداث، غزت القوات الأميركية والبريطانية أفغانستان معاً للإطاحة بحكم طالبان في عام 2001. وبعد نشر القوات في مقاطعة هلمند في عام 2006، أصبحت المملكة المتحدة تملك أكبر عديد من القوات الأجنبية في البلاد.
وأصبح بذلك الجنرال سير ديفيد ريتشارد، الذي بات يعرف الآن بلقب البارون ريتشارد من هيرستمونسو، أول قائد بريطاني منذ الحرب العالمية الثانية الذي تكون قوات أميركية تحت إمرته عندما تولى رئاسة قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف ISAF)، فيما شغل الجنرال سير نيك كارتر منصب قيادة قوة دولية كبيرة بصفته قائد القوات في جنوب البلاد ومركزه قندهار.
يشار إلى أن الحرب في أفغانستان تعتبر الأطول في التاريخ الأميركي وشهدت على مقتل ما يناهز 2000 جندي أميركي وسقوط 111 الف مدني أفغاني بين قتيل وجريح.
وفي غضون ذلك، صرح النائب الحالي ووزير الدفاع الأسبق توبياس إيلوود الذي يرأس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني لإذاعة تايمز راديو بأن قرار واشنطن "يثير القلق" و"ليس بالخطوة الصائبة". وأردف قائلاً "يعكس ذلك المشكلات التي واجهناها في التدخلات العسكرية على مدى العقدين الأخيرين، حيث ربحنا الحرب ولكننا خسرنا السلام. نحن لا نبذل ما يكفي من الجهد لإرساء الاستقرار وحفظ السلام وبناء الدولة وتشجيع حكم أفضل وأمن أفضل للسكان الأصليين مما يمكنهم من إدارة شؤونهم بعد ذلك. عوضاً عن هذا، وكما رأينا في العراق أيضاً، هزمنا الأشرار ثم انسحبنا ولم نقم بما يكفي لتنهض البلاد من كبوتها. وأخشى أن ما ينتظرنا، وهو أمر بدأ يحصل بالفعل، هو إعادة تجمع القوى المتطرفة في أفغانستان تماما كما تعاود هذا الجماعات تجميع صفوفها اليوم في العراق، وإلى حد ما في شرق أفريقيا أيضاً".