في ذكرى رحيله.. أكاديميون وشخصيات سياسية: المناضل عادل مراد شخصية احتوت اطياف ومكونات الشعب كافة
أكد أكاديميون وشخصيات كوردية سياسية واصدقاء للمناضل الراحل عادل مراد، ان الاخير ترك فراغا كبيرا في الساحة السياسية والاعلامية، مشيرين الى ان هذه الشخصية الصنديدة من النادر ان تتكرر، مؤكدين في الوقت ذاته على انها شخصية نادرة التكرار في الاوساط السياسية والعلامية والاجتماعية الكوردية والعراقية.
ويصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية الثالثة لرحيل المناضل الصنديد عادل مراد عضو الهيئة التأسيسية للاتحاد الوطني الكوردستاني، الذي وافته المنية يوم الجمعة 18/5/2018، في أحد مشافي مدينة كولن الالمانية.
وقال الدكتور عباس عبدي احد اصدقاء المناضل الراحل عادل مراد خلال حديث خاص لـ PUKmedia: تعرفت على هذه الشخصية المناضلة عادل مراد المناضل في بغداد سنة 1970، اذ كان له دور كبير في القضية الكوردية في حينها وكان مناضلا شجاعا وله الدور الكبير في تنظيم الطلبة الكورد في بغداد وانضمامهم الى الحركة الكوردية في ضوء اتحاد طلبة كوردستان.
واضاف عبدي، كنا نعمل سوية من اجل القضية الكوردية وكان له دور كبير في تشجيع الطلبة في دعم هذه القضية، وكان على الدوام يزرونا في دار الطلبة للسؤال عن احوالنا ودعمنا معنويا وماديا، مبينا ان المناضل الراحل عادل مراد كان احد الاعمدة الشامخة اذ انه كان مسؤولا عن تنظيماتنا، مردفا انه كان مناضلا صلبا لا يكل في عمله السياسي والتنظيمي.
وتابع عبدي، ان الراحل كان له الدور البارز في جمع الكورد وباقي اطياف الشعب العراقي تحت مظلة الاتحاد الوطني الكوردستاني، خصوصا بعد سقوط النظام الفاشي عام 2003، اذ التحق مراد في بغداد وكان مسؤولا عن الجبهة الوطنية عن الاتحاد الوطني الكوردستاني حيث كان في اتصال مباشر مع جميع الاحزاب والاتحادات والاطراف السياسية والوطنية في العراق والدول الاقليمية وكان له اتصالات مستمرة معهم، بدعم مباشر من فقيد الأمة الرئيس الراحل مام جلال.
واستطرد، في السليمانية كان له دور كبير في الاعلام في تنظيم الصحف والبرامج التلفزيونية والاعلامية، وكان نشيطا في كتابة المقالات والعمل السياسي الاعلامي، وبرحيله ترك فراغا كبيرا في هذه المجالات التي لا يمكن ملؤها، مؤكدا في الوقت نفسه ان الراحل عادل مراد كان رمزا وله علاقات واسعة مع الادباء والشعراء والسياسيين في العراق والعالم العربي، لما له من علاقات مع الفلسطينين واللبنانين والسورييين والمصريين، ولم تقتصر علاقته على الصعيد الكوردي فقط، بل كان يمثل مظلة لجميع الفئات والمذاهب والقوميات وكان صديقا للجميع.
وقال الدكتور عباس عبدي، ايضا: ان الراحل عادل مراد كان حلقة الوصل بين الجبهة الكوردستانية وعلماء الدين في النجف وكربلاء، وكانت له رؤيا صادقة، وكان الكثير من السياسيين يشيدون بدوره وخطواته الحثيثة التي يخطيها من اجل التقارب بين الكورد وباقي اطياف الشعب العراقي، مختتما حديثه: "ان رحيله يمثل غضة في القلب"
الباحث والاكاديمي الدكتور صلاح اركوازي، يبين ان الراحل عادل مراد لعب دورا محوريا في الوسط السياسي سواء على صعيد الاتحاد الوطني الكوردستاني او على صعيدي اقليم كوردستان والعراق على حد سواء.
وقال اركوازي خلال حيدث خاص لـ PUKmedia، ان المناضل عادل مراد كان شخصية لعبت دورا محوريا سواء داخل الاتحاد الوطني كونه احد مؤسسيها ومنظريها او على مستوى كوردستان والعراق، مشيرا الى إن الشخصية الوسطية لهذا المناضل جعلته ان مقبولا في الاوساط السياسية منها والثقافية والاجتماعية.
