اخبار العراق الان

يختفون عن ذويهم فجأة.. ظاهرة خطيرة تستهدف المراهقين في العراق - عاجل

يختفون عن ذويهم فجأة.. ظاهرة خطيرة تستهدف المراهقين في العراق - عاجل
يختفون عن ذويهم فجأة.. ظاهرة خطيرة تستهدف المراهقين في العراق - عاجل

2021-06-13 00:00:00 - المصدر: بغداد اليوم


بغداد اليوم - تقرير : محمود المفرجي الحسيني

رغم القيم النبيلة التي يتمتع بها العراق، ان كانت اجتماعية او أخلاقية، الا ان التحول المفاجئ الذي أصاب البلد بعد عام 2003، احدث تغييرا في هذه القيم، بسبب عدة عوامل منها الفقر والحاجة والفاقة الذي أصاب ثلة كبيرة من المجتمع العراقي، فضلا عن اجتياح الانترنت وتكنلوجيا المعلومات البلد بشكل سريع وانجراف وانسجام الطبقة المراهقة والشابة معه.

ومن هذه القيم هي التغيير الواضح لسلوك المراهقين، الذين تأثروا بهذه الثورة التكنولوجيا بشكل ربما كامل، واصبحوا عرضة لخطر الانحراف ولاسيما من قبل المراهقين الذين لا يتلقون مراقبة لصيقة من أهلهم وذويهم.

هؤلاء المراهقين يعيشون وفي داخلهم فورة الشباب وعنفوانه، لا يعرفون انهم في اخطر أيام حياتهم وانهم في مرحلة مفصلية من هذه الحياة، وسيكونوا عرضة للانحراف ما اذا تم توجيههم بصورة صحيحة وحقيقية.

هذه الثلة من الشباب تم استغلالهم من المجرمين من أصحاب النفوس الضعيفة، الذين ساهموا بتلويث فطرتهم واستغلال قصر تفكيرهم وعدم خبرتهم بالحياة، وقاموا بممارسات استهدفت هؤلاء الشباب الذين بدلا من ان يتبوؤوا الأمكنة الصحيحة التي ينتظرها مستقبلهم ليكونوا عماد للبلد ويساهموا في بناءه.

ورصدت (بغداد اليوم)، ظاهرة جديدة غريبة وبعيدة كل البعد عن المجتمع العراقي، هي قيام مجهولين بغسل ادمغة الشباب من المراهقين، ودفهم الى التمرد على ذويهم والاختفاء عنهم بصورة مفاجئة ودون سابق انذار.

فواحدة من الحالات ، هي التي اصابت المراهق (هـ ح)، الذي يقطن في احدى احياء بغداد، والذي اختفى عن اهله بصورة مفاجئة.

وقال مصدر مطلع لـ (بغداد اليوم)، ان "المراهق قام بقفل هاتفه الشخصي، وكل الوسائل التي يمكن ان توصل ذويه اليه، مشيرا الى ان ذويه، قاموا بالاتصال بالشرطة والتبليغ عن قضيته".

وأضاف، ان "رجال الشرطة قاموا بالتحقيق من اجل الوصول الى المراهق، لكنهم لم يجدوه، مبينا، انه "بعد فترة وبعد تتبع هاتفه الشخصي، تم إيجاد المراهق في احدى المحافظات الشمالية ".

وأوضح، عند سؤاله عن سبب اختفاءه، بين المراهق انه تعرف على مجموعة من الأشخاص الذي اقنعوه بضرورة التحرر من عائلته وان يحدد مستقبله بمفرده، وانه قادر على هذه المهمة".

وهناك حادثة ثانية مشابهة، أيضا باختفاء احد المراهقين وبنفس الطريقة، من احدى المحافظات القريبة الى بغداد، حيث بعد ان عجز ذويه على ايجاده، اتصلوا بالشرطة التي قامت بتتبع هاتفه الشخصي لكن دون جدوى لانه اقفل الهاتف.

وقال مصدر مقرب من عائلته، لـ (بغداد اليوم)، انه "في احد الأيام قام بفتح هاتفه، وتم تتبع المكالمة واكتشفت الشرطة بان الهاتف فتح في احدى شوارع بغداد المعروفة، فقامت بالذهاب بنفس الشارع وتم إيجاد خيوط للوصول اليه، لكنه اختفى مرة ثانية بعد ان علم بان هناك من يسأل عنه".

