إفتتاح أول معرض للهولوكوست في العالم العربي
افتتحت مدينة دبي معرضًا تذكاريًا للهولوكوست، يُعتبر الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت كاثرين ماير، الأمينة العامة للتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، لـCNN إنه "يذكرنا بأن الطابع غير المسبوق للهولوكوست سيكون له دوماً معنى عالمي"، مؤكدة أن أهمية النصب التذكارية والمتاحف تزداد لضمان عدم نسيان هذا الحدث المروع.
وفي متحف معبر الحضارات بدبي، يكشف معرض "نحن نتذكر"، الذي افتتح للعامة الشهر الماضي، عن شهادات مباشرة للناجين من المحرقة.
ومن المأمول أن يصبح المعرض مفتوحاً بشكل دائم.ويقول إيلي أبادي، والذي يتولى منصب الحاخام الأكبر في المجلس اليهودي في الإمارات، إن "هذا المعرض الدائم الجديد مهم للغاية حيث لم يتم تنظيم أي شيء مماثل في المنطقة".
وأضاف: "رغم إدراك معظم الناس في الشرق الأوسط للهولوكوست، إلا أنهم لا يتحدثون عن المحرقة كثيرًا. واليوم، تصبح المنطقة أكثر انفتاحًا، وهذا المعرض يثني على ما حدث ويظهر الاعتراف العام بالتاريخ".
ويعرض المتحف فنًا أنتجته الحضارات والثقافات المختلفة على مدى عدة قرون. ويقول القيمون على المعرض إنه من المناسب أن يستضيف هذا العرض الجديد.
ويهدف المعرض إلى تثقيف وتوعية أكثر من 200 جنسية مختلفة بدبي بشأن الهولوكوست.
ويأخذك المعرض، وهو يتألف من غرفة واحدة، في سلسلة زمنية تبدأ من الأحداث التي أدت إلى حدوث عملية الهولوكوست وأثنائها وبعدها.
وتتم رواية قصة الهولوكوست من خلال الناس الذين عاشوا أحداثها.
وقتل النازيون أكثر من ستة ملايين يهودي خلال عملية الهولوكوست، إلى جانب ملايين آخرين بمن فيهم الأشخاص من ذوي الاجتياجات الخاصة، والمثليين، والمعارضين السياسيين، والأشخاص من الأقليات الدينية والعرقية.
ويقول مؤسس المتحف الإماراتي، أحمد عبيد المنصوري، إن توقيت افتتاح معرض الهولوكوست في المنطقة كان صحيحًا، مضيفًا أن "المحرقة كانت جريمة ضد الإنسانية. وعندما يكون لديك حدث من هذا القبيل، يجب أن تفصله عن الأحداث الأخرى. المتحف ليس مكانًا سياسيًا، بل
وتقول يائيل غرافي، وهي إحدى القيمات على المعرض، إنها مسرورة لتمكنها من تثقيف الناس حول هذه العملية.
وأضافت: "هذا مثل قاموس الهولوكوست. تتعلم أشياء تريد معرفتها عن الهولوكوست، لكنك لم تتجرأ أبدًا على السؤال عنها، مثلاً: ما هو معسكر الموت؟، وهل خطط النازيون لقتل اليهود منذ بداية النظام؟، وماذا يعني الحل النهائي؟".
وفي كلمة ألقاها في الافتتاح الرسمي للمعرض الأسبوع الماضي، قال بيتر فيشر، سفير ألمانيا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الهولوكوست هو "علامة أبدية على العار في بلدي"، مضيفاً: "أهنئ دولة الإمارات على سياسة التسامح التي تنتهجها. طريق التعصب ليس طريقًا صحيحًا، حيث سيؤدي إلى معاناة كبيرة، حتى إلى كارثة، خذها من ألماني".
وكان من المفترض أن يتم الافتتاح الرسمي للمعرض في 8 أبريل/ نيسان، بمناسبة يوم ذكرى الهولوكوست الثمانين، لكن قيود فيروس كورونا تسببت بتأجيله.
وفي وسط المعرض، ستجد صورة لطفل صغير التقصها أحد أشهر مصوري الهولوكوست. ويقول أمناء المتحف إن صورته محاطة بأسلحة حقيقية تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، حتى يشعر زوار المعرض بحجم الحدث الكارثي.
وتقول غرافي: "لقي 1.5 مليون طفل حتفهم في الهولوكوست خلال الحرب العالمية الثانية.. نحاول أن نظهر أن كل طفل لديه قصة".
ويتخصص قسم من المعرض بالعرب والمسلمين الذين ساعدوا في إنقاذ اليهود خلال أحداث عملية الهولوكوست. ويسلط الضوء على التاريخ الغني والتعايش بين العرب والمسلمين والمسيحيين واليهود خلال القرن العشرين.
ويقول المنصوري: "عندما يتحدث الناس عن الهولوكوست والعالم العربي، هناك الكثير من التفسيرات المختلفة.. لدينا الكثير من القصص الجيدة عن مساعدة العرب والمسلمين لليهود بمرور الوقت، وهذا هو الجانب الإيجابي الذي لا يعرفه الناس، كما أننا نريد تثقيفهم بشأنه".
ولجأ المئات من اليهود إلى ألبانيا في عام 1943، واستقبلهم غالبية السكان المسلمين.
ويشيد المعرض بواحد من أقدس التقاليد الثقافية في ألبانيا، والمشار إليه باسم "بيسا"، أي " كلمة شرف". ويركز المعرض على حماية الناس في أوقات الحاجة، بغض النظر عن المكان الذي يأتون منه.
ويذكر أن ألبانيا هي الدولة الوحيدة التي ارتفع فيها عدد اليهود بعد أحداث عملية الهولوكوست، بحسبما أوضحته غرافي.
PUKmedia / عن سي ان ان