منديل: جميع المتاحف العراقية تعرضت الى هجمات شرسة
شددت المديرية العامة لدائرة المتاحف التابعة لوزارة الثقافة والاثار في الحكومة الاتحادية، يوم الاربعاء، حاجة المتاحف العراقية الى العمل الكثير للنهوض بواقعها، مؤكدة على ان العراق كان سباقا في انشاء اولى المتاحف في العالم.
ويصادف يوم الـ 18 من شهر ايار من كل عام اليوم العالمي للمتاحف، بقيام المجلس الدولي للمتاحف ICOM بقيامها عام 1946 بتحديد هذا هذا التاريخ كيوم عالمي للمتاحف من خلال ضم عدد كبير من الدول وصل الى 146 دولة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور عباس عبد منديل معاون مدير عام دائرة المتاحف العراقية خلال حديث خاص لـ PUKmedia، ان العراق كان سباقا في انشاء اولى المتاحف عبر العصور الزمنية، اذ كان اول متحف بالعالم هو ما قام به الملك نبوخذنصر الثاني بانشاء متحف قرب القصر الجنوبي في مدينة بابل ثم تلاه بعد ذلك الملك نبونائيد والذي كان يطلق عليه الملك المتحفي اذ انشأ لابنته متحفا في مدينة أور، والتي كانت مولعة بجمع القطع الاثرية.
واضاف عبد منديل، ان العراق ما زال للاسف غير منضم الى المجلس الدولي للمتاحف، على الرغم من تشكيل اللجنة الوطنية العراقية للمجلس الدولي للمتاحف والتي لم تفعل الى الآن، مبينا انه ومن خلال شخصه يقوم بتفعيل انضمام العراق الى المجلس الدولي للمتاحف، وحصوله على شرف العضوية في المجلس كأول عراقي.
واشار الى، ان انشاء المتاحف في العراق يعتبر من اولويات وزارة الثقافة والاثار في الحكومة الاتحادية والقائمين على العمل الثقافي في البلاد، لافتا الى ان العراق واقليم كوردستان لديها العديد من المتحاف اذ يصل عددها الى 14 متحفا في المحافظات العراقية فضلا عن المتاحف في اقليم كوردستان، مشيرا الى ان جميع المتاحف العراقية تعرضت الى هجمات شرسة منذ بداية تسعينات القرن الماضي مرورا بفترة ما بعد 2003 والى الوقت الحالي، وتسبب بوقوع ضرر كبير بجيع تلك المتاحف بسبب النزاعات المسلحة التي قامت في العراق.
وأكد عبد منديل، ان الدولة جادة في اعادة تأهيل وتهيئة تلك المتاحف من خلال اعادة اعمارها، اذ تم لغاية الان ومن مجموع 14 متحفا، افتتاح 5 من تلك المتاحف، 4 منها في بابل والسماوة والناصرية والبصرة الحضاري، وان متحف ميسان الحضاري قيد الافتتاح.
وقال ايضا: ان الخطط موضوعة ومستمرة من اجل افتتاح باقي المتاحف في العراق، وهي متاحف حضارية وفرعية وتمثل نموذجا مصغرا للمتحف العراقي الحضاري وكل محافظات العراق توجد فيها متحف تعرض فيها اثار بلاد الرافدين وبأسلوب التسلسل الزمني ،مبينا ان هذه المتاحف هي متاحف حضارية كبيرة بعضها شيد على اساس العمارة النمطية اي المتاشبهة مثل متحف كركوك والديوانية وديالى وغيرها من المتاحف.
واردف ، ان مسؤولية عرض وصيانة القطع تقع على عاتق الدولة، وان القطع الاثرية التي سرقت ونهبت من المتاحف ومنها المتحف العراقي عام 2003 عملت الدولة بالتنسيق مع منظمى الانتبرول الدولي والمنظمات الناشطة الاخرى في هذا المجال على استعادة تلك القطع وذلك من خلال مراقبة المزادات الموجودة في العالم مثل الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية الغربية منها بالتحديد.
وتابع، ان العراق سعى جاهدا ومنذ عام 2003 وما سبقتها من السنين الى وضع سياسة منهجية لاسترداد اثاره المنهوبة في كل متاحف العالم سواء ما موجودة في المتاحف او في مجاميع متحفية صغيرة ربما تقع ضمن هواة او في قصور، بالتنسيق مع الشرطة الدولية، مؤكدا حاجة المتاحف العراقية الى الكثير من دعم المنظمات الدولية التي تعنى بالثقافة والناشطة في هذا المجال، منوها الى ان المتاحف تفتقر للتقنيات الحديثة التي وصلت الى المتاحف العالمية ولم تصل الى المتاحف العراقية بسبب كثرة الحروب والنزاعات المسلحة وكثرة اغلاقات المتاحف واخرها جائحة كورونا.
واختتم عبد منديل حديثه، ان متاحفنا تقع في مناطق هشة من الناحية الامنية وكانت المحافظات تحت سيطرة داعش، وذلك ولد بطبيعة الحال عدم حصول المتاحف على حيز كاف من النشاطات والمواكبة العلمية وحاجتها الى الكثير من الامور للنهوض بها من خلال وسائل العرض او من خلال حماية المجموعات المتحفية وخزنها وصيانتها.
PUKmedia هاميار علي