هذه الممارسات التي يقوم بها هؤلاء المجرمين، شبيهة الى حد كبير، بممارسة اشخاص اخرين يقوموا باستغلال المراهقات، من اللواتي يهربن من اهلهن نتيجة المشاكل العائلية او العنف الذي يتعرضن اليه من ذويهن.

والشابة (ي)، (21 عاما)، هي واحدة من ضحايا هذه الوحوش الكاسرة، التي تم استغلالها من قبل احد الأشخاص الذي بدلا من ان يأويها ويساعدها بالرجوع الى أهلها، قام بالاتجار بها.

وقالت (ي) لـ (بغداد اليوم)، انه "اسكن في احدة المحافظات القريبة على بغداد، وقمت بالهروب من منزل اهلي عندما كان عمري 17 عاما، بسبب العنف الذي كنت اتعرض له من والدي.

وأضافت "بعد هروبي من المنزل وقفت لي سيارة يقودها احد الأشخاص، وعندما رأى الخوف والدهشة وصغر سني، سألني عن أسباب الخوف، فقصصت عليه قضيتي، واخبرني انه سيأخذني الى منزله الذي فيه والدته فقط".

وتابعت "بعد فترة اتضح ان هذه المرأة ليست والدته، مبينة ان الشخص الذي جلبها، اتى مرة ثانية وعرضها على احدى مطاعم (الكوفي شوب)، في بغداد فرفضت في بادئ الامر، لكنه عرض علي الزواج ، وحينها وافقت لكنه قام بتسليمي اليهم.

وهناك الكثير من الحالات في البلد، استطاعت من خلالها الشرطة المجتمعية التابعة لدائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية، ان تعيد فتيات معنفات الى ذويهم.

وأعادت الشرطة المجتمعية في دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية، نهاية الشهر الحالي، فتاة بعمر الـ ١٧ عاما هربت من ذويها بسبب التعنيف.

وقال بيان لوزارة الداخلية، ان "العملية جاءت على خلفية لجوء الفتاة الى الشرطة المجتمعية هاربة من ذويها في إحدى مناطق بغداد وعليها آثار تعذيب وضرب، وقدمت لها المجتمعية الدعم النفسي والمعنوي، وتم الوقوف على أسباب تعنيفها".

وأضاف، ان "الفتاة رفضت تقديم شكوى أو بلاغ على ذويها، الأمر الذي دعا المجتمعية الى استدعاء ذويها وافهامهم بالأخطاء الجسيمة المترتبة على تعنيف الأبناء، وما يترتب عليه من أثار سلبية على شخصية المعنف ومستقبله، فضلا عن المخالفة القانونية والشرعية والأخلاقية".

وأوضح، ان " الشرطة المجتمعية أخذت تعهدا أصوليا من ذوي الفتاة بعدم تعنيفها مجددا وإلا يعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية".

من جهته اكد مدير دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية ، اللواء سعد معن، ان الشرطة المجتمعية رصدت الكثير من الحالات من هذا القبيل، وخاصة الحالات التي تنشأ من خلال التفكك الاسري، او العنف او غيرها.

وقال لـ (بغداد اليوم)، ان "فرق الشرطة المجتمعية التابعة لدائرة العلاقات والاعلام في الوزارة، تتابع في جميع محافظات البلد هذه الحالات وهي على تماس مباشر مع العوائل التي تشهد اختفاء للمراهقين او المراهقات لاسباب اجتماعية او مشاكل عائلية، وتقوم بتتبع اثرهم وارجاعهم الى ذويهم، مشيرا الى، ان "الشرطة المجتمعية تقوم بتأهيل المستهدفين نفسيا وتهدئة الاجواء في صفوف العوائل".

واضاف، ان "الشرطة المجتمعية ساعدت بالقاء القبض على الكثير من المتهمين الذين يمارسون مثل هكذا ممارسات تستهدف البنية الاجتماعية للعائلة العراقية، مشيرا الى، ان "هذه المشكلات ارتفعت نسبتها في الاونة الاخيرة لعدة اسباب منها وجود تفكك اسري عند بعض العوائل، وانتشار المخدرات وغيرها".