اخبار العراق الان

عاجل

لکي لا یخدعنا تاریخهم ولکي لا نستغرق في افق الاوهام وتخدیر العقل

لکي لا یخدعنا تاریخهم ولکي لا نستغرق في افق الاوهام وتخدیر العقل
لکي لا یخدعنا تاریخهم ولکي لا نستغرق في افق الاوهام وتخدیر العقل

2021-05-18 00:00:00 - المصدر: الاتحاد الوطني الكردستاني


في احدی مکالماتي الهاتفیة مع صدیقي ورفیقی القدیم الاستاذ شادمان ملا حسن حیث کان یدور النقاش بیننا حول الجانب السلبي لتاریخ الاسلام والجرائم التي ارتکبت بحق الشعوب وکیف انهم وجدوا في الذبح والحرق لذة والسعادة من خلال فتوحاتهم فروی لي قصة مروعة علی لسان عبدالرزاق الجبران وهو کاتب الکتاب «لصوص اللە» حدثت اثناء احدی فتوحاتهم ففي فتح جرجان یسال اهل مدینة طمسیة قائد المسلمین سعید بن العاص بن عم خلیفة القائم عثمان بن عفان الامان، مقابل استسلامهم علی الا یقتل منهم رجلا واحدا، ووافق القائد سعید ففتحوا لهم حصونهم فقرر الرجل ان یمزح ویلهو ویضحك فقتلهم جمیعا الا رجل واحد. 

دار في ذهني هذە القصة المرویة من قبل استاذنا العزیز وقررت ان اکتب مقالي هذا تحت عنوان المذکور حول هذا التاریخ المليء بالرعب والخوف آملا ارضاء القارءین الکرد ومشارکة آرائهم فیما بعد. 

بعد استقرار جملة من مفاهیم الانسانیة الراقیة عالمیا الیوم. يقول لنا مشايخ اسلام ان الاسلام قد حرم العبودیة واجبر الاسیاد علی تحریر العبید المملوکین دفعة واحدة.  

ولکن ما یقول لنا تاریخهم بهذا الصدد عکس ذلك تماما فقد مات النبي تارکا وراءە عبیدە ضمن ما ترك، کذلك کل الصحابة وکل المبشرین بالجنة کان عندهم عبیدهم وجواریهم، فحتی الامام علي والذي کان ازهدهم في الدنیا وافقههم في الدین ولم یترك وراءە سوی تسعة عشر جاریة من ملك یمینە. فاذا کان تحریر العبید مسالة ضمن اغراض الاسلام لکان النبي والصحابة هم الاولی بتنفیذ هذە الاغراض بتحریر عبیدهم وجواریهم. ولکن هذا التحریر لم یکن ضمن اهداف الاسلام لانە لو کان کذلك لکان النبي والخلفاء الاربعة والمبشرین بالجنة هم اول العاملین بە.  ومن المعلوم ان نظام العبودية قد لازم الدولة العربية الاسلامية منذ ظهورها فقوانين الجهاد الاسلامية نشطت عمليات الاستعباد وامدت اسواق الرقيق بالبضاعة طوال الوقت بتحويل ابناء الشعوب الحرة المفتوحة الی سلع بعد ان اباحت لهم قواعد الجهاد الشرعية استباحة شعوب بكاملها والاستيلاء علی الارض بمن عليها ملكا للعرب وورثتهم وقفا عليهم وعلی نسلهم من بعدهم. 

