ترحيب بالنهج الريادي الذي يعتمده فريق التحقيق "يونيتاد"
رحّبت الدول الأعضاء لدى الأمم المتحدة بالنهج المبتكر المُرتكز على التكنولوجيا الذي انتهجه فريق التحقيق (يونيتاد) في جمع الأدلة عن جرائم تنظيم داعش في اجتماع لمجلس الأمن بصيغة "آريا"، الذي انعقد بتاريخ 12 أيار/مايو، برئاسة المملكة المتحدة.
وبحسب بيان ليونامي تلقى PUKmedia نسخة منه اليوم الخميس، جرى خلال هذا الحدث تسليط الضوء على ركيزتين أساسيتين من ركائز الابتكار تناولت كيفية استخدام التكنولوجيا المتقدمة من قبل فريق التحقيق (يونيتاد) لتحقيق الحدّ الأقصى لاستخدام البيانات الهائلة التي جمعها الفريق، والأساليب الرائدة فيما يتعلق بالانخراط مع الشهود والتي كانت كفيلة لتمكين الناجين من التقدّم والإدلاء برواياتهم في ظلّ بيئة داعمة ومراعية لصدماتهم.
وفي مستهل الاجتماع، عرض المستشار الخاص كريم خان شريطاً مصوراً يوضّح مجموعة من التقنيات التي اعتمدها الفريق لجمع نماذج ثلاثية الأبعاد لمسارح الجرائم، وتنقيب مواقع المقابر الجماعية المرتبطة بجرائم تنظيم داعش، وتحليل سجلات التنظيم الداخلية التي توثّق الأدلة على جرائمهم. وفي إشارة إلى حضور الحائزة على جائزة نوبل للسلام السيدة ناديا مراد، أردف المستشار الخاص السيد كريم خان قائلاً: "إنّ ما سترونه اليوم ليس فيلماً أو سرداً من وحي الخيال، بل هو قصة حقيقة واقعية؛ فالقرية التي سوف تشاهدونها هي قرية ناديا، والمدرسة التي سترونها كانت مدرسة ناديا ". وأضاف المستشار الخاص قائلاً إنّ هذا الاجتماع سوف يساهم في تسليط الضوء على كيفية تسخير فريق التحقيق (يونيتاد) للتكنولوجيا في تصوير مشاهد الجرائم هذه وجليها إلى المحاكم الوطنية، على صعيد عالمي.
وأقرّت السيدة ناديا مراد أنّ الزخم في أنشطة فريق التحقيق (يونيتاد) سمح بالمضي إلى الأمام على نحو لم تكن تعتقد أنه ممكن؛ وأشارت قائلة: "لو تمّ إخباري أن خلال أربع سنوات من اضطلاع هذا الفريق بعمله سأتمكن من دفن إخوتي، ما كنت لأصدق". وأشارت كذلك إلى أنه "إن كان للعدالة الحقيقية والمصالحة أن تتجلى، فيجب أن يشهد الناجون المحاكمات العادلة في المحاكم العراقية وأن يتم إشراك الناجين في هذه العملية بكافة مراحلها ".
السيدة أمل كلوني، محامية ضحايا تنظيم داعش، التي تحدثت أيضاً عن الضرورة الدؤوبة في مساءلة أعضاء تنظيم داعش عن جرائمهم، أشارت إلى أن تنظيم داعش لم يحاول التعتيم على جرائمه ولكنه في الواقع قام بنشرها على نطاق واسع، مؤكدة على أنّ الاستخدامات المبتكرة للتكنولوجيا التي اعتمدها فريق التحقيق (يونيتاد) يُمكن استخدامها لكشف التاريخ الرقمي لجرائم تنظيم داعش، مشيرة إلى أن فريق التحقيق (يونيتاد) قد أنهى الآن موجز القضية الأولي الخاص بالجرائم ضد المجتمع الأيزيدي ووجد أدلة واضحة ومقنعة على الإبادة الجماعية. وشددت السيدة امل كلوني على أنه "لطالما كان الهدف من هذه التحقيقات أن تكون البداية وليس النهاية"، وناشدت الدول "التي تؤمن بحقوق الإنسان إلى الالتزام بإجراء محاكمات دولية".
وأكّد جاستن سبيلهوغ، نائب رئيس مجموعة التكنولوجيا للتأثير الاجتماعي لدى شركة مايكروسوفت، على كيفية قيام الشراكة بين مايكروسوفت وفريق التحقيق (يونيتاد) في تطوير "مشروع سيتو" (Zeteo) من خلال تسخير الأدوات المتطورة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في الجهود المبذولة لتحديد المسؤولين عن جرائم تنظيم داعش. وأشار السيد سبيلهوغ إلى أنّ الفرص التي يوفرها مثل هكذا تطبيق في التحقيقات الجنائية كانت واسعة، مؤكداً أن "القاسم المشترك الذي يربط بين هذه الجهود هو تركيزنا على استخدام الذكاء الاصطناعي للتقصي عن الحقيقة والرؤية القابلة للتنفيذ في كم هائل من البيانات ليتسنى للمحققين، والباحثين، والعاملين في الخطوط الأمامية وصانعي السياسات اتخاذ إجراءات أكثر فعالية. إنّ عملنا مع فريق التحقيق (يونيتاد) يجسّد حقاً الهدف المتمثل في البحث عن الحقيقة والرؤية القابلة للتنفيذ والبيانات". كما شدد على أهمية العمل المنجز وأعرب عن أمله "في إمكانية مشاركة هذه الجهود مع الآخرين، واستخدام المعارف الجماعية التي تم اكتسابها لتحقيق المساءلة والعدالة في التحقيقات الجنائية الدولية المهمة الأخرى".
ولتسليط الضوء على الشراكة بين فريق التحقيق (يونيتاد) وجامعة ستانفورد فيما يتعلق باعتماد نهج مراعي للصدمات النفسية عند التعامل مع الناجين، أشار الدكتور دارين ريخيرتر إلى أن تلبية احتياجات أولئك الذين عانوا من الصدمات لا يُمثّل النهج الصحيح من منظور طبي ومعياري فحسب، بل أنه ضروري أيضاً لضمان تمكين الناجين من تقديم أفضل الشهادات الممكنة.
ورحّبت الدول الأعضاء بالنهج الريادي الذي يعتمده فريق التحقيق (يونيتاد) في تنفيذ ولايته وأكدت التزامها بمواصلة دعم أنشطته. وأشار عدد من الدول إلى هذه الريادية في بعض ممارسات عمل فريق التحقيق (يونيتاد)، مؤكدين على ضرورة تعزيز هذه الممارسات الجيدة وتنفيذها.
واختتم المستشار الخاص خان الاجتماع بالإشارة إلى دعم مجلس الأمن القوي والموحد لفريق التحقيق (يونيتاد) والذي يوفر الاساس لتعزيز الجهود على الصعيد العالمي للتحقيق مع أعضاء تنظيم داعش ومحاكمتهم على جرائمهم. وصرّح المستشار الخاص قائلاً: "أود أن أقترح، ببساطة وبكل تواضع، على جميع أعضاء الأمم المتحدة النظر في الخيار القانوني الذي تدركون وجوده، والنظر في الأدوات القانونية المتاحة، وفتح الأبواب التي يعي الجميع أنّها موجودة؛ فلقد حددتم التوافق بالآراء؛ وحددتم هذه الأرضية المشتركة، فأطلب منكم بكلّ احترام أن تتمسكوا بها وتقفوا عندها وتبنوا عليها ".
PUKmedia اعلام يونامي