واضاف، انه وخلال تروؤسه للمجلس المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني، كانت تلك الفترة تمثل العصر الذهبي لهذا المجلس وللاتحاد الوطني ، على حد وصفه، ناهيك عن طبيعية ومدى العلاقات الواسعة والطيبة التي كان يمتلكها الراحل سواء داخل كوردستان والعراق او خارجه، مضيفا بالقول: "اتذكر في اخر لقاء معه قبل وفاته استرجع الراحل مراحل مهمة في تاريخ الاتحاد والمعارضة وكنت تحس بانه بحق انسانا موسوعيا ذو تجربه غزيزة، فقد صقلته تجارب الحياة صقلا لكن هذه هي حال الدنيا لابد ان يرحل من عليه"، مختتما حديثه، انه وبالفعل فقد رحل تاركا ارثا غزيزا وهو نتاج عشرات السنين من الكفاح والنضال والغربة ضد الدكتاتورية فالرحمة للراحل عادل مراد ورحمه الله برحمته الواسعة.
بموازاة اعلاه، وصف احد رفاق الراحل عادل مراد انه كان شخصا نظيف القلب واليدين، وكان من مشجعي الاخوة الكوردية العربية.
اذ قال محسن محمد ولي خلال حديث خاص لـ PUKmedia: ، وهو احد رفاق درب المناضل الراحل عادل مراد،والذي بدأ العمل السياسي والاعلامي معه منذ عام 1997، انه كان لي ارتباط وثيق مع الراحل عادل مراد، هذا المناضل القدير والذي هو من مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني، واني عملت معه حتى بعد فترة سقوط النظام الدكتاتوري لعدة سنوات.
كان الراحل، مناضلا بمعنى الكلمة مناضلا يهدف الى تحقيق اهداف الشعب الكوردي وتحقيق الديمقراطية للعراق وكان من المشجعين للاخوة العربية الكوردية، مؤكدا اني وجدت في هذا الرجل، نظافة اليدين والقلب، وانه افنى نفسه وحياته في سبيل خدمة هذا الهدف، معربا عن اعتقاده انه لا يمكن وصف وحصر هكذا مناضل من خلال سطور بل وان اللسان يعجز عن قول الكلام حول، على حد وصفه.
وحول علاقاته الاقليمة والدولية، اشار ولي، ان المناضل الراحل، كان له الدور الابرز في العمل السياسي ويؤمن ايمانا راسخا بالاخوة العربية الكوردية، والصداقة بين الجانبين ويؤكد على ضرورة ان يبقى الكورد مع العرب لوجود مشتركات بين الجانبين، مشيدا بالعلاقات السياسية مع الاطراف الكوردية والعراقية، وانه كان رجلا اعلاميا يشهد له التأريخ وله صلات واسعة مع الاعلاميين والسياسيين في الدول العربية وبعض الكتاب من دول الكويت وسوريا والامارات، بل وحتى المخالفين له كانوا يشيدون به وبمكانته.
واختتم ولي حديثه حول المناضل الراحل عادل مراد، ان رحيله ترك فراغا كبيرا في القلب والوجدان ومن الصعب ملؤه، كونه كان يمثل الأخ والصديق والسياسي والاعلامي، ومن الصعب ان نصادف شخصية ولدتها الساحة الكوردية.
عادل مراد، انضم في ستينات القرن الماضي، الى اتحاد طلبة كوردستان، واصبح بعدها سكرتيرا للاتحاد، وكان احد المناضلين ورفيق درب النضال لفقيد الامة الرئيس مام جلال، واحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني، وانتخب سكرتيرا للمجلس المركزي في المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني.
وخلال مسيرته النضالية في صفوف ثوار الحركة التحررية لشعب كوردستان، كانت للفقيد عادل مراد موقف مشرفة ودور بارز اثناء تسلمه المناصب الحزبية والحكومية.
ولد عضو الهيئة التأسيسية في الاتحاد الوطني الكوردستاني الراحل عادل مراد في كانون الاول ديسمبر عام 1949 بمدينة بغداد لعائلة كوردية فيلية مناضلة ونظرا لعمق انتمائه الوطني ونشاطاته الطلابية وعمق انتمائه القومي، انخرط في النضال السياسي عام 1965 بالانضمام الى صفوف تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي تأسس في بغداد عام 1946.
التحق بالدراسة الجامعية عام 1966 كطالب في قسم الكيمياء في كلية التربية بجامعة بغداد، حيث اشرف في تلك الفترة على التنظيمات الطلابية للحزب الديمقراطي في بغداد، اضطر الى ترك دراسته في جامعة بغداد، بعد بروز نشاطه السياسي، وملاحقته من قبل جلاوزة النظام المباد، ليلتحق بعدها بزملائه البيشمركة في جبال كوردستان.
تسنم بعد تركه مدينته بغداد منصب عضو محور منطقة بالك بمحافظة اربيل، وكان الى جانب مهامه الحزبية يدرس عددا من المواد المنهجية والسياسية، في احدى مدارس قرية كلالة كاحد مدرسي الثورة آنذاك.