وکثیرا ما نسمع بان سيرة عمر وعدله وآراءه واقواله لايمكن مقارنتها حتى بانضج وارقى وثيقة انسانية معاصرة تبنتها الانسانية الى حد الان بوصفها قمة في الكمال والعدل الانساني وبخاصة مايتعلق ويتصل بتلك المقولة الشهيرة المنسوبة الى الخليفة عمر والمقرونة برؤيته وسيرته العادلة كما يقول لنا الحس الاسلامي السلفي«متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا» ومنطقيا لايمكن الحديث بواقعية وفخر وانسجام عن هذە المقولة واسواق مكة والمدينة وغيرها مكتضة بعشرات الالاف من المسترقين اطفالا ونساء ورجالا من منكودي الحظ الذين اقتلعوا من ديارهم المستباحة عنوة وهم يباعون بلاكرامة ولاادنى حق كالبهائم لايعرفون لغة مستعبديهم ولاعاداتهم ولامناخ الديار التي جلبوا اليها قسرا بحجة انهم كفار وغنائم والذي استعبدهم يحمل تفويضا الهيا بالغزو والنهب والقتل والاغتصاب كل هذا حدث في عهد عمر بن الخطاب وحكمه وهو المبادر الى غزو البلدان المجاورة ونهبها دون ان يحظ ناسها برأفة ورحمة من لدن العهد الجديد. وهکذا ندرك  بان لا عمر بن الخطاب ولا غيره لم يتقدما خطوة واحدة نوعية باتجاه فهم مكانة الانسان ولم يفهما القيمة الفعلية للبشر ككائنات حرة بالطريقة التي نفهمها وندركها الان وذلك لسبب بسیط انها لم تکن ضمن جدول اهتمامات المسلمين الاوائل ، كما يدعي اليوم السدنة والكهنة من تجار الاسلام السياسي. فالناس عند عمربن الخطاب طبقات عليا، وسفلى ،اشراف، احرار. وعبيد. انساب ومقامات..فروق ومسافات. ناهيك عن الكافر المهدور الدم

وبالتالي لايمكن للاسلام ان يتبجح بمقولة«متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا»رغم مثاليتها ونبلها النظري في تجاوز ماهو واقع انذاك من ظلم واستعباد وقسوة ومهانة تعرض لها كلا الجنسين ومن مختلف الشعوب في عهد الخليفة عمر بن الخطاب والعهود التي تلته. ان الرقي الانساني والحضاري وبناء المرؤة تحت ظل المؤسسات والقوانين في دولة المواطنة والحرية، هو الضمانة بترقية الانسان وحفظ كرامته كجزء جوهري ورئيسي من الرسالة الانسانية النبيلة في صيرورتها ورقيها نحو المسقبل المشرق.

اذا کان تاریخ الاسلام تاریخا ذهبیا بکل معاني الذهبیة بالنسبة للفاتحین  والغزاة الاوائل کما یقولون لنا، الا ان هذا التاریخ بنظرنا الیوم کان تعسا بائسا ودمویا بالنسبة للمحکومین المغزوین المفتوحین وحتی بالنسبة للمسلمین انفسهم. فمعاویة بن ابي سفیان وابنە يزید لم یمنعهما اسلامهما من قتال آل بیت الرسول وقطع راس الحسین حفید النبي وغرس راس زید بن علي في رمح ثم غرسە بدورە فوق قبر جدە رسول اللە.   وحجاج بن یوسف الثقفي 

 الرجل الذي ولغ في دماء المسلمين، وكانت مخالفته في اهون الشئون تعني قص الرقبة، فهو الذي قال:«والله لا امر احدا ان يخرج من باب من ابواب المسجد فيخرج من الذي يليه الا ضربت عنقە». لم يشبع هذا الحاکم من القتل  والدمار والقبض علی اهل المطلوب حتی یسلم نفسە، ومنع التجمهر، وانزال الجنود في بیوت الناس، واذلال الناس وکسر انسانیتهم ، حتی انە اعدم من اهل العراق في عشرین سنة من مدة ولایتە مائة وعشرین الفا من الناس بقطع الراس لمجرد الاحتجاج علی ضیاع کرامتهم. 

وهکذا ومنذ فجر الاسلام تحارب الفرق الاسلامیة بعضها بعضا وتکفر بعضها بعضا  حتی مات حول جمل عائشة زوجة الرسول  خمسة عشر الف مسلم ونحن لا نعلم من فیهم من یمکن ان نصفە بالشهید ومن فیهم من یمکن ان نصفە بالظالم المفتري  کما لا نعلم من منهم بريء وبلا خطایا الذي لم یرتکب جرائم البشعة كالسلب والنهب والاغتصاب والسبایا و الغنائم اثناء احتلال الشعوب عندما کانوا احرارا في موطنهم باسم الفتوحات.

محمد عزالدین