في الذكرى السنوية لرحيل المناضل الصنديد
تصادف، يوم غد الثلاثاء، الذكرى السنوية لرحيل المناضل الصنديد عادل مراد عضو الهيئة التأسيسية للاتحاد الوطني الكوردستاني، الذي وافته المنية يوم الجمعة 18/5/2018، في أحد مشافي مدينة كولن الالمانية.
عادل مراد انضم في ستينات القرن الماضي، الى اتحاد طلبة كوردستان، واصبح بعدها سكرتيرا للاتحاد، وكان احد المناضلين ورفيق درب النضال لفقيد الامة الرئيس مام جلال، واحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني، وانتخب سكرتيرا للمجلس المركزي في المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني.
وخلال مسيرته النضالية في صفوف ثوار الحركة التحررية لشعب كوردستان، كانت للفقيد عادل مراد موقف مشرفة ودور بارز اثناء تسلمه المناصب الحزبية والحكومية.
ولد عضو الهيئة التأسيسية في الاتحاد الوطني الكوردستاني الراحل عادل مراد في كانون الاول ديسمبر عام 1949 بمدينة بغداد لعائلة كوردية فيلية مناضلة ونظرا لعمق انتمائه الوطني ونشاطاته الطلابية وعمق انتمائه القومي، انخرط في النضال السياسي عام 1965 بالانضمام الى صفوف تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي تأسس في بغداد عام 1946.
التحق بالدراسة الجامعية عام 1966 كطالب في قسم الكيمياء في كلية التربية بجامعة بغداد، حيث اشرف في تلك الفترة على التنظيمات الطلابية للحزب الديمقراطي في بغداد، اضطر الى ترك دراسته في جامعة بغداد، بعد بروز نشاطه السياسي، وملاحقته من قبل جلاوزة النظام المباد، ليلتحق بعدها بزملائه البيشمركة في جبال كوردستان.
تسنم بعد تركه مدينته بغداد منصب عضو محور منطقة بالك بمحافظة اربيل، وكان الى جانب مهامه الحزبية يدرس عددا من المواد المنهجية والسياسية، في احدى مدارس قرية كلالة كاحد مدرسي الثورة آنذاك.
وبعد الاعلان عن بيان 11 اذار انتخب عادل مراد في مؤتمر اتحاد طلبة كوردستان كاول سكرتير منتخب ليصبح بعدها نائباً لمسؤول التنظيمات المهنية في العراق، الا انه ونظرا للضغوطات التي مورست بحقه من قبل النظام البعثي وقبل ان تبدأ مرحلة القتال بين البعث والثورة الكوردية عام 1974، اضطر ثانية الى ترك بغداد، ليستقر في المناطق الجبلية التي كانت تحت حكم الثورة.
وفي عام 1975 وبعد اعلان انتهاء الثورة الكوردية، عقب اتفاقية الجزائر بين النظام البعثي وشاه ايران، توجه مراد الى ايران وبعدها الى لبنان ومنها الى دمشق، التي تمكن الى جانب الرئيس مام جلال وعدد من القيادات الكوردية البارزة من تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني فيها.
تمكن عادل مراد وثلة من رفاقه في قيادة الاتحاد الوطني بعد عام واحد من الاعلان عن البيان التأسيسي الاول للاتحاد الوطني الكوردستاني، في الاول من حزيران عام 1976 من ارسال اول مفرزة مسلحة الى جبال كوردستان بعد تجهيزهم بالاسلحة والمعدات اللوجستية، بقيادة الشهيد النقيب ابراهيم عزو و 28 اخرين من البيشمركة للاعلان رسميا عن بدء النضال المسلح لاسقاط النظام الدكتاتوري في العراق انذاك.
تسلم مراد بعد تأسيس الاتحاد الوطني منصب مسؤول تنظيمات الداخل وفي خارج البلاد، ليتوجه بعدها الى اوروبا في مسعى منه لبناء هيكل تنظيمي فاعل للاتحاد الوطني وحث الشباب الثوريين على الانخراط في الثورة الجديدة التي اسسها الاتحاد الوطني في سوريا تحت شعار الثورة العراقية المندلعة في جبال كوردستان.
التحق عادل مراد عام 1979 بقيادة قوات البيشمركة التي كانت تتمركز انذاك في منطقة خري ناوزنك بعد عودته من سوريا، ونظرا لعمق علاقاته مع اغلب التيارات والاحزاب السياسية العربية والتقدمية والاشتراكية في العراق والعالم العربي، اضطر الى ترك النضال المسلح والتوجه مجددا الى لبنان وسوريا، حيث كان تواجد اغلب تنظيمات الاحزاب والقوى السياسية العراقية والعربية المناهضة للحكومات الدكتاتورية.
شارك مراد مع رفاقه في الاتحاد الوطني بالتهيئة لانتفاضة شعب عام 1991، ليتدرج بعدها في اغلب المناصب القيادية الرفيعة داخل الاتحاد الوطني، لينتخب من قبل المؤتمر العام الاول عام 1992 عضوا للمكتب السياسي، تسلم بعدها عام 1994 مسؤولية مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الذي بقي فيه لغاية عام 2000، ليتركه ويتوجه لتولي مسؤولية مكتب علاقات الاتحاد الوطني في دمشق.
شارك عام 2003 في الجهود المبذولة لاسقاط النظام البعثي المباد، تمكن من دخول مدينة بغداد مع طلائع تنظيمات الاتحاد الوطني، واسهم بشكل فاعل الى جانب احزاب المعارضة العراقية التي عادت الى العراق بعد سقوط النظام في بناء التجربة الديمقراطية وصياغة الدستور الدائم حيث كان يشغل انذاك منصب مساعد للرئيس مام جلال في مجلس الحكم المؤقت.
تسلم منصب سفير العراق لدى رومانيا عام 2004 وبقي في هذا المنصب لغاية عام 2010، اخلى منصبه كعضو في المكتب السياسي للاتحاد الوطني في مؤتمره الثالث ليتيح الفرصة امام الملاكات الشابة ان تتقدم في مراكز الحزب العليا، منح على اثرها قلادة التقدير من المؤتمر.
تسلم منصب سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني عام 2011 بعد توصية والحاح من الرئيس مام جلال، وبقي فيه حتى اخر ايام حياته.
كان الراحل رجلاً مضحياً متمسكاً بمواقفه المبدئية الرصينة لم يحد عن الشعارات والقيم النبيلة التي عرف بها حارب بكل قوة الفساد والمحسوبية والتبعية والتفرد، حتى داخل حزبه حيث كان يخرج في كثير من الاحيان عن مواقف بعض قيادات حزبه.
اصدر العديد من البيانات والرسائل التي اكد خلالها على ضرورة التزام الكورد بعمقهم الاستراتيجي في العراق، مؤكدا على الحفاظ على العلاقات التاريخية التي بناها مع رفيق دربه مام جلال مع شتى القوى والاحزاب العراقية والعربية.
PUKmedia