وبعد الاعلان عن بيان 11 اذار انتخب عادل مراد في مؤتمر اتحاد طلبة كوردستان كاول سكرتير منتخب ليصبح بعدها نائباً لمسؤول التنظيمات المهنية في العراق، الا انه ونظرا للضغوطات التي مورست بحقه من قبل النظام البعثي وقبل ان تبدأ مرحلة القتال بين البعث والثورة الكوردية عام 1974، اضطر ثانية الى ترك بغداد، ليستقر في المناطق الجبلية التي كانت تحت حكم الثورة.
وفي عام 1975 وبعد اعلان انتهاء الثورة الكوردية، عقب اتفاقية الجزائر بين النظام البعثي وشاه ايران، توجه مراد الى ايران وبعدها الى لبنان ومنها الى دمشق، التي تمكن الى جانب الرئيس مام جلال وعدد من القيادات الكوردية البارزة من تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني فيها.
تمكن عادل مراد وثلة من رفاقه في قيادة الاتحاد الوطني بعد عام واحد من الاعلان عن البيان التأسيسي الاول للاتحاد الوطني الكوردستاني، في الاول من حزيران عام 1976 من ارسال اول مفرزة مسلحة الى جبال كوردستان بعد تجهيزهم بالاسلحة والمعدات اللوجستية، بقيادة الشهيد النقيب ابراهيم عزو و 28 اخرين من البيشمركة للاعلان رسميا عن بدء النضال المسلح لاسقاط النظام الدكتاتوري في العراق انذاك.
تسلم مراد بعد تأسيس الاتحاد الوطني منصب مسؤول تنظيمات الداخل وفي خارج البلاد، ليتوجه بعدها الى اوروبا في مسعى منه لبناء هيكل تنظيمي فاعل للاتحاد الوطني وحث الشباب الثوريين على الانخراط في الثورة الجديدة التي اسسها الاتحاد الوطني في سوريا تحت شعار الثورة العراقية المندلعة في جبال كوردستان.
التحق عادل مراد عام 1979 بقيادة قوات البيشمركة التي كانت تتمركز انذاك في منطقة خري ناوزنك بعد عودته من سوريا، ونظرا لعمق علاقاته مع اغلب التيارات والاحزاب السياسية العربية والتقدمية والاشتراكية في العراق والعالم العربي، اضطر الى ترك النضال المسلح والتوجه مجددا الى لبنان وسوريا، حيث كان تواجد اغلب تنظيمات الاحزاب والقوى السياسية العراقية والعربية المناهضة للحكومات الدكتاتورية.
شارك مراد مع رفاقه في الاتحاد الوطني بالتهيئة لانتفاضة شعب عام 1991، ليتدرج بعدها في اغلب المناصب القيادية الرفيعة داخل الاتحاد الوطني، لينتخب من قبل المؤتمر العام الاول عام 1992 عضوا للمكتب السياسي، تسلم بعدها عام 1994 مسؤولية مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الذي بقي فيه لغاية عام 2000، ليتركه ويتوجه لتولي مسؤولية مكتب علاقات الاتحاد الوطني في دمشق.
شارك عام 2003 في الجهود المبذولة لاسقاط النظام البعثي المباد، تمكن من دخول مدينة بغداد مع طلائع تنظيمات الاتحاد الوطني، واسهم بشكل فاعل الى جانب احزاب المعارضة العراقية التي عادت الى العراق بعد سقوط النظام في بناء التجربة الديمقراطية وصياغة الدستور الدائم حيث كان يشغل انذاك منصب مساعد للرئيس مام جلال في مجلس الحكم المؤقت.
تسلم منصب سفير العراق لدى رومانيا عام 2004 وبقي في هذا المنصب لغاية عام 2010، اخلى منصبه كعضو في المكتب السياسي للاتحاد الوطني في مؤتمره الثالث ليتيح الفرصة امام الملاكات الشابة ان تتقدم في مراكز الحزب العليا، منح على اثرها قلادة التقدير من المؤتمر.
تسلم منصب سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني عام 2011 بعد توصية والحاح من الرئيس مام جلال، وبقي فيه حتى اخر ايام حياته.
كان الراحل رجلاً مضحياً متمسكاً بمواقفه المبدئية الرصينة لم يحد عن الشعارات والقيم النبيلة التي عرف بها حارب بكل قوة الفساد والمحسوبية والتبعية والتفرد، حتى داخل حزبه حيث كان يخرج في كثير من الاحيان عن مواقف بعض قيادات حزبه.
اصدر العديد من البيانات والرسائل التي اكد خلالها على ضرورة التزام الكورد بعمقهم الاستراتيجي في العراق، مؤكدا على الحفاظ على العلاقات التاريخية التي بناها مع رفيق دربه مام جلال مع شتى القوى والاحزاب العراقية والعربية.
PUKmedia هاميار علي